وصلت إلى أكثر من 3000 طفل

مدرسة أميركية متنقلة تقدم خدمات التعليم للأطفال المشرّدين

صورة

ابتكرت المعلمة الراحلة، أغنيس ستيفينس، مدرسة متنقلة، أطلقت عليها «مدرسة على دواليب»، تذهب إلى تجمعات الأطفال المشردين لتقدم لهم الخدمات التعليمية. بدأت هذه المدرسة نشاطها في عام 1993 بمنطقة سكيد رو بمدينة لوس أنجلوس، والتي تشتهر بوجود عدد كبير من الأطفال المشرّدين المتخلفين عن العملية التعليمية، وفي السنوات القليلة التالية، جندت المدرسة المزيد من المتطوعين، ونمت بمساعدة المعلمة كاثرين ميك، التي انضمت إليها في عام 1999.

مصدر إلهام

وتقول ميك: «لقد كانت الراحلة ستيفينس مصدر إلهام، ومعلمة، ولديها خلفية تعليمية، وأنا لدي خلفية تجارية ومالية»، وتسترسل «كانت هناك حاجة ملحة في عام 1993 لمثل هذه الخلفيات لتطوير المدرسة، وبالفعل نمت المدرسة بشكل متسارع منذ ذلك الحين، في فترة كان فيها طالب واحد من كل 30 طالباً في ولاية كاليفورنيا بلا مأوى».

وأقامت المدرسة شراكة مع الملاجئ، والمناطق التعليمية، والموتيلات، والمكتبات، وفي أي مكان توجد فيه عائلات مشردة، ووصلت خدماتها إلى أولئك الذين يعيشون في السيارات، وفي دور الرعاية، وفي الشوارع. واستطاعت أن تصل إلى أكثر من 3000 طفل بلا مأوى سنوياً، وقامت بتجنيد وتدريب أكثر من 2000 معلم سنوياً. وبلغ تمويلها السنوي 3.5 ملايين دولار في عام 2020.

ويقول المدير التنفيذي للمدرسة، تشارلز إيفانز: «يتنقل الطلاب الذين يعانون التشرد بمعدل ثلاث إلى أربع مرات سنوياً من منطقة لأخرى، ومع كل انتقال، يتأخرون أربعة أشهر أكاديمياً»، ويسترسل «ويتمثل هدف المدرسة في محاولة سد تلك الثغرات الأكاديمية». ولا تهتم المدرسة بخلفيات الطلاب، ولكنها تركز فقط على تقييم الاحتياجات التعليمية للأطفال، مثل طالب في الصف الرابع يتخلف عن القراءة أو طالب في الصف العاشر يكافح مع الجبر وعلم الأحياء. ويقول إيفانز: «نحن هنا حقاً لمجرد دعم الطفل، وأعتقد أن الكثير من عائلات الأطفال المشردة، يحبوننا ويقدّرون ما نقدمه لهم، ونحن لا نتطفل ونحاول معرفة سبب تشريد الأسرة».

تقييم

يتم تقييم الأطفال كل بضعة أسابيع للتأكد من أنهم يتحسنون. وتقول ميك إنه في عام 2021، استطاع طلاب من رياض الأطفال وحتى الصف الرابع تحسين مهاراتهم في القراءة والكتابة بنسبة 21٪؛ وفي الأشهر الستة الماضية، تحسنت مهارات طلاب الصف الخامس إلى الثامن في الرياضيات بمقدار مستوى صف واحد تقريباً، وأظهرت استطلاعات الكفاءة الذاتية زيادة بنسبة 40٪ في ثقة طلاب الصف التاسع حتى الثاني عشر بإمكاناتهم التعليمية.

بالإضافة إلى الدروس الخصوصية التي تقدمها، تعمل «مدرسة على دواليب»على محو وصمة التشرد، حيث إن عائلات عدة تتلقى المساعدة التعليمية من هذه المدرسة هم ضحايا عنف منزلي أو مصاعب اقتصادية، والآن تبذل هذه الأسر قصارى جهدها للوقوف على أقدامها. على سبيل المثال، قدمت المدرسة المساعدة المطلوبة لأم عزباء في العشرينات من عمرها، طلبت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية، والتي تركت زوجها بسبب علاقة مسيئة، وانتهى بها الأمر في ملجأ مع أطفالها الأربعة الصغار. وتقول: «لقد كان ما تلقاه أطفالي أفضل شيء على الإطلاق، فقد أصبحوا يحبون معلميهم». وتتلقى هذه الأم الآن تقارير من المدرسة تفيد بأن أداء أطفالها أصبح أفضل بكثير، وتقول: «لقد لاحظت المعلمة تحسناً كبيراً لدى ابنتي في الرياضيات».

عضوة مجلس إدارة المدرسة، أنغيلا سانشيز، عانت هي نفسها التشرد خلال العامين الأخيرين من دراستها الثانوية، بعد أن فقد والدها وظيفته ولم يعد قادراً على تحمّل إيجار المنزل. وتقول: «بمجرد أن أصبحنا بلا مأوى، لم يكن هناك خيارات متاحة أمامنا، وأدركت انني لن أتمكن حتى من الالتحاق بالجامعة»، مضيفة أنها أخفت ظروفها لتجنب وصمة العار، إلا أن المدرسة غيّرت نظرتها، فقد كانت تتلقى مادة الرياضيات على يدي معلمة درست الفيزياء الفلكية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ولم تكن تلك المعلمة تنظر إلى سانشيز على أنها طفلة بلا مأوى، بل فهمت أحلامها وتطلعاتها. وتضيف: «حرفياً كان لدي عالمة في تقنية الصواريخ تساعدني في تعلّم مادة الرياضيات».

الثقة

وتقول إن ذلك منحها أيضاً الثقة في الحصول على درجة البكالوريوس في التاريخ والماجستير في التعليم. الآن وهي في الثلاثينات من عمرها، أصبحت مستشارة في البورصة، ومؤلفة معروفة، ولديها منزل. وبغض النظر عن برنامج تعليم الأطفال الأصغر سناً وتعليم موضوعات محددة للطلاب الأكبر سناً، تساعد المدرسة طلاب المدارس الثانوية على التخطيط لمستقبلهم للالتحاق بالجامعة، والحصول على منزل والاستقلال بحياتهم.


أقامت المدرسة شراكة مع الملاجئ، والمناطق التعليمية، والموتيلات، والمكتبات، وفي أي مكان توجد فيه عائلات مشرّدة، ووصلت خدماتها إلى من يعيشون في السيارات، وفي دور الرعاية، وفي الشوارع.

بغضّ النظر عن برنامج تعليم الأطفال الأصغر سناً، وتعليم موضوعات محددة للطلاب الأكبر سناً، تساعد المدرسة طلاب المدارس الثانوية على التخطيط لمستقبلهم للالتحاق بالجامعة والحصول على منزل والاستقلال بحياتهم.

تويتر