تكاثرت بنسبة 800%

بلدية نيويورك تعجز عن القضاء على آفة انتشار الجرذان

صورة

تعج مدينة نيويورك بالجرذان فهي موجودة في كل مكان، في المجاري والحدائق، وتحت الأقدام، وفي مترو الأنفاق، وحتى في جدران المنازل.

فقد ظلت تعيش في نيويورك منذ القرن الثامن عشر، وتمسكت بالمدينة بقوة. وتشير التقديرات الحالية إلى أن عدد الجرذان في المدينة يبلغ نحو مليونين تنتشر في 90% من مساحتها. ومنذ أن انتشرت الجرذان في جميع أنحاء المدينة، أقسم السياسيون والسكان المحليون على القضاء عليها، لكن حتى الآن لم ينجح أحد في هذا المسعى.

منذ نحو 250 عاماً، وصل الجرذ النرويجي المعروف أيضاً باسم الجرذ البني أو جرذ الزقاق أو جرذ المجاري، إلى أميركا على متن سفن من أوروبا. لا أحد يعرف متى وصل الجرذ الأول إلى الشاطئ، لكن الخبراء متأكدون تماماً من أنها وصلت إلى هناك خلال الثورة الأميركية.

وتصدرت الجرذان عناوين الصحف لأول مرة في مدينة نيويورك في عام 1860، بسبب ما تردد عن تشويهها وقتلها طفلاً حديث الولادة، ومرة أخرى في عام 1865 عندما قالت صحيفة نيويورك تايمز إن المدينة اكتسبت سمعة سيئة بوجود عدد من الجرذان «أكثر من أي مدينة أخرى في الاتحاد الفيدرالي».

في عام 1950 كان هناك ما يقدّر بنحو 250 ألف جرذ في المدينة. ومنذ ذلك الحين كانت هناك بعض التقديرات المتباينة إلى حد بعيد، بما في ذلك تقدير عام 1997 يدعي أن هناك 28 مليون جرذ، ولكن بشكل أكثر تحفظاً قدّر عددها في عام 2014 بنحو مليونين.

وتتكاثر الجرذان بسرعة، فهي وإن كانت تعمّر لمدة عامين تقريباً فإنها تنضج جنسياً في غضون شهرين وتتزاوج في غضون ثانيتين، ويمكن أن تنجب الأنثى من ثمانية إلى 10 جرذان، نحو ست مرات في السنة، أي 120 جرذاً لكل أنثى خلال حياتها.

ولعبت أوائل السبعينيات دوراً مهماً في زيادة أعداد الجرذان في المدينة. أولاً أقرّت الحكومة الفيدرالية قانون الهواء النظيف الفيدرالي لعام 1970، ما أدى إلى حظر مدينة نيويورك المباني السكنية من استخدام المحارق للتخلص من القمامة. ثانياً أدخلت المدينة أكياس القمامة البلاستيكية في عام 1971 عوضاً عن علب القمامة المعدنية، واستطاعت الجرذان أن تأكل القمامة كلها التي تريدها حتى المواد البلاستيكية.

ومع ذلك ظلت المعركة تسير على ما يرام للتخلص من الجرذان بين عامي 1969 و1986 عندما نفّذت المدينة نهجاً ثلاثي الأبعاد: الإبادة والإرشاد والتنظيف، وفقاً لأحد صائدي الجرذان الرئيسيين السابقين في نيويورك، واسمه راندي دوبري. في تلك المرحلة ساعد التمويل الفيدرالي في دفع تكاليف العمال لتنظيف المدينة، وانخفضت التقارير عن عضات الجرذان من 765 إلى 285 بين تلك السنوات. وعندما نفد هذا التمويل، موّلت المدينة عمليات الإبادة لكن لفترة وجيزة فقط.

من عام 1987 إلى عام 1996، انخفضت ميزانية إبادة الجرذان في نيويورك من 12 مليوناً إلى 5 ملايين دولار. ولم يعد النهج الثلاثي الأبعاد لمكافحة الغزو في متناول الجميع. وصرح دوبري لصحيفة نيويورك تايمز بأن «الجرذان بدأت تكسب المعركة». وعلى مدى العقود القليلة الماضية، حاول رؤساء بلديات نيويورك تولي زمام الأمور. في عام 1997، خصص رئيس البلدية آنذاك رودي جولياني 8 ملايين دولار لهذا الغرض، وأنشأ فرقة عمل للإبادة استخدمت ثلاثة أنواع مختلفة من السموم لقتل الجرذان. وبحلول عام 2000، زادت ميزانيته إلى 13 مليون دولار.

في عام 2017، خصص العمدة آنذاك بيل دي بلاسيو 32 مليون دولار لقتل الجرذان. كانت إحدى طرق إدارته هي حشو ثقوب الجرذان بالجليد الجاف، ما يخنق الجرذان بثاني أكسيد الكربون. وأثبتت هذه العملية فاعليتها، لكنها كانت تحتاج إلى عمالة كثيفة. وقبل أن يصبح عمدة للمدينة، انضم إريك آدامز إلى أسلافه في صيد الجرذان، واستخدم طريقة جديدة لقتلها تتضمن دلواً يُطلق عليه «إيكوميل» يجذب إليه الجرذان قبل أن يسكب عليها السم. ويستطيع كل «إيكوميل» أن يقتل ما يصل إلى 30 جرذاً.

وتدهور الوضع في نيويورك خلال وباء كورونا، حيث انتشرت الجرذان في الشوارع نظراً لإهمال جمع وإزالة القمامة لفترات أطول. وفي حين أن خبراء الصحة يعدون الجرذان مصدر إزعاج في الغالب، فإنها تحمل أيضاً الأمراض، ولأنها قريبة جداً من البشر، فهي ناقل جيد للأوبئة. في عام 2021 توفي شخص واحد من داء البريمات، وأصيب به 14 شخصاً. وعادة ما ينتشر هذا المرض بسبب بول الجرذان ويمكن أن يسبب الفشل الكلوي والكبدي. ووفقاً لأكاديمية الجرذان التابعة لوزارة الصحة، هناك طريقة واحدة فقط للقضاء على الجرذان وهي تجويعها، ولكن في مدينة مثل نيويورك، حيث غالباً ما تكثر القمامة في الشوارع، فإن قول ذلك أسهل من فعله.

 • منذ نحو 250 عاماً، وصل الجرذ النرويجي المعروف أيضاً باسم الجرذ البني أو جرذ الزقاق أو جرذ المجاري، إلى أميركا على متن سفن من أوروبا.

• ظلت المعركة تسير على ما يرام للتخلّص من الجرذان بين عامي 1969 و1986 عندما نفّذت المدينة نهجاً ثلاثي الأبعاد: الإبادة والإرشاد والتنظيف.

• تدهور الوضع في نيويورك خلال وباء كورونا، حيث انتشرت الجرذان في الشوارع نظراً لإهمال جمع وإزالة القمامة لفترات أطول.

تويتر