خبيران عالميان في السياسة والاقتصاد:

بريطانيا في وضع صعب ولم تعد تتوافر لها حماية الاتحاد الأوروبي

صورة

صنع رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك التاريخ، كونه أول رئيس وزراء ملون في المملكة المتحدة، لكنه يواجه تحديات غير مسبوقة: حزب المحافظين في حالة من الفوضى، وأزمة اقتصادية متصاعدة، وحرب في أوروبا بلا نهاية تلوح في الأفق، بينما البعض يدعو إلى انتخابات عامة فورية لاستبداله برئيس وزراء منتخب.

مجلة «فورين بوليسي» أجرت مقابلة مع خبيرين حول هذا الموضوع، أستاذ السياسة الأوروبية والشؤون الخارجية ومدير برنامج «المملكة المتحدة في أوروبا المتغيرة» في كينجز كوليدج لندن، أناند مينون، والأستاذ المتميز والزميل والمدير السابق والرئيس التنفيذي لتشاتام هاوس، روبن نيبليت، وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة.

■ السؤال موجه لروبن: ماذا تتوقع أن يكون على رأس قائمة أولويات سوناك في الأشهر القليلة الأولى له كرئيس للوزراء؟

■■ أحد مخاوفي هو أنه بصفته وزيراً سابقاً للخزانة، سيحاول أن يكون وزيراً ورئيساً للوزراء في الوقت نفسه. المملكة المتحدة في وضع صعب للغاية. إنها معزولة تماماً بعد أن غادرت الاتحاد الأوروبي، لم تعد تتوافر لها الحماية الوقائية التي كانت تتلقاها من قبل من الاتحاد الأوروبي، وهي أيضاً بلد يعاني عجز الحساب الجاري لإجمالي الناتج المحلي، لذا كما قال حاكم بنك إنجلترا السابق مارك كارني، منذ فترة، إن الأمر يعتمد على كرم الغرباء، وسوناك بصفته مصرفياً سابقاً يعرف ذلك جيداً.

■ السؤال موجه لأناند: هل سيكون سوناك قادراً على تقديم نفسه كوجه جديد يمكنه استعادة الثقة في حزب المحافظين، أم تعتقد أنه سيظل غارقاً في فضائح أسلافه؟

■■ أحد أكثر الأشياء الغامضة حول مسابقة القيادة التي رأيناها للتو هو أنه ليس لدينا أي فكرة على الإطلاق عن برنامجه للحكومة. تم ذلك بين النواب المحافظين.

لا نعرف ماذا قدم لهم من وعود. ولا نعرف ما هي أجندته الاقتصادية، لذلك علينا أن ننتظر ونرى، وكونه أول رئيس وزراء ملون أعتقد أن هذا مهم من الناحية الرمزية. كان أكثر الأشياء المطمئنة بشأن رد الفعل على انتخابه أن الشعب البريطاني بدا غير مهتم تماماً بهذا الجانب من خلفياته، لكن هناك الكثير من الأحاديث السخيفة حول «لحظة أوباما» في المملكة المتحدة، هي بالتأكيد ليست لحظة أوباما في المملكة المتحدة. جزئياً لأن السياسة العرقية ليست سامة في المملكة المتحدة كما هي في الولايات المتحدة، وجزئياً لأن باراك أوباما تم التصويت له على تفويض شخصي كرئيس للولايات المتحدة، أما سوناك فقد تم التصويت له من قبل 200 عضو برلماني محافظ، ولم يتم التصويت عليه من قبل الشعب ككل.

إحدى المشكلات التي قد يواجهها هي أنه إذا بدأ في خفض الإنفاق العام على التعليم والصحة، فيمكن لحزب العمال ببساطة أن يقول لا بأس به، فهو لا يستخدم الخدمات العامة، ولكن أعتقد أن هذا قد يصبح مشكلة في المستقبل.

واحدة من المشكلات الأخرى التي قد يعانيها، وأحد أسباب عدم تصويت أعضاء حزب المحافظين له خلال الصيف في المنافسة ضد ليز تراس، هي أن سوناك يمثل النمط القديم للسياسة، إنه رجل دافوس، ورجل جولدمان ساكس، وهو الرجل الذي يرتدي حذاء برادا. وفي الواقع بالنسبة للكثيرين في حزب المحافظين كان الهدف من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو التخلص من هذا المظهر، لذلك هناك عدم ارتياح ثقافي بسيط بشأن عودة هؤلاء إلى السلطة على ما يبدو.

■ السؤال موجه لروبن: في السنوات الأخيرة بدا أن المملكة المتحدة صارت تتنقل من أزمة لأخرى، والتي غالباً ما تكون من صنعها. ما هو تأثير الأسابيع القليلة الماضية – أو في الواقع، السنوات القليلة الماضية - على مكانة بريطانيا في العالم؟

■■ أصبحت بريطانيا الآن موضع استغراب، إن لم يكن سخرية، منذ لحظة خروجها من الاتحاد الأوروبي، فقد كانت فترة ليز تراس صادمة بشكل خاص، لأنها كانت غير كفؤة للغاية، ومع ذلك فإن الاهتمام العالمي القوي بوفاة الملكة إلىزابيث الثانية يعكس أن بريطانيا لديها بالفعل شكل من أشكال التاريخ والاستمرارية، على الرغم من الفوضى، وكان بمثابة تذكير لكثير من الناس بأن المملكة المتحدة مرت بأمور مثل هذه من قبل. وهناك عنصر الاعتراف بأن هناك قدراً معيناً من المرونة في النظام السياسي البريطاني، والذي يختلف مع ما شهدناه في موسكو، وما كنا نشاهده للتو في بكين.

• أصبحت بريطانيا الآن موضع استغراب، إن لم يكن سخرية، منذ لحظة خروجها من الاتحاد الأوروبي.

تويتر