عمل في مهن مختلفة.. وزوجته أكثر ثراءً من الملك

ريشي سوناك.. من نادل في مطعم إلى رئيس وزراء بريطانيا

صورة

يتساءل الكثيرون عن رئيس الوزراء البريطاني الجديد، ريشي سوناك، ما هو ماضيه، وسلوكه؟ وخلفياته الاجتماعية، ونشأته وحياته الخاصة؟ وماذا ستكون سياساته على الأرجح عندما يستلم مفاتيح 10 داونينغ ستريت؟ فيما يلي بعض ممّا يحتاج القارئ معرفته حول هذا الرجل الذي أصبح للتو الزعيم الجديد للمملكة المتحدة.

ولد سوناك في ساوثمبتون ببريطانيا عام 1980، وكثيراً ما يشير إلى طفولته في العديد من المناسبات، ويتحدث عن نشأته المتواضعة بقوله: «نشأت وأنا أشاهد والديّ يخدمان مجتمعنا المحلي بتفانٍ»، كان والده طبيباً ووالدته صيدلانية، وعندما كان مراهقاً، ظل يقضي عطلات نهاية الأسبوع في توصيل الوصفات الطبية بدراجته. كان أكبر إخوته الثلاثة، وانتقل أجداده من الهند إلى شرق إفريقيا ثم المملكة المتحدة في الستينات.

لكن الكثيرين انتقدوا مزاعمه بأنه جاء من خلفية متواضعة، فقد التحق سوناك بأقدم مدرسة عامة في إنجلترا، وهي كلية وينشستر، حيث أصبح أول طالب من أصل هندي يتزعم مجموعته، كان يحرر صحيفة المدرسة ويمارس رياضة الهوكي والكريكت وكرة القدم. وبحسب ما ورد كان يعمل نادلاً في مطعم للكاري في ساوثمبتون خلال العطلة الصيفية. ويقول عن نفسه: «كنت أحد الآسيويين القلائل في كلية وينشستر، أعني الجيل الأول في هذا المستوى من المجتمع، حيث جعلني ذلك أحد نخب المجتمع، لكنني أعتبر نفسي دائماً واحداً من الطبقة المتوسطة المحترفة».

ويقول عنه زملاؤه في المدرسة إنه يعد نفسه لإنجاز أشياء كبيرة منذ البداية. وقال زميله في المدرسة الداخلية، تيم جونسون: «كان من المتوقع دائماً أن يفعل ريشي شيئاً ما مختلفاً، كان من المتوقع دائماً أن يكون رئيساً، لأنه يتمتع بما يكفي من الذكاء، ولحدّ معقول بدرجة كافية، وكان حسن التصرف بدرجة كبيرة»، ويضيف جونسون «كان سوناك الشاب معروفاً بكونه ودوداً، ومشجعاً كبيراً للكريكت، لم يكن يتناول الكحول، لقد كان هندوسياً ملتزماً يتجنب تناول لحوم البقر».

مليونير في منتصف العشرينات من عمره

ويتذكر كبير معلمي معدات الوقاية الشخصية، مايكل روزن «بحلول الوقت الذي دخل فيه جامعة أكسفورد، كان سوناك قد وضع نصب عينيه هدفاً، وهو أن يتبوأ بقوة أعلى منصب في الحكومة. ومن المؤكد أن زملاءه الطلاب اعتقدوا بعض الشيء، أنه يريد أن يصبح رئيس وزراء من حزب المحافظين. لكني لا أعتقد أن أي شخص أخذ ذلك على محمل الجد، لقد كانت مزحة لا أكثر».

تخرّج سوناك في الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وقد وصفه أقرانه بأنه طالب شغوف بالولاء والانتماء، حصل على منحة فولبرايت الدراسية في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، وتجنب السياسة لفترة من الوقت، واختار بدلاً من ذلك أن يعمل في شركات استثمارية مختلفة، بما في ذلك غولدمان ساكس، في كاليفورنيا والهند وبريطانيا.

في عام 2009، أنشأ شركة ثليمي بارتنرز الاستثمارية بتمويل أولي قدره 536 مليون جنيه إسترليني، وفي هذا الوقت بدأ في التطوع لصالح حزب المحافظين لبضعة أيام في الأسبوع. قالت عنه صحيفة التايمز، في ذلك الوقت، إنه كان «مليونيراً في منتصف العشرينات من عمره»، لكنه لم يعلق أبداً على ثروته.

أصغر وزير مالية بريطاني في التاريخ

احتاج سوناك إلى سبع سنوات فقط للارتقاء إلى قمة السياسة. تم انتخابه نائباً عن ريتشموند في يوركشاير في مايو 2015 (وهو أحد أكثر المقاعد أماناً في البلاد، حيث ظل لحزب المحافظين منذ عام 1906)، وأعيد انتخابه في عام 2019 بأغلبية 27210 أصوات.

في عام 2016، صوّت لمغادرة الاتحاد الأوروبي في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بحجة أن مغادرة الاتحاد الأوروبي ستجعل بريطانيا «أكثر حرية وعدلاً وازدهاراً». ووصف ذلك بأنه «أصعب قرار يتخذه منذ أن أصبح نائباً»، لكنه قال إنها «فرصة واحدة في كل جيل تتاح لبلدنا لاستعادة السيطرة على مصيره».بين عامي 2018 و2019، شغل منصب وكيل الوزارة البرلماني للحكومة المحلية، قبل انضمامه إلى مجلس الوزراء في عام 2019 كسكرتير أول للخزانة. وفي فبراير 2020، أصبح وزيراً للمالية في عهد رئيس الوزراء السابق، بوريس جونسون، حيث ترأس الميزانية طوال فترة الوباء والحرب في أوكرانيا وأزمة كلفة المعيشة.

لكنه صنع اسمه بشكل قوي خلال الأشهر الأولى من أزمة «كوفيد-19». وفي مارس 2020، دخل التاريخ من خلال تقديم إجازة للخطة الطارئة للاحتفاظ بالوظائف الجماعية بقيمة 330 مليار جنيه إسترليني، التي تسمح للموظفين بالمطالبة بما يصل إلى 80% من رواتبهم عندما يمنعهم الوباء من العمل.

أصبح أيضاً وجهاً لخطة الحكومة المتمثلة في تقديم الطعام للمواطنين بنسب مخفضة في المطاعم والمقاهي إبان وباء كورونا، حيث قدمت الحكومة دعماً بقيمة 849 مليون جنيه إسترليني في وجبات الطعام في المطاعم والحانات والمقاهي في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وتم تصويره وهو يقدم الطعام للزبائن في مطعم وغاماما، ويبدو وكأنه نادل نموذجي، وأشاد الكثيرون بفريقه البارع، وشعاراته الذكية وصوره الفنية التي بدت أشبه بإعلانات للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا أكثر من كونها إعلانات للسياسة المالية.

خلال هذا الوقت، عاش آل سوناك في شقة فوق رقم 10 داوننغ ستريت، بينما انتقل آل جونسون إلى الشقة الأكثر اتساعاً في رقم 11. وبصفته نائباً ووزيراً للمالية، يُعتقد أن راتبه الحكومي كان 151 ألفاً و649 جنيهاً إسترلينياً في العام. كان سوناك أحد أصغر وزراء المالية في التاريخ عندما خدم في حكومة جونسون، لكنه كان كسب أيضاً لقباً آخر مرموقاً جذب إليه مزيداً من الاهتمام. في نوفمبر 2020، تغلب على زعيم المعارضة العمالية، كير ستارمر، وحصل على لقب «النائب الأكثر جاذبية في بريطانيا»، ما أكسبه لقب «ديشي ريشي» بسبب سلوكه اللطيف ومظهره الأنيق.

يقول المطلعون في الحزب إنه يعتبر الآن على نطاق واسع «الوجه المقبول للمحافظين»، خصوصاً بعد انسحاب جونسون وزوال «شهيته الوحشية» و«غروره الكبير»، ويشير الكثير من المحللين إلى أنه سيتعين عليه تعلّم الدروس من آخر فشل له. ومع ذلك، فإن سلف سوناك في دائرته الانتخابية في ريتشموند، وليام هيغ ، امتدحه ووصفه بأنه «محافظ غير أيديولوجي». ويعتقد حالياً أن أكشاتا مورتي، زوجة سوناك أكثر ثراءً من الملك، حيث يبلغ دخلها هي وزوجها 730 مليون جنيه إسترليني، بينما تبلغ ثروة الملك تشارلز 370 مليون إسترليني.

حياة فاخرة

بنى سوناك وزوجته حياة فاخرة لأنفسهم على مر السنين، مع ما يقدّر بـ15 مليون جنيه إسترليني من الممتلكات التي تشمل منزلاً من خمس غرف نوم في كنسينغتون بقيمة سبعة ملايين جنيه إسترليني، وقصراً يقع على مساحة 12 فداناً في شمال يوركشاير أطلق عليه البعض اسم «مهراجا يوركشاير» ببحيرته الخاصة ومستودع للقوارب.

كما أنهم يمتلكون شقة في الطابق الأول على طريق أولد برومبتون في فولهام، وسقيفة على شاطئ البحر في سانتا مونيكا بقيمة 5.5 ملايين جنيه إسترليني، ليست بعيدة عن ساسكسز في كاليفورنيا، والتي تطل على منتجع للحيوانات الأليفة و«مناظر خلابة لجبال سانتا مونيكا»، حيث، وبحسب ما ورد، تقضي الأسرة بعض الوقت خلال العطلات المدرسية.

قصة حب ولدت في كلية

إدارة الأعمال التقى سوناك بزوجته، أكشاتا مورتي، أثناء دراسته للحصول على درجة الماجستير في جامعة ستانفورد، عندما كانا يبلغان من العمر 24 عاماً. وصفتها مجلة تاتلر بأنها «طالبة تعشق الفن وتحب الموضة، ولديها شغف عميق بالحرف اليدوية التقليدية في الهند»، والدها الملياردير إن آر نارايان مورتي، المعروف باسم «بيل غيتس الهند» نسبة لتأسيسه شركة البرمجيات «إنفوسيس». ولا يُعرف سوى القليل جداً عن بدايات علاقة مورتي وسوناك، ولكن قيل إنه غيّر جدول حصصه «ليكون في فصل دراسي معين» معها.

وتشير التقارير إلى أن سوناك كان لديه بعض التأثير على والد زوجته لكسب ودّه. ويعترف نارايان في كتاب أنه شعر في البداية بـ«الحزن والغيرة» لعلاقة ابنته بسوناك، لكن كل ذلك تغير عندما التقى بالمستشار المستقبلي. ويقول نارايان: «لقد وجدته كما وصفته ابنتي بأنه رائع، ووسيم، والأهم من ذلك أنه صادق، لقد فهمت لماذا سرق قلبها».

تزوج سوناك ومورتي بعد أربع سنوات في عام 2009 في مدينة بنغالور مسقط رأس مورتي، في حفل فخم استمر يومين وحضره 1000 ضيف، من بينهم أسطورة الكريكت الهندي أنيل كومبل. وبحسب ما ورد عاش الزوجان في الهند لمدة أربع سنوات قبل الانتقال إلى المملكة المتحدة قبل فترة وجيزة من تولي سوناك منصب النائب عن ريتشموند في يوركشاير في عام 2015. لديهم ابنتان، كريشنا وأنوشكا.

تويتر