نتيجة العقوبات الأميركية المفروضة عليها

أفغانستان المعزولة تواجه صعوبات معقدة من أجل المساعدات إثر الزلزال

صورة

في الوقت الذي لاتزال فيه أفغانستان تترنح جراء زلزال قوي ضرب مدينة خوستان جنوب شرق البلاد، وتبدأ بدفن الضحايا البالغ تعدادهم أكثر من 1000 قتيل، تناشد قيادة «طالبان» في كابول المجتمع الدولي إزالة أي حواجز أوجدتها العقوبات تحول دون تقديم المساعدات لأفغانستان، والمسارعة إلى المساعدة. وقال أحد كبار مسؤولي «طالبان» أنس حقاني في تغريدة له «تعمل الحكومة ضمن طاقتها. ونأمل أن يتحرك المجتمع الدولي والمنظمات الخيرية لتقديم المساعدة إلى شعبنا في هذا الوضع العصيب».

واستناداً إلى أن معظم مساعدات الإغاثة الفورية يمكن تصنيفها باعتبارها مساعدات إنسانية مقارنة بمساعدات التنمية، ينبغي على جميع الدول أن تكون قادرة على المحاججة أن تقديم المساعدة في هذا الظرف مسموح على الرغم من عقوبات وزارة الخزانة الأميركية. وعلى الرغم من وجود خط رمادي بين هذين الشكلين من المساعدة، إلا أن تقديم المساعدات لضحايا الزلزال يصبّ في فئة المساعدات الإنسانية بصورة واضحة لا لبس فيها، وبدأت منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أعمال التنسيق بالتعاون مع منظمات المساعدة الأخرى.

استجابة ضعيفة للنداءات الإنسانية

ولكن الاستجابة للنداءات الإنسانية من أجل أفغانستان، كانت ضعيفة هذا العام على الرغم من القحط وانهيار الاقتصاد، ومن دون تجديد الموارد ستشكل الأزمة ضغطاً كبيراً على اقتصاد أفغانستان. وتناقص عدد المنظمات الخيرية العاملة في أفغانستان، وكذلك المرور عبر مطار كابول الدولي.

وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، والتي ربما لاتزال أكبر منظمة إنسانية عاملة في أفغانستان، إنها نشرت فرق رعاية صحية متنقلة وتعمل مع السلطات الأفغانية لتقديم الدعم والمساعدات المالية للمتضررين. وقالت منظمة المساعدات الطبية الإيطالية «إيمرجنسي» إنها أرسلت سبع سيارات إسعاف وعدداً من المسعفين والأطباء إلى المناطق القريبة من مناطق الزلزال.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن فرق معالجة الكوارث التابعة لها في طريقها إلى أفغانستان وستصرف الأموال من صناديق التمويل الطارئة لتقديم الإغاثة في حالات الطوارئ. وإضافة إلى المساعدات المالية، قال الهلال الأحمر الأفغاني إنه سيرسل نحو 4000 بطانية و800 خيمة و1500 حاوية للغسيل، ومئات الفرش والمخدات، وأواني الطبخ.

واتجهت سيارات الإسعاف إلى كل من مدن لوغار، وخوست، وباكتيكا، وإقليم باكتيكا، ولكن على المدى القصير تكمن المشكلة في الوصول إلى الأماكن التي دمرها الزلزال، والتي تقع في واحدة من أكثر المناطق التي يتعذر الوصول إليها في أفغانستان. ويبدو أن مطار كابول البدائي سيخضع للاختبار الآن، وتعمل الرحلات الجوية بصورة منتظمة من المطار وإليه، ولكن الأمن يمثل مشكلة عويصة.

تعقيدات قانون العقوبات

وكانت إيران، وألمانيا، والاتحاد الأوروبي من بين الدول والمؤسسات التي هبت لتقديم المساعدة، ولكن ذلك لا يعني أنه لن يكون هناك أي تعقيدات بموجب قانون العقوبات، لأن منظمات المساعدات تتجنب المخاطر بصورة مفرطة في إرسال الأموال إلى أفغانستان، لأن ذلك يعني أنها يمكن أن تلامس أرصدة مرتبطة بـ«طالبان».

وقد تساعد هذه الصعوبات في تذكير المجتمع الدولي بمدى الوضع السيّئ الناجم عن نقص التمويل العام المستخدم لجهود المساعدات في أفغانستان. وبصورة عامة، لايزال المسار الدبلوماسي بعيداً عن الاعتراف بحركة «طالبان»، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى قيام هذه الحركة بالتمييز ضد النساء.

وقبل أيام منعت الأمم المتحدة وزيري تربية أفغانيين من السفر إلى خارج الدولة من أجل إجراء أي محادثات سلام أو استقرار، بعد أن أبعدهما مجلس الأمن الدولي من قائمة المعفين من العقوبات. ووافقت الأمم المتحدة على أن يظل 13مسؤولاً أفغانياً في قائمة المعفين من العقوبات لمدة ثلاثة أشهر أخرى، إلا إذا عارضت إحدى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بعد شهرين التمديد لهم.

وتراجعت حركة «طالبان» في مارس الماضي عن تعهداتها برفع الحظر عن الفتيات اللواتي يذهبن إلى المدرسة الثانوية، وقالت الحركة إن هذه المدارس ستظل مغلقة حتى يتم وضع خطة تنسجم مع الشريعة الإسلامية تقضي بفتحها من جديد. وأدى هذا القرار إلى حرمان «طالبان» من الوصول إلى أصولها الموجودة ما وراء البحار، وكذلك من المساعدات من صندوق النقد الدولي. وكان النظام السابق في أفغانستان يعتمد على المساعدات من الخارج.

باتريك وينتور محرر دبلوماسي في «الغارديان»


منظمات المساعدات تتجنب المخاطر بصورة مفرطة في إرسال الأموال إلى أفغانستان، لأن ذلك يعني أنها يمكن أن تلامس أرصدة مرتبطة بـ«طالبان».

قبل أيام منعت الأمم المتحدة وزيري تربية أفغانيين من السفر إلى خارج الدولة من أجل إجراء أي محادثات سلام أو استقرار، بعد أن أبعدهما مجلس الأمن الدولي من قائمة المعفين من العقوبات.

تويتر