خبير استطلاعات: الروس لديهم القليل من التعاطف مع الأوكرانيين

يبحث ليف جودكوف في الأسباب التي تجعل الروس يتعاملون مع معهده المستقل لأبحاث الرأي. وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل»، ناقش عالم الاجتماع الروسي والخبير في استطلاعات الرأي في مركز «ليفادا» للاستطلاعات، الأزمة الأوكرانية والافتقار إلى الأخلاق في وطنه، وعقلية الضحية لروسيا، ومخاوف الحرب النووية.

وفي ما يلي مقتطفات من الحوار:

■ سيد جودكوف، قال الرئيس فلاديمير بوتين أخيراً إن «العملية الخاصة تسير بسرعة. كل شيء مستقر».. إلى أي مدى يؤيد الروس هذه الرواية، خصوصاً بعد انتكاسات الجيش الروسي في خاركيف وخيرسون؟

■■ دعاية الدولة مازالت تنجح في تشكيل إجماع واسع النطاق، وفي الآونة الأخيرة اعتقد غالبية المستطلعين (53%)، أن العملية العسكرية في أوكرانيا كانت ناجحة، وهؤلاء هم في الأساس أشخاص يشاهدون التلفزيون الحكومي، ولديهم وصول ضئيل إلى الإنترنت، بمن فيهم كبار السن من الروس، لكن هناك أيضاً عنصر آخر أصغر في المجتمع، ثلث المستجيبين، الذين قالوا إن العملية لم تنجح.

■ ما الأسباب التي تدفع الناس للتشكيك؟

■■  يقولون إن العملية استغرقت وقتاً طويلاً، ولم يتم إحراز أي تقدم، ويقلق الناس بشكل ما من احتمال الهزيمة العسكرية لبلدهم، والفوضى في الجيش، وعدم كفاءة القيادة. ولسنوات طويلة قيل لهم إن الجيش الروسي هو الأقوى ولديه أسلحة معجزة، لكن هذه الأسطورة تبخرت.

■ الحرب نفسها لا تخضع للتشكيك؟

■■  لا، الهجمات على أوكرانيا والمذابح لا تلعب أي دور، الروس لديهم القليل من التعاطف مع الأوكرانيين، ولا يتحدث أحد هنا تقريباً عن حقيقة أن الناس يُقتلون في أوكرانيا.

■ لذا فهم يتجنبون ذلك؟

■■  لقد كشفت الحرب عن آليات في المجتمع كانت موجودة منذ العهد السوفييتي، ومن المعتاد أن يتعاطف الناس مع الدولة، ويتبنون خطابها حول نضال وطنهم ضد الفاشية والنازية، تماماً كما فعلوا في الحقبة السوفييتية، لتبرير الموقف، وكان كل هذا حاضراً في أذهان الناس لبعض الوقت، وقد أدت الدعاية إلى تنشيط هذه الأنماط. إنهم يمنعون أي تعاطف مع ما يحدث في أوكرانيا، وهذه المشاعر تنطبق فقط على جنودهم القتلى والجرحى.. «رجالنا».

■ هل هذا هو الرد الذي توقعته؟

■■ لا، هذه السلبية والاستسلام مخيب للآمال، لقد أجرينا مسحاً سريعاً عبر الهاتف في 27 فبراير، بعد بدء الحرب مباشرة، وفي ذلك الوقت كنت لاأزال أعتقد أن رد الفعل سيكون شديد الانتقاد للحرب، لكنني كنت مخطئاً.. 68٪ أيدوا الحرب، وكنت أعارض بشكل قاطع نشر هذا الاستطلاع.

■ حسب استطلاعات الرأي التي أجريتها، زادت الموافقة على الحرب بعد ذلك.. صحيح؟

■■ نعم، لقد كانت باستمرار أكثر من 70%.

■ أفادت تقارير بأن أكثر من 10 آلاف رجل قتلوا في هذه الحرب، وفقاً لوسائل إعلام روسية مستقلة، وعشرات الآلاف وفقاً لمصادر غربية.. هل يدرك الناس الخسائر؟

■■  ليس تماماً، نحن نواجه رقابة كاملة، إذ يتم حظر «فيس بوك» و«تويتر»، وكذلك العديد من وسائل الإعلام على الإنترنت. وارتفع عدد أولئك الذين يعرفون كيفية التحايل على الحواجز من خلال الشبكات الافتراضية الخاصة (الخدمات التي تنشئ اتصالاً مشفراً عبر الإنترنت) من نحو 6% إلى 23%، لكنها لاتزال صغيرة، وهم في الغالب من السكان الأصغر سناً، والمتعلمين في المدن الكبرى، ولاتزال النسبة الغالبة من السكان معرضة للدعاية.

■ ما المزاج السائد في المجتمع؟

■■  إنه عدم اليقين، ويخشى الناس بشدة أن يتدهور الوضع الاقتصادي أكثر، وأن تتصاعد هذه الحرب إلى حرب شاملة مع الغرب بأسره، وهذا رد فعل مؤلم للغاية على تهديد بوتين باحتمال استخدام أسلحة نووية.

•  من المعتاد أن يتعاطف الناس مع الدولة، ويتبنون خطابها حول نضال وطنهم ضد الفاشية والنازية، تماماً كما فعلوا في الحقبة السوفييتية. 

الأكثر مشاركة