مفاجأة سيئة لواشنطن في حرب أوكرانيا

30 برلمانياً من الحزب الديمقراطي الأميركي يطالبون بالتفاوض مع موسكو

صورة

يبدو أن الأمور ستتغير في أوكرانيا بالتأكيد، فقد كان النداء الذي أطلقه 30 برلمانياً يسارياً من الحزب الديمقراطي، الإثنين، يدعون من خلاله إلى التسوية عن طريق التفاوض مع روسيا، بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا، يمثل حدثاً استثنائياً.

وشكّل هؤلاء كتلة مؤلفة من 100 عضو في الكونغرس الأميركي، أطلق عليها التجمع التقدمي للكونغرس، وتترأسها العضو براميل غايابال، البرلمانية عن ولاية واشنطن، ومعظمهم من الديمقراطيين الاشتراكيين، ومن يصفون أنفسهم بـ«الرأسماليين التقدميين»، ولكن الأمر الذي لا يمكن أن يتجاهله قادة الحزب هو أنهم يقفون في طريق «الطاغوت الترامبي»، الأمر الذي يجعل قدرتهم على التغلب على الترامبية حاسمة في عام 2024.

وبناءً عليه، فإن الرد الأولي لإدارة الرئيس جو بايدن على ندائهم بشأن أوكرانيا، لا يمكن أخذه باعتباره الكلمة الأخيرة. وفي الأيام القليلة الأخيرة على الأقل، لم يكن هناك أي تعليقات ضدهم في الولايات المتحدة.

نقاط رئيسة

وحدد هؤلاء البرلمانيون بعض النقاط الرئيسة في ندائهم، تمثلت في أنه ينبغي على واشنطن استكشاف «الجهود الدبلوماسية النشيطة من أجل دعم التسوية عبر المفاوضات ووقف إطلاق النار»، في هذه الحرب التي أنفقت فيها الولايات المتحدة عشرات المليارات من الدولارات، التي قدمها دافعو الضرائب الأميركيون، كمساعدات عسكرية لكييف. ويجب أن تكون هذه الجهود مؤدية إلى «مفاوضات مباشرة مع روسيا»، ويجب أن يتضمن إطار السلام «حوافز لإنهاء الأعمال العدائية، تتضمن شكلاً من تخفيف العقوبات، وجمع المجتمع الدولي من أجل إنشاء ضمانات للأمن من أجل أوكرانيا الحرة والمستقلة، والتي تكون مقبولة من جميع الأطراف، خصوصاً أوكرانيا».

والحرب مفتوحة على مصراعيها، بغض النظر عما يقوله الغرب، والبديل للدبلوماسية هو حرب طويلة الأمد، بما يصاحبها من خراب مؤكد، ومخاطر كارثية غير معروفة بالنسبة لنا، ويدرك الموقعون على النداء أن إدارة بايدن تتبع خطاً سياسياً متشدداً، ولكن الأمور يمكن أن تتغير، إذا كانت نتيجة الانتخابات النصفية عبارة عن هزيمة منكرة للديمقراطيين.

زيارة المستشار الألماني

ويمكن أن تشارك العديد من العوامل الخارجية أيضاً. وكبداية، فزيارة المستشار الألماني، أولاف شولتس، المخطط لها إلى الصين، تأتي بعد وقت قصير من الكشف عن استراتيجية الأمن الوطني في واشنطن، والتي تصور الصين باعتبارها عدواً. ودعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الولايات المتحدة إلى أخذ زمام المبادرة، والانخراط في مفاوضات مع الكرملين، مكرراً ما طالب به رئيس الحكومة الهنغارية، فيكتور أوربان، مراراً وتكراراً. وثمة مشاعر سخط كبيرة في أوروبا نتيجة الأزمة الاقتصادية، كما أن شركات النفط الأميركية أصبحت «تتربح من الحرب».

ويكمن وراء الرادار الحقيقة المختبئة، التي مفادها أن أوكرانيا حالة صعبة مع اقتصاد لا يعمل، ولا تستطيع الولايات المتحدة التوقع من حلفائها الأوروبيين المحافظة على ذلك الاقتصاد في حالة جيدة. وفي غضون ذلك، يشير حشد عسكري روسي ضخم إلى وجود خطط، تهدف إلى شن هجوم كبير خلال بضعة أسابيع من الآن، ويهدف إلى إنهاء الحرب بشروط موسكو.

أشياء لابد من مناقشتها

ولكن التوفيق مع كل هذا هو تطور لا يمكن تصوره، ويلقي بظلاله على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اللتين تقدمان دعماً كبيراً لأوكرانيا في هذه الحرب. وجاءت زيارة وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، السرية إلى واشنطن، الأسبوع الماضي، بدعوة من واشنطن، وليس بمبادرة بريطانيا. وقال والاس بنبرة كئيبة، وهو في طريقه إلى واشنطن، هناك أشياء يجب مناقشتها، وهي حساسة جداً، ولا يمكن الكشف عنها.

القنبلة القذرة

وفي كل الأحوال، فبعد العديد من المكالمات الهاتفية المضطربة لوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في 22 أكتوبر، مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والأميركي في ما يتعلق باحتمال استخدام أوكرانيا «القنبلة القذرة» في الحرب، أصدر وزراء الخارجية، الفرنسي والبريطاني والأميركي، بياناً مشتركاً، رفضوا فيه «الادعاء الروسي الكاذب»، ووصفوه بأنه «ذريعة من أجل التصعيد»،

ومع ذلك، وبناءً على المزاعم الروسية، طُلب من المنظمة الدولية للطاقة الذرية القيام بتحقيق في الموضوع. والتقى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع مدير منظمة الطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الإثنين الماضي «ورحّب باستعداد المنظمة لزيارة أوكرانيا».

وكشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأسبوع الماضي، عن أن «المعلومات المفصلة التي تشير إلى المؤسسات التي ربما قد تكون ضالعة في موضوع القنبلة القذرة، تم نقلها من خلال وزير الدفاع شويغو لدى اتصاله مع نظرائه الأميركي والبريطاني والفرنسي». وأضاف لافروف «اقترح بعض شركائنا أن تتم مناقشه المعلومات التي لدينا على مستوى الخبراء، ونحن أيدنا ذلك»، فهل هناك أطراف في أوكرانيا لديها الخطة «ب» من أجل تصعيد الحرب، وجر الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) إليها؟ ليس هناك أجوبة سهلة.

المشاركة البنّاءة

وخلاصة القول أن «المشاركة البنّاءة» بدأت بين موسكو من ناحية، وواشنطن، ولندن، وباريس، من ناحية أخرى. وذكرت صحيفة أزفستيا الروسية قول الخبير العسكري الروسي البارز، فلاديسلاف شوريغين، الأسبوع الماضي «ماهي القنبلة القذرة؟ لصنع هذه القنبلة كل ما تحتاج إليه هو أن تأخذ ملء برميل من المخلفات النووية من إحدى محطات الطاقة، وتضعها في كبسولة، وبعد ذلك امزجها مع 100 كيلوغرام من (تي إن تي)». وأضاف شوريغين أن «المرض سينتشر في دائرة نصف قطرها 500 متر، وربما كيلومتر، ويمكن خلطها مع التربة، وتلويث المياه بها».

وليس سراً القول إن المخابرات السرية البريطانية، المعروفة باسم «إم أي 6»، والقوات الجوية الخاصة «ساس» موجودة مع القيادة العسكرية الأوكرانية في كييف، وربما في الخطوط الأمامية. وتراقب «إم أي 6» مجريات الحرب، في حين تدعي المخابرات المركزية الأميركية ووزارة الدفاع أن استراتيجية بادين في روسيا تحقق النجاح.

وبالنظر إلى تغيير الحكومات البريطانية، فقد أصبحت «إم أي 6» في حل من المساءلة والمحاسبة. وبالطبع، فإن رئيس الحكومة البريطانية السابق، بوريس جونسون، الصديق والمعلم للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد أصبح عبئاً، بعد انسحابه بهدوء من الحلبة.

وحُرمت كييف من خيارها الأخير لتحقيق نصر، بعد أن قامت روسيا بقتل القنبلة القذرة في مهدها، ممهدة الطريق من أجل هجومها الكبير الذي تهدف منه إنهاء الحرب. وسيتوقف بدء الهجوم أو وقفه على اجتماع بين الرئيسين بايدن وبوتين على هامش قمة الدول العشرين في بالي، في الخامس والـ16 من نوفمبر الجاري.

ويبقى السؤال الكبير المطروح ما إذا كانت هذه دعوة يقظة إلى الرجال ضيقي الأفق، الذين يعملون في فريق بايدن. وربما يكون ذلك أكثر بكثير مما نتوقعه، ولكن ليس هناك أية شكوك في أن البرلمانيين الديمقراطيين الـ30 يقفون على أهبة الاستعداد.

ام. كي. بدركومار دبلوماسي هندي سابق

يدرك الموقعون على النداء أن إدارة بايدن تتبع خطاً سياسياً متشدداً، ولكن الأمور يمكن أن تتغير إذا كانت نتيجة الانتخابات النصفية عبارة عن هزيمة منكرة للديمقراطيين.

ليس سراً القول إن المخابرات السرية البريطانية المعروفة باسم «إم أي 6» والقوات الجوية الخاصة «ساس» موجودة مع القيادة العسكرية الأوكرانية في كييف، وربما في الخطوط الأمامية.

تويتر