صحف عربية

انتعاش تجارة كتابة الرسائل والأطروحات العلمية في العراق

انتعشت في العراق تجارة جديدة بأساليب علمية هذه المرة، إضافة إلى الغش التجاري الذي دخل مفاصل الحياة الاستهلاكية التي لا تخلو هي الأخرى من الغش، ففي السوق كل أنواع طرق الوصول إلى الربح صارت جائزة والغاية تبرر الوسيلة، تجارة اليوم في العراق تجارة غريبة بعض الشيء، فعندما يتعلق الأمر بالعلم وبيع المجهود العلمي قد نتوقف لحظة ونتأمل ما الذي يدفع البعض لبيع جهده وعصارة أفكاره لطلبة تسلقوا سلالم الماجستير والدكتوراه بالنصب والاحتيال؟، من خلال متطوعين اتخذوا من كتابة الرسائل والأطاريح العلمية وسيلة لكسب الرزق تدر عليهم أموالاً طائلة، وهؤلاء مثقفون وأكاديميون، زبائنهم مسؤولون حكوميون ومنتسبو جيش وشرطة لا وقت لديهم لكتابة رسائلهم العلمية.

قصتنا اليوم تتحدث عن (عباس) الرجل الضرير، أكاديمي ومثقف من مدينة بابل استغل خبراته لإنعاش وضعه المالي من دون مساعدة أحد فاكتشف مصباح علاء الدين عندما ساعد زميلاً له في كتابة أطروحة ماجستير في علم النفس، وما إن حصل الطالب على الامتياز حتى انهال عليه عدد كبير من طلبة الجامعات الأهلية ليقدموا عروضاً مغرية من المال فيكتب لهم (عباس) ما يرغبون من الرسائل والأطاريح فيحصلوا بيسر على ما يرغبون من شهادات عليا. يقول (عباس): «في البدء كنت أدير عملية الكتابة بمساعدة زوجتي، وبما أن الأعمال توسعت وازداد إقبال طلبة الدراسات العليا عليّ صرت أمتلك فريق عمل كاملاً يختص كل واحد منهم بعمل معين، فمنهم من يقع على عاتقه جمع المصادر ومنهم من يقوم بالطباعة، وأنا واثنان معي نتولى مهمة تنظيم المعلومات، ثم يتوزع المال في ما بيننا. ويختلف ثمن الأطروحة باختلاف عدد فصولها ونوع وطبعة المصادر المستعملة في كتابتها، كما يخضع ثمنها للمدة المحددة للتسليم»، وعن مقدار الأجور يقول (عباس): «يراوح سعر أطروحة الماجستير من 500 - 750 ألف دينار عراقي، أما أطروحة الدكتوراه فهي تراوح بين 900 ألف و1.500 مليون دينار عراقي، وتخضع الأسعار للضوابط التي ذكرناها سابقاً». 

تويتر