تجاور «رأس العين» الممتدة 12 كيلومتراً وتضم ينابيع على امتداد 27.5 كيلومتراً

إسرائيل تحرم 7000 فلسطيني من مياه «العوجا».. وتبيد الزراعة فيها

صورة

إلى الشمال الشرقي من مدينة أريحا بالقرب من نهر الأردن، تتربع بلدة «العوجا» في الأغوار الشمالية، على عرش البلدات الفلسطينية امتلاكاً للمصادر المائية، فهي تقع بجوار عين العوجا، التي تمتد على نحو 12 كيلومتراً، وتعدّ غنية بعيون وينابيع المياه التي ترفد نهر الأردن على امتداد 27.5 كيلومتراً، إلى جانب موقعها فوق حوض المياه الشرقي.

المصادر المائية في البلدة الفلسطينية تغذي 7000 فلسطيني، يعيشون فوق أرضها، وتعدّ شرياناً رئيساً للثروة الزراعية والحيوانية فيها، ونتيجة ذلك، صادر الاحتلال الإسرائيلي ما يزيد على 90% من مصادر المياه داخلها، لتتحوّل «العوجا» المجاورة لنهر جار من المياه إلى صحراء قاحلة عطشى.

حصار «العوجا» ومصادرة مياهها

بعد أن صادر الاحتلال مصادر المياه العذبة، التي تمتد بين نهر الأردن ومياه الأودية وقمم الجبال، وصولاً إلى بلدة «العوجا»، توجه نحو آبار وأراضي الفلسطينيين، قاصداً المستوطنات الخمس الجاثمة على أراضي البلدة الفلسطينية، والتي تحاصرها من جميع الاتجاهات.

ويقول مسؤول ملف الأغوار الشمالية في محافظة طوباس الفلسطينية، معتز بشارات، في حديث لـ«الإمارات اليوم»، إن الاحتلال استحوذ على الغالبية العظمى من مياه «العوجا» وحوضها الشرقي، ونقلها إلى مستوطنات «نعران»، و«نتيف»، و«عومر»، و«إيطاف»، و«تومر».

ويضيف: «إن تدفق المياه في نبع العوجا حالياً انخفض بشكل كبير، ليجبر أهالي العوجا على شراء المياه المسلوبة منهم من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت)، التي وضعت يدها بطرق ملتوية على مصادر المياه في منطقة (عين العوجا)، أو كما تسمى (رأس العين)، لتوفير احتياجات حياتهم اليومية الضرورية».

ويلفت مسؤول ملف الأغوار إلى أن الاحتلال يطمع في السيطرة التامة والمطلقة على منطقة رأس العين ذات المياه الوفيرة، لضمها إلى حدود المستوطنات، وإجراء عمليات توسعة داخلها، بعد أن سلب سابقاً أكثر من 2000 دونم من مساحتها الإجمالية البالغة 22 ألف دونم.

وفي شهر مايو الماضي، أصدرت الإدارة المدنية الإسرائيلية أمراً عسكرياً يعلن منطقة «عين العوجا» محمية طبيعية، بهدف السيطرة على كامل أراضيها، ومصادرتها، لتكون أكبر منطقة فلسطينية داخل مدن الضفة الغربية يعلن عنها الاحتلال محمية طبيعية منذ التوقيع على «اتفاقية أوسلو».

وتشكل ربع مساحة منطقة «عين العوجا» ملكية خاصة للفلسطينيين، بينما يصنف الاحتلال 75% من مساحة أراضيها على أنها «أراضي دولة»، فيما يقيد قرار الإدارة المدنية الإسرائيلية استخدام الفلسطينيين أراضيهم ذات الملكية الخاصة، كما يتضمن الأمر العسكري مسطحات الأراضي الفلسطينية في المنطقة ضمن دائرة مخططات التهويد والاستيطان.

إبادة الأنشطة الزراعية

جرّاء مصادرة مصادر المياه في القرية، أباد الاحتلال النشاط الزراعي فيها، والذي يعدّ مصدر الرزق الرئيس للأهالي، لشهرتها بزراعة البلح، وإنتاج التمور، فالمساحة المخصصة للزراعة في المنطقة تصل إلى 35 ألف دونم.

في المقابل، سلب الاحتلال الإسرائيلي 67% من مساحتها الإجمالية البالغة 107 آلاف دونم، والتي تتميز بخصوبتها الفائقة، لأغراض التوسع الاستيطاني، فيما يمنع الاحتلال أصحابها من دخولها أو الاقتراب منها، وذلك بحسب رئيس بلدية العوجا، السابق صلاح فريجات.

ويقول فريجات: «إن حجم القدرة الإنتاجية لمياه العوجا، تراوح ما بين 1800 و2000 متر مكعب في الساعة، والتي تستخدم للاحتياجات المنزلية والزراعة، وقد تضررت الأنشطة الزراعية في البلدة بعد أن حفرت شركة (ميكروت) الإسرائيلية آباراً ارتوازية كبيرة عدة، على الحوض الذي يغذي الينابيع العذبة».

ويوضح أن «الآبار التي يحفرها الاحتلال يكون عمقها أدنى من الحوض المائي للينابيع، وبالتالي لا تصل إلى الأراضي والمنازل الفلسطينية، وتتجه مباشرة إلى المستوطنات التي التهمت الأراضي المحيطة بمنطقة رأس العين».

ويشير فريجات إلى أن المستوطنات الخمس تزرع الأراضي المنهوبة بمياه العوجا المصادرة، والتي تنتج عشرات آلاف الدونمات من الزيتون، وبلح النخيل، والعنب، والورود، والأعشاب الطبية، في المقابل، يتكبد مزارعو العوجا خسائر فادحة نتيجة شح مصادر المياه، وسلب دونمات أرضهم الزراعية.

• في شهر مايو الماضي، أصدرت الإدارة المدنية الإسرائيلية أمراً عسكرياً يعلن منطقة «عين العوجا» محمية طبيعية، بهدف السيطرة على كامل أراضيها، ومصادرتها، لتكون أكبر منطقة فلسطينية داخل مدن الضفة الغربية يعلن عنها الاحتلال محمية طبيعية، منذ التوقيع على «اتفاقية أوسلو».

تويتر