اعتبرت التدريبات النووية بين أميركا و«الجنوبية» إعلان حرب

كوريا الشمالية تطلق 4 صواريخ كروز استراتيجية

شاشة تلفزيون في سيؤول تُظهر إطلاق كوريا الشمالية صواريخ كروز. أ.ب

أعلنت كوريا الشمالية، أمس، أنها أطلقت أربعة صواريخ كروز استراتيجية باتّجاه البحر، في تجربة قالت إنّها «أظهرت مرة أخرى القدرات الحربية للقوة القتالية النووية للبلاد»، مؤكدة أن التدريبات العسكرية المتصاعدة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية «يمكن اعتبارها إعلان حرب».

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، إنّ صواريخ «هواسال-2» الأربعة، أطلقت من محيط مدينة كيم تشيك في مقاطعة هامغيونغ الشمالية باتجاه بحر الشرق، المعروف أيضاً باسم بحر اليابان.

وأضافت أنّ الصواريخ اجتازت مسافة 2000 كيلومتر، قبل أن تصيب أهدافها «بدقّة»، من دون أن تحدد ماهية تلك الأهداف.

كما أشارت الوكالة إلى أنّ «اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الكوري، أعربت عن ارتياحها الكبير لنتائج تجربة الإطلاق».

وتابعت أنّ «التجربة أظهرت مرة أخرى بوضوح القدرات الحربية للقوة القتالية النووية لكوريا، التي تعزّز بكلّ الطرق قدرتها على شنّ هجوم نووي قاتل ضد القوى المعادية».

وجاء إعلان بيونغ يانغ، بعد أن قامت واشنطن وسيؤول بتدريبات واسعة في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تحاكي ردوداً على هجوم نووي كوري شمالي.

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية إن التدريبات أكدت بوضوح مجدداً موثوقية منظومة الأسلحة، واختبرت وضع الاستجابة السريعة لوحدات صواريخ كروز الاستراتيجية، التي تشكّل إحدى القوى الرئيسة للردع النووي لكوريا الشمالية.

وشككت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في سيؤول في هذا الوصف للاختبار، مؤكدة أن هناك فرقاً بين ما تم الإعلان عنه، وما اكتشفته المراقبة الأميركية والكورية الجنوبية. وتابعت أن التحليل لايزال جارياً.

ولا تمنع العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة، على كوريا الشمالية من إطلاق صواريخ كروز، لكن تدريبات الخميس جاءت بعد اختبارات لأسلحة هذا الأسبوع شملت صاروخاً بالستياً عابراً للقارات، واعتبرها الأمين العام للأمم المتحدة «استفزازية».

وقالت بيونغ يانغ إن الانتقادات غير عادلة وغير متوازنة. ودعت المنظمة الدولية التي اجتمعت هذا الأسبوع لمناقشة عمليات الإطلاق الكورية الشمالية، إلى التعبير عن «إدانة شديدة» لسيؤول وواشنطن، بشأن التدريبات العسكرية المشتركة بينهما.

وبعد عام، أعلنت فيه بيونغ يانغ نفسها قوة نووية لا رجعة عنه، وأطلقت عدداً قياسياً من الصواريخ، انتقلت سيؤول وواشنطن إلى تكثيف التدريبات المشتركة، وإعادة نشر قدرات استراتيجية أميركية في المنطقة.

وتحرص كوريا الجنوبية على طمأنة شعبها القلق بصورة متزايدة بشأن التزام الولايات المتحدة ما يسمى الردع الموسع، حيث تعمل القدرات الأميركية بما في ذلك الأسلحة النووية على منع هجمات على الحلفاء.

ولا تمتلك كوريا الجنوبية أسلحة ذرية، وتبقى ملتزمة رسمياً منع انتشار الأسلحة النووية حتى مع تزايد الدعوات محلياً إلى النظر في الحصول على أسلحة نووية خاصة بها.

وقالت واشنطن وسيؤول في بيان مشترك، إن تدريباتهما المشتركة تضمنت مناقشات حول «الخيارات المحتملة للرد على استخدام كوريا الشمالية أسلحة نووية».

وأثارت التمارين المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية غضب كوريا الشمالية التي تعتبرها تدريبات على غزو.

وبعيد التدريبات، أصدرت بيونغ يانغ بياناً قالت فيه إن «ممارسات واشنطن العدائية والاستفزازية يمكن اعتبارها إعلان حرب».

وأضافت أن «الطريقة الوحيدة لكسر الحلقة المفرغة لتصعيد التوتر العسكري، هي أن تظهر الولايات المتحدة موقفاً واضحاً وعملياً مثل التخلي عن التزامها نشر القدرات الاستراتيجية»، ووقف التدريبات المشتركة.

والعلاقات بين الكوريتين في أدنى المستويات منذ سنوات، مع توقف المحادثات، ودعوة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى نمو «متزايد» في إنتاج الأسلحة بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية.

وأجرت كوريا الشمالية تجارب على إطلاق عشرات الصواريخ المحظورة في 2022، ما أثار توتراً لدى جيرانها في شرق آسيا.

وصفت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي التي تتمتع بنفوذ كبير، هذا الأسبوع المحيط الهادئ بأنه ميدان رماية.

وقالت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، أمس، إنه يتعين على كوريا الشمالية التوقف عن الإنفاق على التطوير العسكري فيما يعاني شعبها الجوع.

وقال نائب المتحدث باسم الوزارة، لي هيو جونغ،  للصحافيين، إن كلفة الصواريخ البالستية الثلاثة التي أطلقتها هذا الأسبوع «تكفي لشراء نحو 100 ألف طن من الطعام لنحو مليونين إلى ثلاثة ملايين شخص في أوضاع هشة لمدة خمسة أشهر».

تويتر