باحثان: أميركا تجدّد التزامها بعدم مهاجمة بيونغ يانغ بأسلحة نووية أو تقليدية

ماذا وراء تجارب كوريا الشمالية الصاروخية المكثفة

صورة

أطلقت كوريا الشمالية قبل أيام صاروخاً باليستياً عابراً للقارات طراز «هواسونغ-15». وكان ذلك أول اختبار لصاروخ باليستي عابر للقارات تقوم به بيونغ يانغ في عام 2023، والخامس من نوعه خلال أقل من عام.

وأطلقت كوريا الشمالية، الأسبوع الماضي، صاروخين باليستيين قصيري المدى. ورداً على استفزازات الشمال، فرضت كوريا الجنوبية مزيداً من العقوبات الأحادية على أربعة أفراد، وخمس مؤسسات لهم علاقة ببرنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي.

وحول هذه الأحداث يجيب، فيكتور تشا، أحد كبار نواب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لشؤون آسيا ويشغل كرسي كوريا وهو مدير سابق للشؤون الآسيوية في مجلس الأمن القومي الأميركي، وإيلين كيم، نائبة مدير كرسي كوريا بالمركز، عن خمسة أسئلة مهمة على النحو التالي:

■ السؤال الأول: ما هي أهمية هذه التجارب الصاروخية؟

الجواب: ربما يمكن اعتبار هذه التجارب تدريبات على إطلاق هذه الصواريخ وليست اختباراً تطويرياً. وفي ما يتعلق بالصاروخ «هواسونغ-15»، قالت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية إن اختبار الصاروخ الباليستي العابر للقارات كان «تدريباً مفاجئاً على إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات»، بناءً على أمر من كيم جونغ أون، مضيفة أن الاختبار «دليل واضح على الاعتماد المؤكد على الرادع النووي الفعلي القوي».

كما أن ما يهم هو أن كوريا الشمالية قالت إن إطلاق الصاروخين قصيري المدى كان تدريباً هجومياً نووياً تكتيكياً، كما أن عمليات الإطلاق تشير إلى منع وصول الولايات المتحدة إلى شبه الجزيرة الكورية، وتستهدف الهجمات النووية التكتيكية أيضاً القواعد الجوية في جونسان وتشيونغيو، حيث ترابط المقاتلات الأميركية «إف-16» وطائرات الشبح الكورية الجنوبية «إف-35 أيه».

■ السؤال الثاني: لماذا أجرت كوريا الشمالية عمليات إطلاق الصواريخ؟

الجواب: إن المبرر الظاهري لعمليات الإطلاق هو مواجهة تدريب المحاكاة النووي الأميركي - الكوري الجنوبي، والتدريبات العسكرية السنوية المشتركة، المعروفة باسم «كى ريزولف» و«فول أيغل». وأوضحت كيم يوجونغ، شقيقة الرئيس الكوري الشمالي، أنه «سيكون هناك المزيد من التجارب الصاروخية».

ويرى الباحثان أن عمليات الإطلاق تعتبر أكثر من مجرد تصريحات سياسية، وأنها توضح تدريباً كورياً شمالياً نشطاً على هجماتها الصاروخية ضد الولايات المتحدة، واليابان، وكوريا الجنوبية.

رد كوريا الجنوبية

■ السؤال الثالث: كيف كان رد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان؟

الجواب: أجرت الدول الثلاث تدريبات جوية مشتركة منفصلة شاركت فيها قاذفة قنابل أميركية «بي-1بي»، وهي ذات قدرات نووية، ترافقها مقاتلات شبح نفاثة كورية جنوبية «إف-35 أيه»، وطائرات «إف-15» يابانية. وتمت هذه التدريبات الجوية المشتركة، التي كانت مقررة سلفاً، بعد أن أوضح وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أثناء زيارته لكوريا الجنوبية في نهاية يناير الماضي، أن الولايات المتحدة ستقوم بنشر أصولها العسكرية «بوتيرة أسرع».

وقالت اليابان إن صاروخ، السبت، سقط في منطقتها الاقتصادية الخالصة، ودفع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إلى إجراء مناورات جوية مشتركة الأحد.

وأعلنت بيونغ يانغ أن الجيش الشعبي الكوري أجرى تدريبات، الإثنين، رداً على المناورات الكورية الجنوبية الأميركية، محملاً الحليفين مسؤولية تدهور الوضع الأمني، وفقاً لتقرير نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية.

وذكرت الوكالة أنه «من خلال تدريبات تخللت منصّات إطلاق صواريخ متعددة وضخمة جداً، يظهر الهجوم النووي التكتيكي جاهزية الجيش الشعبي الكوري التامة للردع وامتلاكه إرادة المواجهة» ضد المناورات الجوية المشتركة.

■ السؤال الرابع: ماذا عن الصين وروسيا؟

الجواب: عقد مجلس الأمن الدولي جلسة، يوم الأحد الماضي، بطلب من اليابان، لكنه لم يصدر أي قرارات ذات أهمية، ولم يفرض عقوبات، أو أي بيانات بشأن إطلاق كوريا الشمالية لصواريخها بسبب المعارضة المستمرة من جانب روسيا والصين.

ويظهر تقاعس بكين وموسكو افتقاراً واضحاً للمسؤولية، حيث إن تصرفات بيونغ يانغ تمثل انتهاكاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن القائمة، والتي كانت الدولتان ضمن أطرافها. ويبدو أن كلا الطرفين، لعدم رضائه عن الإجراءات الدفاعية الأميركية في تايوان وأوكرانيا، على استعداد للسماح بتفاقم المشكلة الكورية الشمالية.

مزيد من الاستفزازات

■ السؤال الخامس: هل سيكون هناك مزيد من الاستفزازات الصاروخية الكورية الشمالية؟

الجواب: من المؤكد تقريباً. فمن خلال عمليات إطلاق الصواريخ الأخيرة توضح كوريا الشمالية أن عام 2023 لن يكون عاماً هادئاً، ويمكن أن يشهد مستويات عدم التوافق التي شوهدت في عام 2022، عندما أجرى النظام الكوري الشمالي 37 تجربة صاروخية شملت إطلاق أكثر من 95 صاروخاً. وعلاوة على ذلك، توضح بيانات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنه عندما تجري الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات عسكرية مشتركة وسط فترة سكون دبلوماسي بين واشنطن وبيونغ يانغ، عادة ما تجري كوريا الشمالية استعراضات كبيرة للأسلحة، وتعتبر أن تدريبات تحالف الولايات المتحدة «الاستفزازية» هي السبب. والحقيقة هي أن تدريبات تحالف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية دفاعية في طابعها.

وأعلنت الولايات المتحدة التزامها بعدم مهاجمة كوريا الشمالية بأسلحة نووية أو تقليدية في البيان السداسي المشترك في عام 2005. وإضافة إلى ذلك، تمثل هذه التدريبات إظهاراً مهماً لكوريا الجنوبية لالتزامات الردع الأميركية، خصوصاً وسط قلق عام شديد إزاء التهديدات النووية الكورية الشمالية الواضحة.

ويقول الباحثان إنه ليس من المحتمل أن تلغي الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التدريبات العسكرية المقررة.

وأجرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان بالفعل (الأربعاء) تدريبات دفاع صاروخي ثلاثية في المياه الدولية بين اليابان وشبه الجزيرة الكورية، وفقاً لما أعلنته هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية.

• من خلال عمليات إطلاق الصواريخ الأخيرة، توضح كوريا الشمالية أن «عام 2023 لن يكون عاماً هادئاً، ويمكن أن يشهد مستويات عدم التوافق التي شوهدت في عام 2022، عندما أجرى النظام الكوري الشمالي 37 تجربة صاروخية».

• كوريا الشمالية قالت إن إطلاق الصاروخين قصيري المدى كان تدريباً هجومياً نووياً تكتيكياً، كما أن عمليات الإطلاق تشير إلى منع وصول الولايات المتحدة إلى شبه الجزيرة الكورية، وتستهدف الهجمات النووية التكتيكية أيضاً القواعد الجوية في جونسان وتشيونغيو، حيث ترابط المقاتلات الأميركية «إف-16» وطائرات الشبح الكورية الجنوبية «إف-35 أيه».

تويتر