المرصد

هوليوود تواجه الذكاء الاصطناعي

يقود كتاب السيناريو وصناع السينما في الولايات المتحدة حالياً، حركة مواجهة مع شركات الإنتاج الفنية، ضمن أهدافها مواجهة تأثيرات «الذكاء الاصطناعي»، بعد أن أصبحت هذه التأثيرات متماسة مع حياتهم. وقد تضمنت المواجهة إضراباً ضم 160 ألف مشارك، بحسب صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.

ويعد الاحتجاج - الذي يتواصل منذ مطلع مايو الماضي - مؤشراً مبكراً معبراً عن حالة القلق التي تسود الأوساط الثقافية والإعلامية في العالم، بسبب اكتساح الذكاء الاصطناعي مختلف الحقول والمجالات بسرعة غير متوقعة، كما يعبر عن حالة التوجس التي غمرت هذه الأوساط بشأن الخلط بين «الحقيقي» و«الافتراضي» في المنتج الثقافي .

وانضمت أسماء فنية بارزة إلى الاحتجاج، منهم الممثل جورج كلوني، وممثلة فيلم «تيتانيك» الشهير فرانسيس فيشر، وأسماء بارزة أخرى في مجال كتابة السيناريو. وقدمت رابطة الكتاب الأميركيين - في محاولة منها لتقديم حل وسط - اقتراحاً لإعادة تعريف الكاتب بوصفه «الشخص أو الإنسان الذي يقدم إبداعاً ثقافياً مكتوباً» وذلك لوضع حد فاصل بين «المبدع الإنسان» و«المبدع الإلكتروني»، لكن هذا الاقتراح قوبل برفض من شركات الإنتاج الفنية.

ويشير أحد المتابعين للاحتجاج في تغريدة على «تويتر» إلى أن السبب الرئيس للاحتجاج هو أن «استوديوهات هوليوود طلبت من الممثلين تصويرهم من عدة زوايا، ثم السماح لها بتخزين صورهم على أجهزة الكمبيوتر حتى يستخدمها المنتجون في الأفلام مدى الحياة، وكذا السماح لهذه الشركات باستخدام الذكاء الاصطناعي لعمل فيديوهات للممثلين الذين ليسوا من كبار الفنانين، وإنما من «مساكين هوليوود» الذين يعشون على معاش ضئيل عادة ما ينتهي قبل نهاية الشهر ذاته.

ويعد احتجاج اليوم، الأكثر شهرة في الحقل الثقافي الأميركي، منذ قاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ريغان إضراباً شهيراً عام 1960، حين كان نقيب الممثلين في تلك الفترة.

على الصعيد الإعلامي وفي مسار مواز لمعركة هوليوود، وطبقاً لما نشرته «شبكة الصحافيين الدوليين»، فقد شهدت الولايات المتحدة أيضاً مؤتمراً عالمياً استمر ثلاثة أيام، بعنوان «ميديا بارتي شيكاغو» محوره الرئيس تقاطع الذكاء الاصطناعي مع الإعلام، كانت أبرز محاوره الأسئلة التي يجب أن تطرحها «غرف الأخبار» على نفسها قبيل التعامل مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكيفية منع الذكاء الاصطناعي من نشر الأخبار المضللة، وما يمكن أن يصنعه الذكاء الاصطناعي لجمهور القراء أو المشاهدين أو المستمعين، ومدى احتمالية أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الصحافيين، ومدى إمكانية أن يحسن الذكاء الاصطناعي أداء الصحافيين، والأشياء التي يمكن للصحافيين عملها ولا يستطيع الذكاء الاصطناعي إنجازها، مؤتمر واهتمام قد يمثلان بداية للتعامل مع قضية تشابكاتها ستطول.

• انضمت أسماء فنية بارزة إلى الاحتجاج، منهم الممثل جورج كلوني، وممثلة فيلم «تيتانيك» الشهير فرانسيس فيشر، وأسماء بارزة أخرى في مجال كتابة السيناريو.

تويتر