الكثيرون في المهنة لا يجدون الأجور مجزية

مضاعفة الرواتب قد تحل مشكلة نقص المعلمين في الولايات المتحدة

صورة

بينما تكافح المدارس في جميع أنحاء الولايات المتحدة للعثور على معلمين لتوظيفهم، يضغط المزيد من حكام الولايات من أجل زيادة الأجور والمكافآت والامتيازات الأخرى للمهنة المحاصرة، مع تعهد البعض بالتغلب على الولايات الأخرى المتنافسة على المعلمين.

وفي عام 2023، وافقت ولايتي جورجيا وأركنساس على زيادة رواتب المعلمين. وقبل بداية الأسبوع الوطني لتقدير المعلمين، يوم الإثنين، دعا حكام من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى فعل الشيء نفسه لجذب المعلمين والاحتفاظ بهم.

واقترح أكثر من نصف حكام الولايات خلال العام الماضي - 26 حاكماً حتى الآن - زيادة تعويضات المعلمين، وفقاً للمجموعات التي تتابع ذلك. وقال مشروع «تتبع رواتب المعلمين» غير الربحي، إن هذا هو أقصى ما شهده قاع التعليم منذ ما يقرب من عقدين من التتبع.

وقال المؤسس والرئيس التنفيذي للمشروع، نينيفي كاليغاري «اليوم، لدينا محافظون من اليسار واليمين من الحزبين السياسيين، يهتمون بالأمر، ومن ثم فهم يريدون معالجة هذه القضية، لأنه يتعين عليهم ذلك»، وتابع قائلاً «لم نشهد أبداً ما نراه الآن أبداً».

وفي ولاية أيداهو، يهدف حاكمها، براد ليتل، إلى رفع متوسط راتب المعلم في الولاية، إلى أعلى 10 رواتب في الولايات المتحدة. وفي ولاية ديلاوير، قال الحاكم جون كارني، إن المنافسة على جذب المعلمين أصبحت أكثر حدة من أي وقت مضى، وأن زيادة الأجور ضرورية «للفوز بالمنافسة مع الولايات المجاورة».

وفي غضون ذلك، ليس من الواضح إلى أي مدى ستسهم الزيادات في الأجور في التخفيف من النقص، ويقول بعض المعلمين إن الوقت «قصير جداً ومتأخر جداً» لإصلاح المشكلات التي كانت في طور التشكل لعقود.

نقص التمويل

ويقع اللوم في نقص المعلمين على نقص التمويل، بعد الركود العظيم، وأسواق العمل المتذبذبة، والالتحاق الضعيف في الكليات والبرامج التي تدرب المعلمين، وإرهاق المعلمين الذي فاقمه الوباء. ولم يكن هناك نزوح جماعي، لكن البيانات الواردة من بعض الولايات، التي تتبع حركة المعلمين، أظهرت تزايد أعداد المعلمين الذين تركوا المهنة على مدى العامين الماضيين.

ويقول الباحثون إن النقص هو الأكثر حدة في بعض المناطق، بما في ذلك المناطق الريفية الأكثر فقراً أو عزلة. وأبلغت المقاطعات، أيضاً، عن صعوبات معينة في التوظيف للمواد المطلوبة، مثل التربية الخاصة والرياضيات والعلوم.

وفي الوقت نفسه، انخفضت رواتب المعلمين أكثر فأكثر مقارنة برواتب أقرانهم المتعلمين في الجامعات، في مجالات أخرى غير التدريس، في وقت أبلغ فيه معلمون عن أعباء العمل المتزايدة، وتقلص الاستقلالية، والبيئات المدرسية المعادية بشكل متزايد.

لم يتم إقناع ماجان دانيال، التي غادرت للتو منطقتها التعليمية في وسط ألاباما، بالبقاء من خلال زيادة راتبها، حيث تعهد حاكم الولاية بجعل رواتب المعلمين الأعلى في الجنوب الشرقي. وسيتطلب الأمر زيادات كبيرة لمطابقة جورجيا المجاورة، حيث يبلغ متوسط راتب المعلم في هذه الولاية 62 ألفاً و200 دولار، سنوياً، وفقاً لجمعية التعليم الوطنية. وقالت دانيال إن إصلاح ثقافة العمل المتدهورة للمعلمين وتخفيف أعباء العمل سيكونان حافزاً أقوى من زيادة الأجور.

وتذكرت المعلمة الأميركية، على سبيل المثال، أن مديرتها طلبت تحضير نسخ وخطط الدروس، في الخريف الماضي، بينما كانت في إجازة أمومة غير مدفوعة الأجر. وقالت إن صعوبة الحصول على بدائل تضغط على المعلمين الذين يحتاجون إلى إجازة في حالات الطوارئ، كما أن قضاء الليالي وعطلات نهاية الأسبوع على الأعمال الورقية ينزع البهجة من التدريس. وتابعت دانيال «لن أعود لمجرد راتب أعلى».

الإعفاء من القروض

وفي أوكلاهوما، غادر جوشوا مورغان منطقته الريفية، قبل عام، لأنه بعد 18 عاماً من التعليم، كان لايزال يكسب أقل من 47 ألف دولار. ويتحدث حاكم أوكلاهوما عن منح مكافآت الأداء، لكن مورغان قال إنه سيعود إلى التدريس فقط مقابل أجر أكثر بكثير - مثل 65 ألف دولار في السنة.

وارتفع متوسط الراتب الوطني لمعلمي المدارس العامة في 2021-22 بنسبة 2%، مقارنة بالعام السابق، إلى 66 ألفاً و745 دولاراً، وفقاً لاتحاد المعلمين، بينما بلغ التضخم ذروته، عند نحو 9%، في ذلك الوقت.

وبالنسبة إلى الملتحقين الجدد، فإن مهمة دفع ديون تعليمهم الجامعي تبدو مستحيلة، فقد كان متوسط الراتب الوطني السنوي للمعلم المبتدئ 42 ألفاً و845 دولاراً، العام الماضي، وفقاً لوكالة التعليم الوطني. وغالباً ما يتأهل المعلمون للإعفاء من قروض الخدمة العامة، ما يعفيهم من ديون الطلاب، بعد سداد 10 سنوات من الدفعات الشهرية.

وإلى جانب عدد أقل من المعلمين الذين يحصلون على شهادات، فإن الفجوة بين رواتب المعلمين وأقرانهم من المتعلمين في الكلية في المهن الأخرى، آخذة في الازدياد. ووصلت هذه الفجوة إلى رقم قياسي بلغ 23.5%، في عام 2021، حيث يكسب المعلمون في المتوسط 76.5 سنتاً مقابل كل دولار يكسبه متخصصون آخرون خريجو الكلية، وفقاً لمعهد السياسة الاقتصادية، وهو مركز أبحاث غير حزبي.

• أبلغ معلمون عن أعباء العمل المتزايدة، وتقلص الاستقلالية، والبيئات المدرسية المعادية بشكل متزايد.

• غالباً ما يتأهل المعلمون للإعفاء من قروض الخدمة العامة، ما يعفيهم من ديون الطلاب، بعد سداد 10 سنوات من الدفعات الشهرية.

• 62200 دولار هو متوسط راتب المعلم السنوي في ولاية جورجيا.


مكافآت للعاملين

تقدم مدرسة «ويليام بان سكول ديستركت سكول»، في ولاية بنسلفانيا، مكافآت للعاملين فيها لفترة طويلة، وعقدت أول معرض وظيفي للمعلمين على الإطلاق.

وقال مشرف المدرسة، إريك بيكواتس، إن أحد المدرسين أخبره بأنه يمكنه الانتقال إلى المناطق المجاورة، وكسب 10 آلاف دولار إضافية (سنوياً)، وهو أمر لا تستطيع المنطقة الصغيرة والفقيرة أن تنافسه في الوقت الحالي.

وأخبره بعض المعلمين، أيضاً، أنهم سيتقاعدون أو يتركون المهنة إذا أمكن لهم ذلك. وقال المعلم جوشوا مورغان إن هناك حاجة إلى تغيير كبير في الراتب، للتغلب على تحول كبير في الطريقة التي ينظر بها المعلمون، الآن، إلى مهنة كانوا يتوقعون البقاء فيها حتى تقاعدهم.

وأضاف المعلم الأميركي «لم يعد العالم يعمل بهذه الطريقة»، متابعاً «أرى المزيد من المعلمين، خصوصاً المبتدئين منهم، يأتون ويقولون: لست على استعداد لتحمل هذا».

موضع تقدير

يقول الباحثون إن الفجوة في الأجور كانت تتسع منذ عقود. وبالنسبة للرجال، تبلغ 35%، بينما تصل إلى 17% عند النساء، ما يعكس فجوة الأجور بين الجنسين في الاقتصاد الأميركي.

وبالنسبة لراشيل أوتو ومعلمي لويزيانا الآخرين، قد يكون احتمال زيادة الراتب بمقدار 3000 دولار، الذي اقترحه الحاكم، موضع تقدير. ولكن في مقابل 200 دولار، تقريباً، في الشهر، بعد خصم الضرائب، فإن ذلك لا يكفي لإبقاء مدرس يشعر بالإرهاق أو الإحباط، على حد قول المعلمة.

وأضافت أوتو، التي تدرس العلوم في منطقة ريفية في ولاية لويزيانا: «أعرف أن هناك مدرسين على استعداد لترك المهنة بسبب انخفاض رواتبهم»، متابعة «إذا ضاعفت الولاية الرواتب فربما يغير ذلك تفكير المعلمين».

مواكبة التضخم

وصفت سيلفيا أليغريتو، وهي خبيرة اقتصادية تدرس تعويضات المعلمين في مركز أبحاث الاقتصاد والسياسة، الوعود المتعلقة بالرواتب من قبل حكام الولايات بـ«الإسعافات الأولية» التي بالكاد تواكب التضخم.

وقالت أليغريتو «إنه نوع من التقطيع في الهوامش»، متابعة «هذا لا يحل المشكلة بشكل عام». وبالنسبة للكثيرين، قد تكون زيادة رواتب المعلمين سياسة جيدة، لكن رفعها في جميع المجالات قد يكون له تأثير ضئيل على المدى الطويل. ويقول الباحثون إن الحصول على بيانات أفضل حول مكان النقص ثم تحديد الزيادات - أو الزيادات الأكبر - لتلك المناطق، سيساعد أكثر.

وقال إد فولر، وهو خبير في ولاية بنسلفانيا يدرس جودة المعلمين وتنقلاتهم المهنية، إن الأبحاث تظهر أن زيادة الأجور سيكون لها على الأقل بعض التأثير على الاحتفاظ بالمعلمين. وأضاف فولر إن ما يصعب البحث عنه هو تأثير الزيادة على قرار طالب جامعي بالالتحاق ببرنامج إعداد المعلم، وتحمل الديون. وفي غضون ذلك، لم تنتظر بعض المقاطعات تحرك المجالس التشريعية للعمل.

وأعطت أكبر منطقة تعليمية في ولاية كنتاكي، مقاطعة جيفرسون في لويزفيل، زيادة بنسبة 4% العام الماضي، ووافق مجلس الإدارة على زيادة أخرى بنسبة 5%، لتأخذ حيز التنفيذ في يوليو المقبل. كما بدأت في منح راتب سنوي قدره 8000 دولار للمعلمين الذين يعملون مع الطلاب الأكثر احتياجاً. ويريد المشرف العام، مارتي بوليو، أن تكون المنطقة الأعلى رواتب في ولاية كنتاكي، واصفاً نقص المعلمين بأنه «أزمة حقيقية وأزمة متنامية».

تويتر