قالت إنه في زمن الحرب من المهم الذهاب إلى ما هو أبعد من تجهيز الجيش

وزيرة خارجية ألمانيا: جوهر السياسة الخارجية النسوية هو ضمان عدم تجاهل أي شخص

أنالينا بيربوك. أ.ب

تحدثت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عن سياستها الخارجية المستمدة من تبنيها للحركة النسوية، وقالت في مقابلة مع مجلة «ديرشبيغل»، إن اهتمامها بحقوق النساء لا يتعارض مع دعوتها إلى تسليح أوكرانيا.

وفيما يلي بعض مقاطع المقابلة:

■ ما مدى إمكانية تطبيق سياسة خارجية نسوية في زمن الحرب؟

■■ جوهر السياسة الخارجية النسوية هو ضمان عدم تجاهل أي شخص، وهذا لا ينطبق على زمن السلم فقط، ففي زمن الحرب من المهم الذهاب إلى ما هو أبعد من تجهيز كتائب الجيش، وإنما الشعور بمعاناة المدنيين. ويعاني الأطفال القصف بصورة مختلفة عما يعانيه البالغون، ولا يستطيع كبار السن الهرب من أماكن الحروب، وتتعرض النساء للعنف الجنسي.

■ المعروف أن إرسال الأسلحة إلى الآخرين ليس في العادة جزء من مدرسة السياسة النسوية. هل واجهت صعوبة في القيام بهذا التغيير؟

■■ أرفض هذا الرأي، إذ إن السياسة النسوية لا تعني أن نقول لضحايا العنف لا تدافعوا عن أنفسكم، وهذا شبيه بأن تقول للنساء اللواتي يتعرضن للعنف لا تدافعن عن أنفسكن، ولا تطلبن النجدة.

■ شريكك في قيادة حزب الخضر، حتى بداية العام الجاري، روبرت هابيك، طالب في مايو الماضي بأن يتم تزويد أوكرانيا بالسلاح الدفاعي. هل كان على صواب؟

■■ لقد أوضح حزب الخضر أن أوكرانيا يجب أن تكون في موقف القادر على الدفاع عن النفس، ولكن ألمانيا في ذلك الوقت كانت تحمل مسؤولية ضمن المجتمع الدولي، تتعلق بعملية مفاوضات مينسك.

■ ولكنك قلت في حينه أن حزبك يرفض إرسال السلاح إلى مناطق الأزمات؟

■■ من المهم التمييز بين الموقف الرئيس الذي يرفض تزويد مناطق الأزمات بالسلاح، ودعم دولة تواجه خطراً وجودياً.

■ هل توافقين على إنفاق 100 مليار يورو لتعزيز قدرات الجيش؟

■■ الـ100 مليار مخصصة لتعزيز قدراتنا الدفاعية، ومسؤوليات تحالفاتنا فقط، ويتضمن ذلك شراء طائرات «إف-35»، ومروحيات، وذخيرة، ومعدات أخرى متطورة لتزويد جيشنا. وكذلك علينا حماية بلادنا من الحرب السيبرانية التي ضربت الكثير من منشآت بنيتنا التحتية.

■ ما رأيك في 200 ألف ألماني وقعوا على رسالة موجهة إلى المستشار أولاف شولتس، تدعوه إلى وقف نقل الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا؟

■■ بصدق ثمة لحظات أشعر فيها بعدم اليقين ما إذا كنا نقدم الكثير أو القليل من المساعدة. وأنا لم أر أي ألماني يعارض نقل الأسلحة بصورة مطلقة إلى أوكرانيا. وفي الوقت ذاته أنا دائماً أطرح السؤال المناقض، وهو: هل تعتقدون أن من الممكن أن نقف على الحياد، ونحن نرى الناس تقتل بصورة يومية. فأنا أرى أن هذا الموقف غير مسؤول، سياسياً وإنسانياً.

■ بعد أن ألغت أوكرانيا زيارة الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إلى كييف في اللحظة الأخيرة، يبدو أنك لا أنت ولا المستشار مهتمون بالقيام بهذه الزيارة. ما الذي تغير؟

■■ هذه الزيارات ليس هي الهدف بحد ذاتها، فالهدف هو تقديم المساعدة لأوكرانيا بأفضل طريقة ممكنة. وبعد جريمة بوشا ناقشت القيام بزيارة مع نظيري الأوكراني، بهدف دعم تفعيل محكمة الجزاء الدولية. ولقد أثر إلغاء زيارة الرئيس على خطة زيارتي أنا أيضاً.

■ هل تشعرين بالقلق من احتمال أن تتبنى الدول الفقيرة ادعاءات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، هي السبب الذي أوصل بلادهم إلى هذه الحالة من الافتقار إلى المواد الغذائية؟

■■ نعم، لأن روسيا كانت تتابع سياسة دعاية حربية، أحد عناصرها الخطاب الذي يفيد بأن العقوبات لا تستهدف روسيا مطلقاً، وإنما دولاً أخرى، ولهذا قمت بزيارة إلى مالي والنيجر، أخيراً، لأوضح لهم أننا لن نتخلى عنهم، بل على العكس، سنفعل كل ما بوسعنا لضمان ألا تسبب الحرب الروسية أزمة غذاء عالمية تؤثر في الملايين من الناس.

• قمت بزيارة إلى مالي والنيجر، أخيراً، لأوضح لهم أننا لن نتخلى عنهم، وسنفعل كل ما بوسعنا لضمان ألا تسبب الحرب الروسية أزمة غذاء عالمية تؤثر في الملايين من الناس.

تويتر