أنهى السادات اعتقاله «بترك باب السجن بلا حراس» أمامه

رحيل سامي شرف أمين خزانة عبدالناصر.. وسجين عهد السادات

سامي شرف (يمين) مع عبدالناصر. أرشيفية

رحل، أول من أمس، مدير مكتب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ومؤسس سكرتارية الشؤون الرئاسية للمعلومات في مصر، سامي شرف، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى «وادي النيل» بعد معاناة طويلة مع المرض، عن عمر يناهز الـ94 عاماً قضاها بين دهاليز السلطة الناصرية وسجون السادات، وختمه بالانخراط في الحياة السياسية الحزبية، ثم الاستراحة نهائياً من الهم السياسي والتفرغ للكتابة.

ولد سامي شرف في أسرة متميزة اجتماعياً في حي «مصر الجديدة» لوالد حاصل على شهادة الدكتوراه في الجراحة العامة، من جامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة، وكان يشغل موقع مدير محافظة بني سويف (محافظ)، والتحق شرف بكلية الطب ثم التجارة في مستهل حياته، ثم التحق بالكلية الحربية عام 1949، ليتخرج وينتظم بسلاح المدفعية، والتقى عبدالناصر عام 1951، حيث أسند إليه مهام عدة انتهت بتكليفه إنشاء سكرتارية رئاسية خاصة للمعلومات، ليتدرج بعدها ليصل إلى موقع وزير شؤون رئاسة الجمهورية عام 1971، بحسب مذكراته.

صدام مع السادات

دخل سامي شرف ومجموعة من رجالات الرئيس جمال عبدالناصر في صدام مع الرئيس الراحل أنور السادات بعد وفاة الأول، انتهت بالقبض على سامي شرف وآخرين، فيما عُرف بقضية «مراكز القوى» عام 1971، ليتم الحكم عليه بالسجن، وليخرج قبل إتمام المدة عام 1981.

وخرج هو وزملاؤه من دون أوامر، كما يقول في مذكراته، حيث وجدوا باب السجن مفتوحاً، وقد اختفى الضباط والجنود، فتشاوروا فيما بينهم، وأخيراً قرروا الخروج، وقال «وضعنا احتمالين، إما التعرض للاغتيال أو الذهاب إلى بيوتنا، وكان الاحتمال الثاني هو الصحيح، فذهبنا إلى بيوتنا».

تجنيد

التحق شرف بالجامعة الأميركية بالقاهرة لدراسة الماجستير، لكنه طبقاً لرواية لا يتسنى نفيها أو تأكيدها، ولم يذكرها سواه في مذكراته، «تعرض لمحاولة تجنيد من المخابرات المركزية الأميركية، عبر أحد أساتذته بالجامعة، كونه منجم أسرار عبدالناصر، فترك الجامعة وقرر تطوير نفسه بشكل ذاتي».

انضم شرف إلى جهود إنشاء حزب ناصري في مصر منذ منتصف الثمانينات، فكان مع عدد من رفاقه القدامى أحد مؤسسي «الحزب العربي الناصري»، واستقال بعدها ليتفرغ للكتابة، حيث كتب عن الحقبة الناصرية سلسلة كتب بلغت سبعة أجزاء.

معارك صحافية

وشهدت حياة سامي شرف معارك صحافية في السنوات الأخيرة، حيث هاجم، شمس بدران، بسبب تعرض الأخير لحياة عبدالناصر الشخصية في أحاديث صحافية، بمعلومات شكك شرف في دقتها، كما اشتبك شرف مع فريق مسلسل «صديق العمر» واتهمهم بعدم الدقة التاريخية في عرض الحقبة الناصرية، بينما رد فريق المسلسل ببيان رفض فيه أن «يظل تاريخ مصر محكوماً بمن عاصروه فقط، وأن يصبح لهم الحق في روايته من وجهة نظرهم وحدهم»، كما تعرض شرف لانتقادات صحافية عدة لتبريره، من وجهة نظر البعض، أخطاء سياسية تمت في عهد عبدالناصر.

ونعى محمد فايق، وزير الإرشاد في عهد عبدالناصر، سامي شرف، وقال إن «الناصرية فقدت حارساً قوياً أميناً، وأن أهم ما يميزه ولاؤه وإخلاصه لمصر ولعبدالناصر».

وقال الصحافي والبرلماني، مصطفى بكري، على صفحته على «تويتر» معلقاً: «رحل سامي شرف أقرب المقربين للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، بعد أن كتب مذكراته في سبعة أجزاء سجل فيها وقائع تاريخ عاصرها في مرحلة عبدالناصر».

الجدير بالذكر أن سامي شرف انتظم في كتابة سلسلة مقالات رأي بجريدتَي «الأهرام» و«المصري اليوم»، من بينها «عبدالناصر وصروح الصناعة»، و«خطر تسليع التعليم»، و«موتوا بغيظكم»، و«الفن والدولة والمجتمع»، و«عبدالناصر وصفحات من يونيو الحزين»، و«مشروع عربي للمنطقة»، وكان آخر هذه المقالات بتاريخ 8 أبريل 2021، وعنوانه «شركة الحديد والصلب من جديد».

• التحق سامي شرف بالكلية الحربية عام 1949، ليتخرج وينتظم بسلاح المدفعية، والتقى عبدالناصر عام 1951، حيث أسند إليه مهام عدة انتهت بتكليفه إنشاء سكرتارية رئاسية خاصة للمعلومات، ليتدرج بعدها ليصل إلى موقع وزير شؤون رئاسة الجمهورية عام 1971، بحسب مذكراته.

• دخل سامي شرف ومجموعة من رجالات الرئيس جمال عبدالناصر في صدام مع الرئيس الراحل أنور السادات، انتهت بالقبض عليه وآخرين، فيما عُرف بقضية «مراكز القوى» عام 1971، ليتم الحكم عليه بالسجن، وليخرج قبل إتمام المدة عام 1981.

تويتر