أكد أن مناقشات مكثفة ستُجرى داخل الاتحاد الأوروبي حول سياسة بكين

نوح باركن: تعليقات ماكرون حول تبعية أوروبا لأميركا تثير تساؤلات

الباحث نوح باركن. أرشيفية

أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذعر على جانبي المحيط الأطلسي، خلال مقابلة أجريت معه أخيراً شكك فيها في ولاء أوروبا للولايات المتحدة. وكان ماكرون قد تحدث إلى صحافيين، قائلاً إن «الخطر الكبير» الذي تواجهه أوروبا هو أنها «عالقة في أزمات لا شأن لنا بها، ما يمنعها من بناء استقلاليتها الاستراتيجية»، خصوصاً عندما يأتي الحديث عن التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان، وقال إن «أسوأ شيء هو أن نتبع الأجندة الأميركية في ما يتعلق بتعاملها مع الصين». وانتقد مسؤولون منتخبون في كل من الولايات المتحدة وأوروبا تصريحات ماكرون التي أدلى بها الأسبوع الماضي قبل أن تبدأ الصين تدريبات قتالية حول تايوان، رداً على زيارة الرئيس التايواني إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.

مدير تحرير مجموعة رودهام غروب للأبحاث المستقلة عن الصين ومقرها نيويورك، وصف تصريحات ماكرون بأنها «مقلقة من منظور أميركي»، وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة التي أجرتها معه «إذاعة إن بي آر» في هذا الشان:

■ ما تعليقكم على تعليقات ماكرون.. هل تعتقد أن مثل هذه التعليقات معزولة؟

■■ لا أعتقد أن رسائل ماكرون تعكس بالضرورة الإجماع الأوروبي بشأن الصين. أي شخص شاهد تفاعلات ماكرون مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والرسائل التي أرسلها بعد ذلك في عدد من المقابلات تثير القلق من وجهة نظر الولايات المتحدة، لكني أعتقد أن على المرء أن يتذكر أن فرنسا ليست سوى واحدة من 27 دولة في الاتحاد الأوروبي، وهناك العديد من الدول الأخرى التي تفكر بشكل مختلف.

■ لماذا لا نرى أي انتقادات من القادة الأوروبيين لما ذكره ماكرون؟

■■ أعتقد أننا سنرى القادة الأوروبيين يخرجون ويدينون ماكرون، أو ينتقدونه في الأماكن العامة. لقد رأينا عدداً من كبار المسؤولين الألمان، على سبيل المثال، يخرجون وينتقدون ماكرون، لكن علينا أن نرى كيف سيحدث هذا. أعتقد أن مناقشات مكثفة ستُجرى خلال الأشهر المقبلة داخل الاتحاد الأوروبي حول سياسة الصين.

■ لماذا نشهد مثل هذه الانتقادات اللاذعة من حين لآخر لأميركا من قادة أوروبيين لاسيما فرنسا؟

■■ لطالما روجت فرنسا لفكرة الحكم الذاتي الاستراتيجي هذه، والتي بدأت بالفعل بجدية خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. كان هناك قلق بشأن الولايات المتحدة بقدر ما كان هناك قلق بشأن فرض الصين قرارات على أوروبا.

■ هل ستؤثر مثل هذه التعليقات في العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا؟

■■ إحساسي هو أن هذا أمر مقلق بالتأكيد في هذا الوقت، ولكن أعتقد أنه بالنظر إلى المستقبل فقد نجحت فرنسا والولايات المتحدة في حل النزاع حول صفقة أوكوس الخاصة بالغواصات النووية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، وتغلبت أوروبا والولايات المتحدة على الانسحاب الفوضوي من أفغانستان؛ لذا فإن الخلاف في وجهات النظر والمواقف بين الجانبين أمر معتاد، لكنه شيء يمكن لأوروبا والولايات المتحدة تجاوزه.

• لا أعتقد أن رسائل ماكرون تعكس بالضرورة الإجماع الأوروبي بشأن الصين.

• فرنسا ليست سوى واحدة من 27 دولة في الاتحاد الأوروبي، وهناك العديد من الدول الأخرى التي تفكر بشكل مختلف.

تويتر