الترحيل يتهدد 1200 فلسطيني على حدود الضفة وإسرائيل

إلى الجنوب الأقصى لمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، يقع ما يسمى حدود الخط الأخضر الفاصلة بين مدن الضفة المحتلة منذ نكسة عام 1967، وأراضي الداخل الفلسطيني الذي تحتله إسرائيل منذ نكبة عام 1948، وفي تلك المنطقة توجد منذ عشرات السنين آخر بقعة مأهولة بالسكان، وهي قرية «مسافر يطا» التي يعيش بداخلها 1200 فلسطيني فوق مساحة يبلغ قدرها 35 ألف دونم.

واليوم، بات هؤلاء قاب قوسين أو أدنى من ترحيل قسري يتربص بهم، بعد صدور قرار إسرائيلي نهائي، ينذرهم بإخلاء أرضهم، تمهيداً لطردهم منها، إذ أبلغ الجيش الإسرائيلي سكان «مسافر يطا» في الأسبوع الأول من العام الجديد، باعتزامه هدم كامل منازل تجمعهم المهدد دوماً بالإخلاء، دون تحديد وقت لذلك الإجراء التعسفي.

وفي عددها الصادر يوم الأربعاء 11 من شهر يناير الجاري، نشرت صحيفة «هآرتس» العبرية خبراً مفاده أن ضباطاً كباراً برئاسة قائد المنطقة الوسطى، الجنرال يهودا فوكس، بدأوا بالإعداد لإخلاء مئات السكان الفلسطينيين من «مسافر يطا» في جنوب جبل الخليل، لصالح إجراء تدريبات منتظمة للجيش الإسرائيلي في المنطقة.

وزادت «هآرتس»، بالقول «حسب أقوال جهات رفيعة في جهاز الأمن وجهات سياسية، بدأ إعداد الخطة قبل نحو شهرين، وتمت بمبادرة من المستوى العسكري من دون أي نقاش مسبق مع المستوى السياسي، الذي من مسؤوليته اتخاذ قرارات في هذا الشأن، كما قالت الجهات الرفيعة بأن الخطة عرضت على الحكومة للمرة الأولى فقط في الأسبوع الماضي بعد استبدال الحكم».

حكاية الترحيل

قرار الترحيل الإسرائيلي النهائي له حكاية مختلفة عن قرارات الهدم والمصادرة الإسرائيلية ضد أراضي المدن الفلسطينية، والتي يرويها رئيس مجلس «مسافر يطا» المحلي، نضال يونس، ويقول إن «سكان المسافر الذين يقطنون داخل منازل من الخيام والصفيح، بالإضافة إلى غرف من الطوب، تقدموا في وقت لاحق بطلب للإدارة المدنية الإسرائيلية السماح لهم بحراثة أرضهم»، وجاء في الرد الإسرائيلي «لا داعي للحراثة، لأنه سيتم خلال الأيام المقبلة تنفيذ عملية إخلاء واسعة في المنطقة».

ويقول يونس لـ«الإمارات اليوم»، في حديث خاص إن «إخلاء (مسافر يطا) من سكانها الفلسطينيين الأصليين، ضمن أولويات مخططات إسرائيل الرامية للسيطرة على قرية جنوب الخليل الأقصى، والتي تتاخم حدودها الضفة المحتلة، إذ يستهدف القرار إزالة ثماني قرى من تجمعات المسافر السكنية بالكامل».

ويضيف «في الرابع من شهر مايو الماضي زعمت المحكمة العليا الإسرائيلية أنه في زمن الإعلان لم يكن في المنطقة من يعيش بشكل ثابت، وأنه لا وجود لعقبات قانونية تحول دون تنفيذ مخططات طرد السكان الفلسطينيين من (مسافر يطا)، لإجراء التدريبات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي».

اقتراب الهدم

ووصف مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان «بتسيلم»، القرارات الإسرائيلية الأخيرة بحق تجمعات «مسافر يطا» وسكانها، بأنها جريمة حرب بإجراء مستعجل، حيث قال في تقاريره الدورية «جاء الإعلان عن نية طرد السكان فعلياً بعد سنوات دأبت فيها الدولة على التنكيل بهم بطرق متنوّعة لجعل حياتهم لا تطاق، على أمل أن يغادروا بأنفسهم وكأنما بمحض إرادتهم».

ويضيف «بتسيلم»، أنه ضمن هذه المساعي، منعتهم الدولة من الارتباط بشبكات البنية التحتية كالمياه والكهرباء، ومنعتهم من بناء المنازل والمباني العامة، وقيدت حركتهم، وسمحت للمستوطنين والجنود بتهديدهم جسدياً، وتهديد ممتلكاتهم يومياً.

وتزامناً مع مخطط الاحتلال لتهجير سكان «مسافر يطا»، أصدرت قوات الاحتلال يوم الثامن من شهر يناير الجاري قرارات هدم تطال منازل التجمعات البدوية أقصى جنوب الخليل.

ويقول رئيس مجلس «مسافر يطا» المحلي، إن تجمع «الجوايا» السكني في المسافر تعرض للدهم من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، والتي سلمت السكان الفلسطينيين قرارات عسكرية، والتي تقضي بهدم خمسة منازل تؤوي العشرات من المواطنين، والتي تعود ملكيتها لعائلات «النواجعة»، و«الشواهين»، و«شريتح»، فيما تبلغ مساحتها 150 متراً مربعاً.

قرارات الهدم هذه التي بدأت تزحف على أرض «مسافر يطا»، متجهة صوب ممتلكات الفلسطينيين، استهدفت أيضاً مقومات الحياة اليومية للسكان، حيث سلم جنود الاحتلال المواطن جمال الهروش أمراً عسكرياً يقضي بهدم ثلاث آبار يمتلكها، فيما أوقفت أعمال الزراعة والحرث داخل أرض زراعية تعود ملكيتها لعائلتي «الشواهين»، و«النواجعة»، وذلك بحسب يونس.

تطويق استيطاني

«مسافر يطا» وتجمعاتها السكانية تنزف مساحات واسعة من أرضها على مدار السنوات الماضية، والتي التهمتها المستوطنات الجاثمة فوق أراضيها، إلى جانب معسكرات تدريب الجيش الإسرائيلي، التي تطوق آخر منطقة مأهولة بالسكان في الضفة الغربية، وذلك بحسب الباحث الفلسطيني في مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق محمد الحروب.

ويشير الحروب إلى أن الاحتلال أقام فوق أراضي قرى المسافر وفي محيطها تسع مستوطنات، أبرزها، «الكرمل»، و«سوسية»، و«أم العريس»، و«ماعون» و«كرمائيل».

ومن داخل هذه المستوطنات تشن اعتداءات يومية تجاه منازل تجمعات «مسافر يطا» ودونماتهم الزراعية وماشيتهم، والتي ينفذها المستوطنون في إطار خطط التضييق على السكان الفلسطينيين، لإجبارهم على الرحيل من أراضيهم.

ومن بين الاعتداءات الاستيطانية ضد تجمعات مسافر يطا الفلسطينية، وفقاً لإفادة الحروب، المطاردة اليومية ضد رعاة الأغنام والمزارعين الفلسطينيين، واقتحام أراضيهم الزراعية، والعبث في محاصيلها المختلفة.

• إخلاء (مسافر يطا) من سكانها الفلسطينيين الأصليين، ضمن أولويات مخططات إسرائيل الرامية للسيطرة على قرية جنوب الخليل الأقصى، والتي تتاخم حدودها الضفة الغربية، إذ يستهدف القرار إزالة ثماني قرى من تجمعات المسافر السكنية بالكامل.

• في الرابع من شهر مايو الماضي زعمت المحكمة العليا الإسرائيلية أنه في زمن الإعلان لم يكن في المنطقة من يعيش بشكل ثابت، وأنه لا وجود لعقبات قانونية تحول دون تنفيذ مخططات طرد السكان الفلسطينيين من مسافر يطا، لإجراء التدريبات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

الأكثر مشاركة