كان زعيماً لعصابة تطلق النار على الناس في الشارع

كيرتس تولير يساعد أفراد عصابات شيكاغو للتخلي عن العنف

صورة

كان كيرتس تولير ذات يوم زعيماً لإحدى عصابات الشوارع الأكثر رعباً في شيكاغو. أما الآن فإنه يخاطر بحياته لإقناع الآخرين بالتخلي عن العنف، والجنوح إلى السلام، والانضمام لمنظمته المناهضة للعنف.

ويشغل تولير منصب مدير التوعية في مركز «كريد شيكاغو»، وهي منظمة غير ربحية تتمثل مهمتها في الحد من عنف السلاح. ويسدي تولير النصيحة للشبان والشابات الذين لديهم علاقات بالعصابات والتي يحاول مركز «كريد شيكاغو» جعلها تتخلى عن العنف.

ويتمثل هدف المركز الطموح في الحد من عنف السلاح بنسبة 20٪ كل عام. ويسعى إلى تحديد ليس فقط من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالرصاص، ولكن أيضاً من هم الأشخاص المرجح أن يضغطوا على الزناد.

ويرتدي تولير قميصاً مزيناً بكلمة «صلاة» بأحرف قوس قزح. فهو مسلم متدين، يؤمن من صميم قلبه أن الصلاة تغير الإنسان. لكنه يضيف أن «الصلاة من دون عمل لا تعني شيئاً».

عندما تم إطلاق مركز «كريد شيكاغو» في عام 2016، كان تولير من أوائل موظفيه. وشارك وزير التعليم الأميركي السابق، آرني دنكان، في تأسيس هذه المنظمة غير الربحية، وقال في ذلك الحين «إن كنتم تريدون وضع حد للعنف، فعليكم التفاعل مع المجرمين». كيف يتم تزويدهم ببدائل أخرى للجريمة. والأمر يبدأ بالتوظيف الفردي.

التخلي عن العنف

بمجرد أن يتخلى أفراد العصابات عن العنف وينضموا لبرنامج كريد، فإنهم يحصلون على راتب، ويشغلون وظائف مثل تقديم الدعم أيضاً والعمل معالجين للصدمات، ومدربين على الحياة، ومتدربين على الوظائف. ويقضي المشاركون في «كريد شيكاغو» عاماً على الأقل في البرنامج، قبل أن يرتبطوا بأصحاب العمل المحتملين في البناء، وخدمات الطهي، والتصنيع، وشركات المحاماة.

عندما التحق، ويسلي أديسون، بكريد بعد تخليه عن العنف، ساعده المركز على الحصول على دبلوم المدرسة الثانوية. ويقول أديسون، وهو في منتصف العشرينات من عمره، وكان مسجوناً حتى وقت قريب: «أريد أن يحصل أطفالي على شهادة الدراسة الثانوية، وأريدهم أن يمتلكوا شركات، وألا يرتكبوا الأخطاء نفسها التي ارتكبتها، أو يسلكوا الطريق الذي سلكته». ويصف أديسون كيف أنه تغير 180 درجة منذ انضمامه لكريد. ويضيف «يبدو الأمر وكأنني أحلم أصبحت أتنفس بشكل أفضل».

انضمام الشباب إلى العصابات

كان تولير يبلغ من العمر 12 عاماً، عندما أصيب بالرصاص للمرة الأولى، وتم إطلاق النار عليه في أربع مناسبات أخرى. ويعرف جيداً أسباب انضمام العديد من الشباب إلى العصابات، التي تفضل كريد تسميتها بـ«منظمات الشوارع». وعندما كان تولير في الـ17 من عمره، قُتلت والدته على يد زوجها، واستبد به الغضب، وتولى منصب قيادي في عصابته. لكن تولير، الذي قضى فترتين في السجن، أدرك أنه إذا استمر في هذه الحياة، فسوف يتعرض للقتل أو السجن لفترة طويلة. وأراد أن يكون قدوة لابنه الصغير، لذلك تخلص من العنف وقاوم الإغراءات بالعودة إليه. ويقول: «بمجرد أن تشعر بالحب، تتولد لديك القدرة على حب الآخرين، وبمجرد أن تكون أباً وزوجاً، تشعر بأنك أفضل بكثير من كونك قائد عصابة، فقد كان انتقالاً سهلاً بالنسبة لي».

عنف الأسلحة النارية في شيكاغو، رغم أنه لايزال مرتفعاً للغاية، انخفض في عام 2022. اعتباراً من أواخر سبتمبر، تم إطلاق النار على 2652 شخصاً في شيكاغو هذا العام، 457 منهم إطلاق قاتل، وفقاً للإحصاء الرسمي للمدينة. وفي منتصف يونيو، احتفل المركز بمعاهدة سلام بين عصابتين متقاتلتين. ويقول تولير: «أعتقد حقاً أننا نسير في الاتجاه الصحيح، أنا أيضاً رجل مؤمن بالله وأظل متفائلاً حقاً. لأنه إذا لم يكن لدينا أي رجاء، فما فائدة القيام بالعمل؟»

يسدي تولير النصيحة للشبان والشابات الذين لديهم علاقات بالعصابات والتي يحاول مركز «كريد شيكاغو» جعلها تتخلى عن العنف.

بمجرد أن يتخلى أفراد العصابات عن العنف وينضمون لبرنامج كريد، فإنهم يحصلون على راتب، ويشغلون وظائف مثل تقديم الدعم أيضاً والعمل معالجين للصدمات، ومدربين على الحياة، ومتدربين على الوظائف.

تويتر