يسمح بمراقبتها والاستجابة في الوقت الفعلي لحدوثها

برنامج يتعقب الفيضانات لمساعدة سكان نيويورك في العواصف الكبرى

صورة

يعمل خبراء بالتعاون مع جهات حكومية لتوسيع استخدام برنامج حاسوبي يتتبع الفيضانات في جميع أنحاء نيويورك، ما يسمح لمزيد من سكان المدينة بمعرفة عمق تجمعات المياه ومخاطر الفيضانات، مع هطول الأمطار.

ويتكون «فلاد نت»، وهو مشروع تعاوني تم تطويره في خريف 2020 من قبل العديد من كليات مدينة نيويورك، من 31 مُستشعراً تم نشرها في المناطق المعرضة للفيضانات الشديدة، مثل قناة «غوانوس». ولكن المنحة الحكومية الأخيرة للمدينة البالغة 7.2 ملايين دولار ستزيد من شبكة أجهزة الاستشعار على مستوى المدينة إلى أكثر من 500، على مدى السنوات الخمس المقبلة، بدءاً من هذا الشهر، إذ سيتم تركيب المزيد في جزيرة ستاتن.

وقال أستاذ علوم الأرض والبيئة في كلية بروكلين، بريت برانكو، وهو عضو رئيس في شبكة «فلاد نت»، «نحن نسعى جاهدين لجعل البيانات في متناول سكان نيويورك العاديين قدر الإمكان، ما يعني أنه يمكنهم الوصول إلى البيانات وفهمها»، موضحاً «يمكن أن يكون ذلك مفيداً لهم من حيث الاستجابة لحدث الفيضان في الوقت الفعلي وفور حدوثه».

وتتصل المستشعرات بعلامة إرشادية، على ارتفاع نحو 10 أقدام، وتعمل عن طريق إرسال نبضة فوق صوتية إلى الأرض. وترتد هذه الموجات الصوتية عن أي أسطح تحتها، ثم تنتقل مرة أخرى إلى المستشعر، لقياس كمية الماء الموجودة على الأرض. وتعمل هذه الوحدات الموفرة للطاقة، أيضاً، بالطاقة الشمسية وتنقل البيانات لاسلكياً.

وتعرض لوحة معلومات «فلاد نت»، التي تم إطلاقها بعد عام من إعصار «إيدا»، جميع البيانات التي تم جمعها بواسطة مستشعراتها مفتوحة المصدر، ما يسمح للسكان بمراقبة الفيضانات والاستجابة لها أثناء حدوثها. ويمكن للسكان معرفة مستويات مياه الأمطار، وتلقي التنبيهات بالإضافة إلى بيانات الفيضانات خلال الفترات الماضية.

المشاركة المجتمعية

ويسهم جمع البيانات هذا في زيادة المشاركة المجتمعية، التي تعد جزءاً من العمل العلمي للمشروع. ويتفاعل الباحثون مع السكان حول كيفية تحسين المشروع، ويطلب أصحاب المصلحة المحليون أجهزة استشعار لمواقع معينة، مع تقديم اقتراحات لجعل البيانات أكثر سهولة للاستخدام.

ويعمل برانكو وعلماء من مركز أبحاث العلوم المتقدمة، في جامعة مدينة نيويورك وكلية تاندون للهندسة، بالشراكة مع مكتب رئيس بلدية مدينة نيويورك للعدالة المناخية والبيئية، ومكتب التكنولوجيا والابتكار. وقال فريق البرنامج إنه يقوم بإنشاء منصة معلومات، في الوقت الفعلي، مع البيانات للمساعدة في إفادة كل من السكان وصناع القرار. ومن المتوقع، أيضاً، أن ينبه هذا النظام السكان حول الطرق غير السالكة أثناء بحثهم عن الأمان أثناء العاصفة، أو يساعد وكالات المدينة في تحديد الأماكن التي يتعين اتخاذ تدابير فيها.

ويقول الأستاذ المساعد في كلية تاندون للهندسة بجامعة نيويورك، أندريا سيلفرمان، وهو عضو رئيس في المشروع «لقد سمعت الكثير من الأدلة عن حدوث فيضانات كل شهر، بسبب ارتفاع المد»، متابعاً «لكن لدينا بعض المواقع حيث ستكون الفيضانات ستة أو سبعة أيام متتالية، وكل 12 إلى 24 ساعة هناك فيضان يتزامن مع هذا المد، وهناك الحاجة حقاً إلى الاطلاع على البيانات لفهم مدى حدوث ذلك الآن بشكل كامل».

آثار مروعة

انطلق مشروع «فلاد نت» بالتعاون بين الخبيرين بريت برانكو وأندريا سيلفرمان، إذ قاما بتركيب أول جهاز استشعار في أكتوبر 2020 على ناصية شارع «هويت»، والشارع الخامس في «غوانوس»، بمنطقة بروكلين. من جهته، قال عالم الجيوفيزياء وخبير المناخ في كلية المناخ بجامعة كولومبيا، كلاوس جاكوب، الذي لم يشارك في المشروع «هناك حالات يكون للفيضانات آثار مروعة وتصل إلى حد موت الناس»، موضحاً «يمكن لمجموعة البيانات أن تساعد الوكالات المحلية على تحديد الأولويات وأين يستلزم إنفاق أموال البنية التحتية لإصلاح مشكلة الفيضانات».

تعرض لوحة معلومات «فلاد نت»، التي تم إطلاقها بعد عام من إعصار «إيدا»، جميع البيانات التي تم جمعها بواسطة مستشعراتها مفتوحة المصدر، ما يسمح للسكان بمراقبة الفيضانات والاستجابة لها أثناء حدوثها.

يسهم جمع البيانات في زيادة المشاركة المجتمعية التي تُعد جزءاً من العمل العلمي للمشروع.

تويتر