يقضون أجواء رمضانية عائلية.. ويمارسون الألعاب الرياضية بجانب شاطئ البحر

«كورنيش غزة».. متنفس المحاصرين في رمضان

صورة

«من وقت الإفطار حتى ما قبل السحور، حيث لا تتوقف حركة إقبال المواطنين، أقضي ساعات عديدة أجول هنا بجانب البحر، في مشهد يتكرر في جميع أيام شهر رمضان المبارك».. يصف الشاب وائل البلعاوي، وهو بائع جائل على رصيف «كورنيش بحر غزة

» في منطقة حي الشيخ عجلين الساحلية، أجواء شهر رمضان المبارك الخاصة بسكان غزة، والتي يحتضنها الساحل يومياً، في أجواء مغايرة لحياتهم اليومية المحاصرة.

الشاب وائل يبيع المشروبات الساخنة والعصائر، وأكواب حبوب الذرة الساخنة، عبر عربة صغيرة يدفعها بيديه طوال ساعات عمله، يقضيها متنقلاً بين مناطق مختلفة، تمتد انطلاقاً من ميناء غزة، مروراً بمنطقة الشاليهات، وحي الشيخ عجلين، وصولاً إلى ساحل مدينة الزهراء وسط قطاع غزة.

مشاهد عبر كل الفصول

ويقول البائع الجائل متكئاً على عربته المصنوعة من الحديد والصفيح: «إن مشاهد وجود السكان في مناطق (كورنيش بحر غزة) تنشط صيفاً وشتاءً دون انقطاع، مقارنة بين أجواء الفصلين، فيما تتضاعف بشكل لافت طوال رمضان، حيث يعد هذا المكان متنفس المحاصرين الوحيد، لقضاء أجواء الشهر الفضيل على شاطئ البحر مباشرة».

إقبال لا يتوقف

منذ الساعة الرابعة والنصف مساءً، بتوقيت قطاع غزة، وحتى ساعات متأخرة من الليل، رصدت «الإمارات اليوم» توافد السكان من مناطق سكنية متعددة إلى «كورنيش غزة»، الممتد على طول الساحل حتى مدينة رفح، بعضهم يجلس للسمر، في انتظار أذان المغرب، لقضاء طقوس عائلية رمضانية، من بينها تناول وجبة الإفطار، وأحياناً الوجود حتى وقت السحور.

فعلى طول الشريط الساحلي الممتد من مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حتى بلدة المواصي الواقعة بين مدينتي رفح وخانيونس جنوباً، يجد السكان ضالتهم خلال الشهر الفضيل، في «كورنيش غزة»، بعيداً عن تداعيات أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتفاقمة.

المواطن أبووائل عجور قدم إلى «كورنيش غزة» في منطقة (دوار الـ17)، برفقة أقاربه من الشباب، لقضاء وقت الإفطار في أجواء عائلية خالصة، قبالة شاطئ البحر.

ويقول عجور: «إن أجواء الإفطار والسهر على (الكورنيش) تختلف تماماً، وهذا ما يجعلنا نأتي إلى هنا، فمن حقنا العيش الكريم، ومن حقنا أن نقضي خير الشهور بأجواء عائلية، تدخل البهجة والاستقرار إلى نفوسنا».

وعلى شاكلة عجور، جلس المواطن محمد أبونحل وعائلته في الأماكن المخصصة للعائلات على «الكورنيش»، في انتظار أذان المغرب، ليستمر في الاستمتاع بالأجواء حتى ساعات متأخرة من الليل.

ويشير أبونحل إلى أن «حياة الغزيين اليومية تسودها تداعيات أزمات الحصار، وانقطاع التيار الكهربائي»، مضيفاً: «إننا نهرب من هذه الأجواء القاتمة، إلى شاطئ البحر، لنقضي أوقاتاً جميلة، تدخل الفرحة إلى نفوس عائلتي، وأطفالي».

الرياضة بديلاً عن الانتظار

الجزء الآخر المقبل على «كورنيش غزة» في أيام رمضان، يستثمر وقته في ممارسة ألعاب رياضية مفيدة ومسلية، منها المشي، والجري على رصيف «الكورنيش»، المطل على مياه البحر، في انتظار موعد الإفطار، حتى يصلوا منازلهم، أو تناول وجبات الطعام على «الكورنيش» أيضاً.

الشاب سليم الرباعي، يغادر منزله في حي النصر شمال مدينة غزة، جرياً على قدميه، صوب رصيف الكورنيش، غرباً، ومن ثم يعود إليه بالطريقة ذاتها، إذ يستثمر وقته قبل الإفطار بممارسة رياضة الجري، برفقة شبان آخرين، منذ اليوم الأول للشهر الفضيل.

وفي منطقة أخرى من الكورنيش، وجد الصحافي الفلسطيني صفوت الكحلوت، مساحته المناسبة لممارسة رياضة المشي يومياً، قبيل أذان المغرب.

فوائد صحية

ويقول الكحلوت: «إن الصيام يمنح أجسادنا فوائد صحية جمة، فيما تكسب رياضة المشي، وهي رياضتي المفضلة، الجسم صحة سليمة، وهنا التقت فوائد شهر الصيام بالمشي، لنستثمر أوقاتنا بما هو مفيد وصحي».

رزق لا ينضب

على شاكلة الشاب البلعاوي، يعمل العشرات من الشباب وأرباب الأسر على امتداد «كورنيش غزة»، الذي يحتضن العديد من الحانات الصغيرة «الأكشاك

»، لتوفير مصدر الرزق لعائلاتهم، إلى جانب العربات المتنقلة، والباعة الجائلين، حيث يعمل أصحابها على الرصيف البحري، على مدار فصول السنة، أكثرها فصل الصيف، وطوال أيام شهر الخير.

بلال العمري يمتلك كشكاً صغيراً لبيع حبوب الذرة بأكواب كرتونية، أو أوان صغيرة من الفخار، إلى جانب حساء الشعيرية الساخن، ويستقبل المواطنين في موعد الإفطار، عبر خدمة الجلوس التي لا يتعدى ثمنها نحو شيكل واحد (درهم)، للفرد الواحد.

ويقول العمري من داخل حانوته، خلال تجهيز بعض طلبات الزبائن: «إنه خلال شهر رمضان يرزقنا الله برزق لا ينضب، فالحركة تنشط منذ وقت أذان المغرب، حيث نوفر خدمة الجلوس للمواطنين، والمياه العذبة المجانية، وبعد الإفطار حتى ما قبل السحور نعد المشروبات الساخنة، ونقدم تلك الباردة، وكذلك النرجيلة، إلى جانب طهي حبوب الذرة بأوان فخارية على النار».

مشاهد وجود السكان في مناطق «كورنيش بحر غزة» تنشط صيفاً وشتاءً دون انقطاع، مقارنة بين أجواء الفصلين، فيما تتضاعف بشكل لافت طوال رمضان، حيث يعد هذا المكان متنفس المحاصرين الوحيد، لقضاء أجواء الشهر الفضيل على شاطئ البحر مباشرةً.

يعمل العشرات من الشباب وأرباب الأسر على امتداد «كورنيش غزة»، الذي يحتضن العديد من الحانات الصغيرة «الأكشاك»، لتوفير مصدر الرزق لعائلاتهم، إلى جانب العربات المتنقلة، والباعة الجائلين.

تويتر