دعا الصحافيين إلى الابتعاد عن السجالات عبر مواقع التواصل

رئيس تحرير «نيويورك تايمز»: قلق جداً بشأن الديمقراطية في أميركا

جوزيف كان. من المصدر

تحدّث رئيس التحرير التنفيذي المعيّن أخيراً في صحيفة «نيويورك تايمز»، جوزيف كان، عن كيفية اكتساب حملة التضليل الإعلامية للرئيس السابق دونالد ترامب، زخماً. وناقش في حوار مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية، عمل وسائل الإعلام التي يعتبرها منافسة لصحيفته؛ ونصح الصحافيين بعدم الدخول في معارك على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيما يلي نص الحوار:

■«فوكس نيوز» والرئيس السابق والعديد من الجمهوريين يواصلون نشر أكذوبة أن ترامب قد تعرّض للخداع في انتخابات عام 2020. وقد أدرج الحزب الجمهوري في تكساس، ثاني أكبر ولاية أميركية، ذلك في برنامجه الرسمي، بإعلان جو بايدن رئيساً غير شرعي. ماذا يعني ذلك بالنسبة لحالة الديمقراطية في الولايات المتحدة؟

■■ أنا قلق جداً بشأن الديمقراطية في بلادي؛ فالرئيس السابق وأنصاره يديرون حملة قوية للغاية، مستخدمين الفكرة الخاطئة للانتخابات المسروقة، لتعبئة مؤيديهم وجمع الأموال. إنهم يولدون الكراهية التي تجعل الناس ينخرطون في السياسة. ويبدو أن بعض هؤلاء الأشخاص يفوزون، أيضاً، في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية التي ستجري في الخريف.

■ في جميع أنحاء البلاد، يحقق المرشحون، الذين يشككون في شرعية فوز بايدن، نجاحات.

■■ نعم، وقد يكون البعض في السلطة بعد انتخابات 2024 الرئاسية، ما سيسمح لهم بتقويض نزاهة العملية الانتخابية على مستوى الولايات المتحدة.

■ ما الذي يمكن أن تفعله وسائل الإعلام، مثل «نيويورك تايمز»، حيال ذلك؟

■■ نحن نبذل قصارى جهدنا لتسليط الضوء على هذه الموضوعات، وإشراك جمهور أكبر في التقارير المستندة إلى الأدلة. ولكن مرة أخرى، هناك بعض وسائل إعلام تبني تقاريرها الدعائية نيابة عن حزب سياسي، وتنشر معلومات مضللة. ومن المحتمل أن يؤدي هذا إلى وضع مشوه في انتخابات عام 2024، حيث لايزال المرشح الذي لم يتم انتخابه بشكل شرعي، يدّعي الفوز.

■ مؤسسات إعلامية تكافح حالياً لتحقيق التعددية والتنوع داخل صفوفها. وثلثا قرائك من البيض. وأنت نفسك أبيض، الأمر الذي أدى إلى انتقادات عندما تم تعيينك، في أبريل. كيف تتعامل مع ذلك؟

■■ نحن نعمل على زيادة فريقنا باستمرار. وقد أصبحت غرفة الأخبار لدينا أكثر تنوعاً بشكل ملحوظ، اليوم، مما كانت عليه قبل خمس سنوات، سواء في القيادة أو في صفوف الصحافيين. وقد قمنا بتحسين التنوع من حيث الجنس أو العرق. ويحتاج المبدعون الصحافيون إلى أن يعكسوا البلد والعالم الذي نغطيه.

■ مصدر الصراع الدائم هو وجود الصحافيين على «تويتر». لقد شجعت المؤسسات الإعلامية موظفيها على أن يكونوا نشطين على وسائل التواصل الاجتماعي. هل كان هذا خطأ؟

■■ قد يشعر بعض المراسلين بأنهم مضطرون إلى الوجود هناك للحصول على المعلومات والأفكار، وتطوير خبراتهم الصحافية. ونحن لا نطلب منهم التوقف عن فعل ذلك، فقط لأنه قد يكون من المنطقي أن يكون هذا النشاط أقل قليلاً.

■ ماذا تعني عبارة «أقل قليلاً»؟

■■ أن تقلل من النزول إلى «جحور الأرانب» هذه، حيث يتهمك نقاد وسائل الإعلام بأنك غبي أو متحيز. وإذا كنت منخرطاً في ذلك كثيراً، فقد تفقد غرائزك الصحافية. وجمهور «تويتر» ضئيل.

■ صغير الحجم، لكنه قوي الصوت.

■■ السماح لهؤلاء الأشخاص بالتأثير المفرط على ما نفعله وكيف نفعله، يبدو لي أمراً مجنوناً. وعند الانخراط في هذا القتال، نجد أنفسنا في مواقف مثل التي رأيناها في «واشنطن بوست»، إذ هاجم مراسلو الصحيفة بعضهم بعضاً على «تويتر».

■ أنت الآن تحتفل بإنجاز رقمي كبير مع «نيويورك تايمز»، مع 9.1 ملايين مشترك. هل هناك أي إمكانية للنمو؟

■■ نريد أن يرى الناس «نيويورك تايمز» على أنها تقدم حلاً لمشكلات مختلفة في حياتهم. وعلى سبيل المثال، استثمرنا في موقع رياضي وآخر للطهي. يمكن لقرائنا الحصول على الأخبار، ولكن يمكنهم، أيضاً، قضاء بعض الوقت مع الألعاب، أو السماح لنا بمساعدتهم في التفكير في ما يجب طهيه.


هناك وسائل إعلام تبني تقاريرها الدعائية نيابة عن حزب سياسي، وتنشر معلومات مضللة.

ترامب وأنصاره يديرون حملة قوية للغاية، مستخدمين الفكرة الخاطئة للانتخابات المسروقة، لتعبئة مؤيديهم وجمع الأموال. إنترفيو صحافة عالمية

تويتر