المرصد

جوانب مشرقة للذكاء الاصطناعي في الإعلام

العالم مقبل على ثورة كبرى غاية في الخطورة تتمثل في الذكاء الاصطناعي، الذي ستنتقل موجات تأثيره إلى جميع مناحي الحياة، وينسحب مفعوله على كل جزء منها، ولن تنجو من خيره أو شره مفردة في هذا الوجود، وسيصبح الإعلام أحد الجوانب الحياتية الذي سيتأثر تأثيراً كبيراً بثورة الذكاء الاصطناعي سواء كان إيجابياً أو سلبياً، حيث يعتقد بعض من لهم خبرة في هذا المجال أن تأثيراته الإيجابية قد تكون أكثر من السلبية. وفي الوقت الراهن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام بشكل متزايد كإحدى أدوات التخفيف من المهام الشاقة على الصحافيين والمبدعين، وتمكينهم من العمل بكفاءة أكبر. على سبيل المثال تستخدم العديد من الشركات الإعلامية الآن تقنية فيربيت للتعرف التلقائي إلى الكلام، لتسمية مقاطع الفيديو الخاصة بها، بما في ذلك البث المباشر في الوقت الفعلي. وتستفيد عمليات النسخ والتعليق للوسائط الداخلية من هذه التقنية أيضاً لتبسيط عملية قد تستغرق وقتاً طويلاً، ما يسمح للمنتجين بتوفير المال والوقت في المهمة الشاقة المتمثلة في وضع التسميات التوضيحية، والسماح بمزيد من الوقت للإبداع.

من الناحية الأخرى يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يساعد الإنترنت على التخلص من الأخبار الكاذبة كي يستطيع المستخدمون تحديد الحقيقة من الخيال، وهنا يبدو المستقبل مشرقاً، حيث يمكن استخدام أدوات التعلم العميق للذكاء الاصطناعي للتحقق من مصدر القصة وحقائقها من أجل تحديد «الأخبار المزيفة». وطورت جامعة ميشيغان أيضاً نهجاً للذكاء الاصطناعي لتحديد الأخبار المزيفة.

ويتم إدخال مواقع الويب في خوارزمية ذكية لمسح المصادر، والتنبؤ بإصدارات القصص الأكثر دقة وموثوقية، وكلما زاد عدد مواقع الويب التي يتم «إدخالها» في الخوارزمية أصبحت أكثر دقة لأنها «تتعلم» باستمرار بمرور الوقت. وعلى الرغم من أن هذه التقنية ليست دقيقة بنسبة 100٪ (حتى الآن)، فهي بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح.

يمكن أيضاً لمنتجي وسائل الإعلام استخدام هذه الأدوات لتزويدهم بنصوص لكل ما يوجد في شرائط العرض وتسجيلات المقابلات. من الناحية الثانية يبحث المذيعون دائماً عن طرق لتوفير المال وتحسين الكفاءة. كانت أتمتة إنتاج الأخبار هي أحدث إجابة لخفض التكاليف مع زيادة نسبة المشاهدة أيضاً.

يمكن للصحافيين الآن استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات الإنتاج الإعلامي، ويمكنهم جمع المحتوى وفهم مجموعات البيانات، وكذلك إنشاء وتوزيع الوسائط بنقرة زر واحدة في ما أصبح يعرف باسم «الصحافة الآلية»، ويتم استخدام الخوارزميات لإنتاج القصص على نطاق واسع، ويمكن تحويل البيانات المنظمة عن الألعاب الرياضية والأرباح المالية - على سبيل المثال - إلى نصوص إخبارية مع القليل من التدخل البشري أو من دونه.

وللذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي العديد من حالات الاستخدام، حيث يؤدي دوراً أساسياً في كيفية عمل وسائل التواصل الاجتماعي، فعلى سبيل المثال، يمكن لـ«فيس بوك» التعرف إلى الوجوه في الصور واستخدام إعادة الاستهداف التلقائي لعرض إعلانات للمنتجات التي كنت تبحث عنها أخيراً.

ويعد تخصيص الأخبار إحدى الطرق التي يتم بها استخدام الذكاء الاصطناعي، ويوفر التعلم الآلي إمكانات لفهم تفضيلات المستخدم وتقديم محتوى أكثر جاذبية، وتُستخدم هذه التقنية أيضاً لنقل الأخبار إلى شاشة جهازك المحمول.

 

تويتر