لم يتم استخدام أي أضواء زرقاء لجذب أقل قدر ممكن من الاهتمام

كيف جرت زيارة بايدن المفاجئة إلى كييف

بايدن لدى مغادرته القطار متوجهاً للقاء زيلينسكي. أ.ب

عادة ما تنطوي رحلة رئيس أميركي إلى الخارج على إجراءات أمنية مشددة، لدرجة أن مدناً بأكملها تتوقف عندما يصل إليها الرئيس رفيع المستوى.

كانت زيارة الرئيس جو بايدن المفاجئة إلى كييف يوم الإثنين الماضي مختلفة لأسباب عدة. وكانت الرحلة هي الأولى التي يقوم بها رئيس أميركي إلى منطقة حرب، دون وجود الجيش الأميركي على الأرض، ما جعل الأمر أكثر صعوبة من منظور أمني، وفقاً للبيت الأبيض.

وظلت الرحلة التي سبقت زيارة مقررة لبولندا في وقت لاحق يوم الإثنين سرية لأسباب أمنية. ونفى البيت الأبيض مراراً شائعات بأن بايدن سيستغل الفرصة لزيارة أوكرانيا المجاورة.

ومع ذلك، تم إبلاغ روسيا قبل وقت قصير من الرحلة، وفقاً لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.

وفيما يتعلق بترتيبات السفر الفعلية، كان لابد أيضاً من إجراء تعديلات.

وعادة ما يرافق الرئيس الأميركي حاشية كبيرة، بما في ذلك حشد من الصحافيين وأفراد الأمن. ويسافر بايدن عادة في سيارة ليموزين مدرعة خاصة به، يطلق عليها اسم «الوحش».

ولكن في رحلته من واشنطن إلى كييف، عبر ألمانيا وبولندا، سافر صحافيان فقط مع الرئيس الأميركي، ووفقاً لهما، كانت زيارة رئاسية خارجة عن المألوف.

وغادر بايدن قاعدة أندروز الجوية الأميركية بالقرب من واشنطن، في وقت مبكر من صباح يوم الأحد، ولكن بدلاً من طائرة الرئاسة، استقل طائرة أصغر بكثير، وبالتالي أقل ظهوراً.

وفي طريقها إلى بولندا، هبطت الطائرة في قاعدة سلاح الجو الأميركي في رامشتاين في غرب ألمانيا للتزود بالوقود، حسبما أفاد الصحافيان بعد اختتام الزيارة الرمزية مساء الاثنين.

ومن هناك، توجهت الطائرة إلى بلدة رزيشوف البولندية، بالقرب من الحدود البولندية الأوكرانية، حيث كانت قافلة من سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة وغيرها من المركبات تنتظر لنقل بايدن إلى محطة السكك الحديدية في برزيميسل، وهي بلدة صغيرة تبعد نحو 90 كيلومتراً.

ولم يتم استخدام أي أضواء زرقاء لجذب أقل قدر ممكن من الاهتمام.

وفي برزيميسل، اقتربت السيارة التي كان على متنها الرئيس الأميركي من القطار المنتظر قدر الإمكان للسماح لبايدن بالصعود في أسرع وقت ممكن، وربما دون إعطاء أي شخص فرصة للتعرف عليه.

ووفقاً للصحافيين اللذين كانا يسافران معه، كان القطار مكوناً من نحو ثماني عربات، شغل أفراد الأمن العديد منها.

وعبر القطار الحدود الأوكرانية في نحو الساعة 10 مساء ووصل إلى كييف في الساعة الثامنة صباحاً في اليوم التالي، بعد رحلة استغرقت 10 ساعات عبر أوكرانيا التي مزقتها الحرب.

ومن محطة السكك الحديدية، كانت هناك رحلة أخرى في قافلة من المركبات المدرعة إلى القصر الرئاسي، حيث التقى بايدن بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وكانت الزيارة التي لا تنسى قصيرة أيضاً، حيث عاد بايدن ومن كانوا برفقته في القطار إلى بولندا بعد نحو خمس ساعات.

ولم يتم الإعلان عن تفاصيل رحلة بايدن غير المسبوقة، إلا بعد أن كان الرئيس الأميركي في طريقه بالفعل من رزيشوف إلى وارسو مساء الإثنين.

 كانت الزيارة التي لا تنسى قصيرة أيضاً، حيث عاد بايدن ومن كانوا برفقته في القطار إلى بولندا بعد نحو 5 ساعات.

تويتر