خبيرة الأمن الغذائي العالمي كيتلين ويلش:

مخاوف متزايدة من تأثير حرب أوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي

كيتلين ويلش: من أجل استعادة الأمن الغذائي في أوكرانيا وحول العالم يجب إنهاء الحرب. أرشيفية

تهدد الحرب الروسية الأوكرانية الأمن الغذائي العالمي، خصوصاً في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تعتمد بشكل كبير على القمح الروسي والأوكراني والبذور الزيتية والأسمدة. العالم، الذي أصابته بالفعل جائحة «كوفيد-19»، ويتعرض لأزمة المناخ، وجد نفسه الآن أمام مشكلة خطيرة أخرى: انعدام الأمن الغذائي. وفي هذا الخصوص تتحدث مديرة برنامج الأمن الغذائي العالمي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، كيتلين ويلش، حول العواقب المقلقة للغزو الروسي لأوكرانيا في ما يتعلق بأزمة الغذاء والطريق المستقبلي للتعامل معها، والصدمات العالمية على الأمن الغذائي. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:

• لا يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية ستنتهي في أي وقت قريب، وفي غضون ذلك يبدو أن الأمن الغذائي العالمي يتعرض للخطر على مستوى العالم. وسؤالنا هو ماذا نعني بانعدام الأمن الغذائي؟

-- انعدام الأمن الغذائي يعني عدم الحصول على نظام غذائي يوفر حياة نشطة وصحية. وعليه فإن ذلك لا يعني صعوبة الوصول إلى غذاء كافٍ فحسب، بل صعوبة الحصول على غذاء ذي جودة غذائية عالية، يساعد على النمو البدني والمعرفي. وهناك طرق متعددة لتحسين الأمن الغذائي؛ مثل التنمية الزراعية طويلة الأجل والمساعدات الإنسانية الطارئة قصيرة الأجل، كما نشهد في الاستجابة لأزمة أوكرانيا في الوقت الحالي.

• هناك مخاوف متزايدة من تأثير حرب روسيا وأوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي، حيث تعتمد العديد من الدول بشكل كبير على القمح والبذور الزيتية الروسية والأوكرانية. كيف تنظرين إلى هذا الوضع؟

-- صحيح أن روسيا وأوكرانيا تنتجان كميات كبيرة من الحبوب والبذور الزيتية في العالم، بالإضافة إلى الأسمدة، وتجدر الإشارة إلى أن روسيا وأوكرانيا مجتمعتين تشكلان جزءاً كبيراً من صادرات هذه السلع في جميع أنحاء العالم. علينا أن نعتبر أن القمح هو أهم جزء من النظم الغذائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هناك 26 دولة تعتمد على الواردات من روسيا وأوكرانيا لتلبية ما لا يقل عن 50٪ من وارداتها من القمح. كما أن هناك 50 دولة تعتمد على روسيا وأوكرانيا في 30٪ من وارداتها من القمح. لذلك، فإن البلدان الأكثر تضرراً هي تلك التي تستورد كل احتياجاتها من القمح من روسيا وأوكرانيا.

• يبدو أن الوضع قد يزداد سوءاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما هي العواقب قصيرة وطويلة المدى لحرب أوكرانيا على الأمن الغذائي هناك؟

-- يبدو أن أفضل سيناريو بالطبع هو أن تنتهي الحرب بسرعة. ومع ذلك، حتى لو افترضنا جدلاً أن الطرفين اتفقا على وقف إطلاق النار في الحال، فإن الضرر سيستغرق بعض الوقت لإصلاحه. هناك جزء كبير من البنية التحتية التي تضررت؛ فهناك الكثير من الحقول التي تضررت من الدبابات، والسكك الحديدية المدمرة، والموانئ ومنشآت التصدير المغلقة بسبب القصف، وما إلى ذلك. إذا انتهت الحرب الآن فيمكن أن يحدث شيئان مهمان في الدورة الزراعية: أحدها أن المحصول الحالي من الحبوب الموجود في الأرض الآن يمكن حصاده في الصيف، والمحصول التالي من الحبوب الذي سيتم زراعته في أواخر الصيف يمكن وضعه في الأرض للحصاد في عام 2023. وبعد ذلك يمكن تصدير تلك الحبوب إلى الأسواق العالمية، والتي كما ذكرت أمر بالغ الأهمية للبلدان التي تعتمد على القمح الأوكراني.

• ما هو أسوأ سيناريو في نظركم؟

-- السيناريو الأسوأ هو استمرار الحرب، وتدمير المزيد من البنية التحتية الزراعية، وفي هذه الحالة فإن عدداً قليلاً جداً من الناس سيشارك في الإنتاج الزراعي بسبب الحرب. لم نرَ حتى الآن تقارير رسمية تقدر حجم المحصول الحالي الذي لن يتم حصاده، ولكن الخطر محدق بالفعل. وفي الوقت الحالي من أجل استعادة الأمن الغذائي في أوكرانيا وحول العالم، يجب إنهاء الحرب. حتى لو حدث ذلك غداً، سيستغرق القطاع الزراعي وقتاً لإصلاحه ومعالجة الآثار الحالية للحرب على الأمن الغذائي في أوكرانيا والعالم.


• انعدام الأمن الغذائي يعني عدم الحصول على نظام غذائي يوفر حياة نشطة وصحية. وعليه فإن ذلك لا يعني صعوبة الوصول إلى غذاء كافٍ فحسب، بل صعوبة الحصول على غذاء ذي جودة غذائية عالية، يساعد على النمو البدني والمعرفي.

تويتر