1500 فلسطيني في مواجهة موجات تهجير واسعة

إسرائيل ترفض تجميد أوامر هدم 116 منزلاً مقدسياً في «البستان»

صورة

على بُعد 300 متر من السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، يتوسط حي البستان بلدة سلوان، على مساحة يبلغ قدرها 70 دونماً، جميعها باتت مباحة لاستيلاء الاحتلال عليها، وهدم منازل سكانها كاملة، بعد أن رفضت محاكم الاحتلال الإسرائيلي وبلديته في المدينة المقدسة، تجميد أوامر هدم 116 منزلاً في الحي.

وجرّاء ذلك، تسلل الخوف إلى منازل الحي المقدسي، وأصبح أكثر قرباً من سكانه البالغ عددهم ما يزيد على 1500 مقدسياً، إذ إن عمليات هدم بيوتهم أصبحت دون أي غطاء قانوني، وقد تنفذ في أي لحظة، بموجب القرار الإسرائيلي الأخير بحق «البستان».

والبستان واحد من ستة أحياء مقدسية داخل سلوان، تواجه خطر الهدم والطرد، بهدف إحكام القبضة الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك، والذي يجاوره الحي المقدسي من الجهتين الجنوبية، والجنوبية الشرقية.

سيطرة كاملة

منذ الشهر الأول للعام الجاري، أصدر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، قراراً بهدم المنازل غير المرخصة في القدس، من بينها منازل حي البستان، والذي ترفض بلدية الاحتلال في مدينة القدس الشريف منح سكانه تراخيص البناء بشكل قطعي، وذلك بحسب رئيس لجنة الدفاع عن حي البستان، مراد أبوشافع.

ويقول أبوشافع لـ«الإمارات اليوم»، في حديث خاص: «إنه استكمالاً لأضلاع هذا القرار، رفضت بلدية الاحتلال في المدينة المقدسة تمديد أو تجميد قرارات هدم منازلنا، وبعد الكثير من مشروعاتها التهويدية التي طرحتها في السابق، تقدمت أيضاً بمخطط أخير، يشمل هدم بيوتناً كاملة، وتحويل جزء من جهات البستان الشرقية والوسطى والغربية إلى حدائق عامة ومفتوحة للمستوطنين، وبناء المنازل فوق مساحة ضئيلة داخل الحي المقدسي».

ويصف أبوشافع القرار الإسرائيلي الأخير بالنسبة لسكان «البستان»، بـ«الشعرة التي قصمت ظهر البعير»، ويقول: «إن منازلنا أضحت حالياً عُرضة لاقتحام جنود الاحتلال لها، وهدمها من قبل آلياته العسكرية، بين ليلة وضحاها».

ويشير إلى أن منازل حي البستان باتت حالياً تحت طائلة قانون «كامينتس» الإسرائيلي، الذي يجرد السكان المقدسيين من القدرة على الدفاع عن أنفسهم أمام المحاكم الإسرائيلية، التي لم تنصفهم يوماً واحداً في قضايا الأرض والبيوت، بينما تدعم مواقف الجمعيات الاستيطانية وفي مقدمتها «إلعاد» و«عطيرت كوهنيم».

مأساة إنسانية

«إن حي البستان يحتضن 120 منزلاً، تؤوي مئات المقدسيين الذين يمتلكونها منذ عشرات العقود، وستصبح جميعها تقريباً أثراً بعد عين، تزامناً مع أول جرافة إسرائيلية تدخل إلى الحي المقدسي»، هذا المشهد لا تتمناه عائلات الحي المقدسي، تماماً كحال المقدسي، قتيبة عودة، أحد سكان «البستان»، الذي يواجه وعائلته خطر هدم منازلهم الثلاثة، التي تؤوي عشرات الأفراد، أكثر من نصفهم أطفال.

ويبين عودة أن الأطفال يشكلون ما نسبته 63% من إجمالي عدد سكان الحي المقدسيين، الأمر الذي يعرض حياتهم لخطر كبير، ويتسبب لهم بمأساة إنسانية حقيقية.

ويقول المواطن المقدسي: «إنه جرّاء هدم الاحتلال منازلنا الذي نخشى حدوثه ليل نهار، ستحل نكبة تشريد جديدة، تطال الكبير والصغير على حد سواء، والذين لا يمتلكون أي مكان آخر يؤويهم سوى الأمتار القليلة التي يوجودون داخلها حالياً».

أطماع ممتدة

منذ عام 2005، تسعى بلدية الاحتلال جاهدة إلى هدم حي البستان بأكمله، بحجة البناء دون ترخيص. في المقابل، بذل سكان الحي المقدسي قصارى جهودهم، حفاظاً على ممتلكاتهم ومنازلهم، ورفضاً لسياسة اقتلاعهم من أرضهم.

ويواصل أبوشافع حديثه: «إن سكان الحي وعلى مدار عقدين من الزمن تقدموا بمخططات هندسية هيكلية، لتنظيم منازلهم، وترخيصها، إلا أن بلدية الاحتلال في المدينة المقدسة ترفض في كل مرة هذه المخططات بشكل قطعي، بل وتصدر قرارات هدم بيوتنا بذريعة البناء دون ترخيص!».

ويضيف أن «الاحتلال يتذرع بأن حي البستان كان عبارة عن حديقة توراتية، كان يتنزه داخلها الملك داوود قبل 3000 عام، وكذلك يزعم بأن هدم حي البستان يكون لمصلحة إقامة (حديقة الملك)، ولكن الرواية الصحيحة، الاستيلاء على (البستان) يكون لمصلحة مخططات التوسعة الاستيطانية، نظراً إلى مكانته الدينية والتاريخية، كونه الأقرب من الحرم القدسي».

تويتر