حصار إسرائيلي يطوّق المدينة منذ أيام عدة

أريحا تختنق و55 ألف فلسطيني يستنجدون

صورة

منذ يوم السبت الموافق 22 من شهر أبريل المنصرم، وتزامناً مع ثاني أيام عيد الفطر المبارك، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حصار مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، من خلال إغلاق مداخلها الرئيسة، والفرعية بالحواجز العسكرية.

فيما تمنع قوات الاحتلال حركة تنقل السكان، وكذلك خروج المركبات من أريحا، أو الدخول إليها، الأمر الذي ينذر بأزمات إنسانية حادة لسكانها البالغ عددهم 55 ألف نسمة، خصوصاً الحالات المرضية والطلبة والعمال.

ومنذ اليوم الأول من شهر أبريل الماضي، تواجه أقدم بقعة سكنية على وجه الأرض عمليات اقتحامات، واعتقالات، وإغلاقات، وإطلاق الرصاص الحي، على الأطفال وكبار السن، على يد القوات الإسرائيلية.

إغلاق وملاحقة

منسق لجنة القوى الوطنية في أريحا، صلاح السمهوري، يقول لـ«الإمارات اليوم»، في حديث خاص: «إن الاحتلال يقيم حواجزه العسكرية على المدخلين الرئيسين الشماليين لأريحا، وهما: (هيئة التدريب)، و(المعرجات)، والمدخل الجنوبي الرئيس قرب مخيم (عقبة جبر)، أكبر المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، وكذلك المدخل الشرقي الرئيس، المعروف باسم (البوابة الصفراء)، إلى جانب إغلاق المداخل الفرعية في الجهة الغربية».

ويصف السمهوري الحصار الإسرائيلي ضد محافظة أريحا بالعقاب الجماعي، مضيفاً: «إن القوات الإسرائيلية المنتشرة بكثافة على مداخل أريحا كافة، تعيق مرور المرضى والطلبة والتجار عبر حواجزها العسكرية، والتي عزلت بلدات أريحا عن بعضها بعضاً».

ويلفت إلى أن الاحتلال يواصل عمليات ملاحقة المواطنين، واعتقالهم، إلى جانب اقتحامه مخيمي «عقبة جبر»، و«السلطان»، وإطلاق الرصاص على المواطنين، ما أسفر عن استشهاد شابين حتى اليوم الـ10 من الإضراب الجاري، وإصابة 10 شبان آخرين.

وينوّه منسق لجنة القوى الوطنية في أريحا، إلى أن إغلاق الاحتلال منافذ محافظة أريحا كافة، أجبر السكان على سلك الطرق الترابية الوعرة، وصولاً إلى مواقع احتياجاتهم اليومية الأساسية، من علاج، وعمل، ودراسة.

ويمضي السمهوري بالقول: «إن حالات التنقل الاستثنائية هذه، يستهدفها الحصار الإسرائيلي أيضاً، إذ ينتشر المستوطنون بحماية قوات الجيش الإسرائيلي، على قمم التلال والجبال والطرق الترابية المحيطة بأريحا، لاعتراض طريق الفلسطينيين، ومنعهم من المرور، فيما يعتدون عليهم بالضرب، إلى جانب تحطيم مركباتهم».

استهداف القطاعات الحيوية

إن «إغلاق الاحتلال لمداخل أريحا الرئيسة، يستهدف قطاعاتها الحيوية، والحاق الضرر باقتصادها، الذي يعتمد على النشاط السياحي بالدرجة الأولى، إذ بلغت خسائر ما يقارب 100 منشأة سياحية، مئات الملايين من الشواكل، منذ فرض الحصار الإسرائيلي»، يقول محافظ أريحا جهاد أبوالعسل.

وتعد المدينة الأقدم، بحسب أبوالعسل، مصيفاً ومكاناً ترفيهياً لسكان الضفة الغربية، ومدينة القدس، وكذلك الداخل الفلسطيني المحتل، خصوصاً في موسم الأعياد، إذ كان من المتوقع أن يفد إلى أريحا 600 ألف سائح، خلال أيام عيد الفطر المبارك، ولكن لم يدخلها سوى ما يقارب 150 ألفاً فقط، جرّاء منع دخول الفلسطينيين من مدن الداخل إليها خلال عيد الفطر، إلى جانب تقييد مرور المركبات منها، وإليها.

ويشير إلى أن أريحا يقصدها المسافرون الفلسطينيون تجاه الأراضي الأردنية، عبر «معبر الكرامة» الفلسطيني، أو كما يسميه الأردنيون «جسر الملك حسين

»، والفاصل بين أراضي الضفة الغربية والمملكة الأردنية الهاشمية، منوّها إلى أن الاحتلال منذ حصاره المدينة، يشدد من الإجراءات المفروضة على حركة تنقل المسافرين العابرين.

ويقول محافظ أريحا: «إنه إلى جانب الحاق الأضرار بالقطاع السياحي، يستهدف الحصار الإسرائيلي القطاع الزراعي في أريحا، التي تشتهر باتساع مساحة أراضيها الخصبة، وذلك نتيجة تجريف الطرق الزراعية، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية، الأمر الذي أتلف محاصيلها، وتسبب بخسائر مالية باهظة.


محافظ أريحا جهاد أبوالعسل:

«إغلاق الاحتلال لمداخل أريحا الرئيسة، يستهدف قطاعاتها الحيوية، وإلحاق الضرر باقتصادها، الذي يعتمد على النشاط السياحي بالدرجة الأولى، إذ بلغت خسائر ما يقارب 100 منشأة سياحية، مئات الملايين من الشواكل، منذ فرض الحصار الإسرائيلي».

تمنع قوات الاحتلال حركة تنقل السكان، وكذلك خروج المركبات من أريحا، أو الدخول إليها، الأمر الذي ينذر بأزمات إنسانية حادة لسكانها البالغ عددهم 55 ألف نسمة، خصوصاً الحالات المرضية والطلبة والعمال.

تويتر