بلدية الاحتلال أصدرت 92 قرار هدم في بلدات وأحياء متفرّقة

العشرات ينضمّون إلى قائمة المهجّرين في القدس خلال أسبوع

صورة

يواجه سكان أحياء وبلدات عدة في مدينة القدس الشريف، خطر الطرد والتهجير، كما جرت العادة داخل أسوار المدينة التاريخية، ولكن الأمر الذي كان مختلفاً عن سابقه هذه المرة، هو أن بلدية الاحتلال الإسرائيلي أصدرت خلال الأسبوع الثالث من شهر يوليو الجاري 92 أمر هدم لمنازل ومنشآت مقدسية.

وتوزعت أوامر الهدم الجديدة على أحياء «سلوان»، و«جبل المكبر»، و«صور باهر»، و«بيت حنينا»، و«العيسوية»، و«الطور»، و«شعفاط»، وجميعها تشهد كثافة سكانية مرتفعة، وحركة عمرانية منخفضة، إضافة إلى مجاورة العديد منها إلى المسجد الأقصى المبارك، أو تطل عليه مباشرة.

وأمام عملية التهجير القسري الكبيرة، يبقى الخوف هو الحاضر الأبرز في أحياء القدس وبلداتها، حيث يخيم على أصحاب المنازل والمنشآت التي تلقت إخطارات بالهدم، الذين يخشون إقدام جرافات بلدية الاحتلال على تنفيذ القرارات الإسرائيلية في أي لحظة، وتشريد العشرات من النساء والأطفال بين الطرق والأرصفة.

اتّساع رقعة الهدم

بالاتجاه صوب المسجد الأقصى المبارك، وعلى بعد 100 متر جنوباً، شهدت أحياء بلدة سلوان 16 أمر هدم لمنازل منفردة، وبنايات سكنية متعددة الطوابق، إلى جانب بيوت عدة حصلت على قرارات هدم إدارية، في أحياء وادي ياصول، والبستان، وعين اللوزة، داخل البلدة المقدسية.

وبفعل ذلك، يتسلل كابوس الهدم والتهجير إلى منزل المقدسية أم عامر أبوعيدة، من سكان حي «وادي ياصول» ببلدة سلوان، جراء القرارات الإسرائيلية، التي تطال منزلها، ووحدات سكنية عدة في الحي المقدسي.

ويُعد منزل أم عامر أبوعيدة المكون من طبقة واحدة، المأوى الوحيد لعشرة أفراد، نصفهم من الأطفال، إلى جانب منزل ابنها الذي شيده حديثاً ليسكن فيه، هو وزوجته.

وفي بلدة بيت حنينا، شمال القدس، ألصقت طواقم بلدية الاحتلال والشرطة الإسرائيلية أوامر هدم على بوابات ومداخل ثلاث بنايات تتكون من شقق سكنية كبيرة العدد، أما في بلدة شعفاط، إلى الشمال الشرقي من المدينة المقدسة، أوقفت طواقم البلدية وقوات الاحتلال عملية البناء في شقتين سكنيتين في حي أحمد شوقي.

وبالانتقال إلى بلدة صور باهر، أوقفت طواقم بلدية الاحتلال البناء في مبنى قيد الإنشاء، بذريعة الإنشاء دون ترخيص، وعلقت أوامر هدم على أسوار قيد البناء، في مناطق المقاطع، ووعرة عطا.

قلق دائم

داخل بلدة الطور إلى الشرق من مدينة القدس الشريف، حالة قلق دائمة يعيشها المواطن المقدسي إياد الغوج (28 عاماً)، من إقدام جرافات بلدية الاحتلال على هدم منزله، ضمن البناية السكنية التي تلقت إخطاراً بالإزالة، في منطقة السهل داخل البلدة المقدسية، بحجة البناء دون ترخيص، وأن يصبح مشرداً، برفقة عائلته وأطفاله ووالديه داخل وطنه، وفوق أرضه.

وبذلك ينضم الطفلان عماد وينال إياد الغوج، إلى 35 طفلاً مقدسياً، يعيشون داخل بناية الطور، المهددة بالهدم، وتسويتها بالأرض، فيما يطاردهما شبح التهجير في كل حين.

ويشير المواطن المقدسي الغوج إلى أنه يعيش برفقة والديه وأشقائه وزوجته وطفليه (10) أفراد في شقة سكنية داخل البناية السكنية المكونة من خمس طبقات، والتي تضم 10 شقق سكنية، الأمر الذي سيحرم سكان البناية وأطفالهم 72 فرداً من مأواهم الوحيد، الذي يعيشون فيه منذ عام 2011.

حملة واسعة

أوامر الهدم البالغة 92 أمراً، تأتي ضمن حملة تطلقها بلدية الاحتلال في مدينة القدس الشريف، والتي تستمر حتى الخامس عشر من شهر أغسطس المقبل، لفرض ما سمّته القوانين الخاصة بتنظيم البناء ونفاذ القانون على المقدسيين.

وبموجب أوامر الهدم أو القرارات الإدارية الإسرائيلية، تستطيع بلدية الاحتلال هدم المبنى خلال 30 يوماً، من تسليم القرار والأمر الإداري إلى المنزل الذي تلقى إخطاراً بالهدم، أو تعليقه على بابه، دون الحاجة لاستصدار أمر من المحكمة، ويكفي توقيع رئيس البلدية، أو مسؤول آخر داخلها، لتنفيذ عملية الهدم، وذلك بحسب المتحدث باسم لجنة الدفاع عن أهالي سلوان، فخري أبودياب.

ويلفت أبودياب في حديثه مع «الإمارات اليوم»، إلى أن عمليات الهدم الإسرائيلية، تكثر في البلدات والأحياء المجاورة للمسجد الأقصى المبارك، أو المحيطة به، عبر زيادة عدد أوامر الهدم، ومنع البناء الفلسطيني فيها، لمصلحة إقامة المشروعات الاستيطانية.

ويبين أن أحياءً كاملة في بلدة سلوان، التي تعد الخاصرة الجنوبية للحرم القدسي، مهددة بالهدم، منها، البستان، ووادي ياصول، وعين اللوزة، إلى جانب أكثر من 2100 وحدة في بلدة جبل المكبر المقدسية، مهددة بالهدم، وذلك لمصلحة توسعة الطريق الأميركي الاستيطاني، الجاثم على أراضي المقدسيين.

ويقول المتحدث باسم لجنة الدفاع عن أهالي سلوان: «إن بلدية الاحتلال قد تقدم على تنفيذ أوامر الهدم الجديدة، خلال الأيام القليلة المقبلة، لترتكب جريمة تهجير جماعي قسري داخل مدينة القدس الشريف، حيث خصصت 3.5 ملايين شيكل، لمصلحة عمليات الهدم، جرى تحويلها لوحدة التفتيش عن الأبنية والهدم في البلدية».


في الاتجاه صوب المسجد الأقصى المبارك، وعلى بعد 100 متر جنوباً، شهدت أحياء بلدة سلوان 16 أمر هدم لمنازل منفردة، وبنايات سكنية متعددة الطوابق، إلى جانب بيوت عدة حصلت على قرارات هدم إدارية، في أحياء وادي ياصول، والبستان، وعين اللوزة، داخل البلدة المقدسية.

تويتر