سعيد شيمي: قرية شهيد اعتقدت أن عربة التصوير قادمة لإدخال الكهرباء إليها

في ذكرى أكتوبر.. سينمائيون مصريون يكشفون كواليس أفلام الحرب

صورة

شهدت دار الأوبرا المصرية الاثنين الماضي احتفالية ثقافية بذكرى حرب أكتوبر 1973 تناولت أفلاماً تسجيلية تم تهميشها في الظهور رغم أهميتها، منها فيلم يظهر فيه الجنود الحقيقيون أثناء المعركة، كما تناولت شهادات لرائدين من السينما المصرية هما المصور سعيد شيمي، والكاتب والسيناريست بشير الديك، شملت كواليس جديدة لأفلام تناولت الحرب، كما تخللتها مقاطع شعرية ألقتها الشاعرة نور عبدالله.

ركزت الاحتفالية على فيلم «سواق الأوتوبيس»، الذي أخرجه الفنان الراحل عاطف الطيب، وكتب السيناريو بشير الديك، وقام بتصويره سعيد شيمي، وقد أثار الفيلم وقت ظهوره اهتماماً واسعاً، لتعبيره عن الأوضاع الاجتماعية التي وقعت في مصر بعد حرب أكتوبر، وإنشاء المنطقة الحرة في بورسعيد وما تبعها من تغير اجتماعي، ولتعبيره عن مدرسة «الواقعية الجديدة» في السينما، والتي ضمت إلى جانب عاطف الطيب، كلاً من محمد خان، وداوود عبدالسيد، وخيري بشارة، ورمضان الكاشف، وغيرهم بحسب نقاد ومتابعين.

أمنية جندي

تضمنت الاحتفالية، التي جاءت ضمن سلسلة «أرواح في المدينة» الشهرية، والتي يقدمها الإعلامي محمود التميمي، عرضاً لفيلم «جيوش الشمس» التسجيلي للمخرج شادي عبدالسلام، والذي قامت فيه الفنانة نادية لطفي بدور المذيعة، حيث التقت بجنود وضباط حقيقيين على الجبهة، في مواقع الحرب، في مرحلة استكمال العبور، وكشف المصور سعيد شيمي أن «المخرج الكبير شادي عبدالسلام استعان في الفيلم بالجندي عاطف الطيب، الذي كان يؤدي خدمته الوطنية في التوجيه المعنوي نظراً لتخصصه، والذي أصبح لاحقاً واحداً من أهم المخرجين المصريين».

وأشار شيمي إلى أن «من أبرز كواليس الفيلم قيام جيهان السادات، حرم الرئيس المصري الراحل أنور السادات، بسؤال أحد المصابين من الجنود عن حلمه، فرد عليها بأنه يحلم بزيارة الجبهة، والموقع الذي كان فيه نفسه، فتم تلبية طلبه في ديسمبر 1973، وزار موقعه ومعه بروتوكول وأدوية علاج الإصابة التي تعرض لها».

قرية فقيرة

وروى سعيد شيمي أنه «من ضمن كواليس فيلم (أبطال من مصر)، ملاحظته هو وفريق العمل، حين ذهبوا لتصوير منزل الشهيد فتحي عبادة، في قرية تابعة لبني سويف، حالة الفقر الشديد التي تعيشها القرية وبساطة أهلها، والذين تصوروا حين دخل فريق الفيلم للعمل، أن وحدة التصوير التي كانت مع الفريق، هي مولد كهربائي، وأن الفريق السينمائي، هم موظفون من هيئة الكهرباء، قدموا إلى قريتهم لإدخال الكهرباء إلى شوارعهم ومنازلهم».

وتابع شيمي أن «الملحوظة الأخرى التي لفتت انتباهه، هي اللوعة الشديدة المؤثرة التي ظهرت على أم الشهيد، والتي دفعته لأول مرة في حياته للبكاء، وهو في عمل سينمائي، رغم مروره بمشاهد كثيرة مؤثرة استطاع فيها السيطرة على نفسه، ورغم تأكيد السيدة على إيمانها الديني والوطني الذي يدفعها لتقبل الاستشهاد بسكينة».

وتناولت الاحتفالية أيضاً، فيلم «عبدالعاطي صائد الدبابات» للمخرج خيري بشارة، والذي يروي قصة الجندي المصري الذي تمكن من تدمير 23 دبابة أثناء الحرب، ونجح الفيلم في نقل صورة الجندي وزملائه على الأرض الطبيعية للمعركة.

وقال شيمي إن «الأفلام التسجيلية تفوقت على الروائية في نقلها لتفاصيل الحرب»، مطالباً بـ«مزيد من الاهتمام في عرضها مراراً وتكراراً».

جائزة عالمية

وحول فيلم «سواق الأوتوبيس» روى شيمي أن «الفيلم هو الأول الذي يحصل فيه ممثل مصري هو نور الشريف على جائزة عالمية، وذلك من مهرجان هندي»، وإن «عرض الفيلم تأخر عاماً كاملاً لوجود مشكلة في الحصول على دور عرض»، كما روى أن «كواليس الفيلم شهدت مشكلة أخرى تتعلق بضغطه زمنياً ليتم تصويره في نصف الوقت المستحق له، وقد وصل عدد ساعات التصوير اليومي فيه إلى 12 ساعة يومياً، الأمر الذي تسبب في حدوث ضغط عصبي على الفنانة ميرفت أمين، والتي فكرت بسببه في الانسحاب نهائياً من الفيلم».

وقال الكاتب والسيناريست بشير الديك، إن فيلم «سواق الأوتوبيس» والذي صور الظروف التي واجهها المقاتل المصري الخارج من حرب أكتوبر، التي ضحى فيها بالروح والدم فداء للوطن، الذي دهمه وقتها الانفتاح الاقتصادي غير المنضبط بقواعد، عبر أحداث قصة حقيقية حيث إن هناك ورشة بالفعل، صاحبها صديقي، وتعرضت فعلاً للبيع في مزاد.

وتابع الديك أن الجمهور التقط رسالة الفيلم، كما التقط رسائله في أفلامه الأخرى مثل «ضد الحكومة»، و«الحريف» و «ناجي العلي»، وأنه في مرات كثيرة يقابله أشخاص فيصيحون لمجرد رؤيته (كلنا فاسدون) في إشارة منهم لمرافعة أحمد زكي في فيلم (ضد الحكومة).

الجدير بالذكر أن «الأوتوبيس» الذي ظهر في فيلم «سواق الأوتوبيس» للمخرج عاطف الطيب، كان ضمن صفقة استوردت من الخارج عام 1975، وثار حولها جدل واتهامات واسعة بالفساد في الشارع المصري، وانتهى الأمر بتقدم أحد أعضاء مجلس الشعب بطلب إحاطة، ثم تم إحالتها بعد ذلك للتحقيق العدلي الذي أكد عدم وجود أي شبهة فساد في القضية.

سألت السيدة جيهان السادات، حرم الرئيس المصري الراحل أنور السادات، أحد المصابين من الجنود عن حلمه، فرد عليها بأنه يحلم بزيارة الجبهة، والموقع الذي كان فيه نفسه، فتم تلبية طلبه في ديسمبر 1973، وزار موقعه ومعه بروتوكول وأدوية علاج الإصابة التي تعرض لها.

الأفلام التسجيلية تفوقت على الروائية في نقلها لتفاصيل حرب أكتوبر.

تويتر