الهاربون من حادثة تشيرنوبل النووية يعيشون مأساة مزدوجة

ستيخون أمام منزله في نوفي لاديجتشي بعد احتراقه وتدميره. من المصدر

على الخريطة يطلق عليها تسمية سوكاشي، ولكن الجميع هنا يدعونها نوفي لاديجتشي، أي «لاديجتشي القديمة»، وهي تبعد نحو 18 كيلومتراً عن مدينة تشيرنوبل، التي وقع فيها أشهر انفجار نووي في التاريخ في أبريل عام 1986.

وكان الأوكراني، فلوديمير ستيخون، طفلاً في حينه، وتم إخراجه من المدينة القديمة إلى حياة جديدة، وهو الآن في سن 42 عاماً، وبات ينظر الآن إلى الجدران السوداء التي بقيت من منزله الذي بناه من الطوب في نوفي لاديجتشي عندما تزوج، ولكن عندما دخل الجيش الروسي إلى البلدة اشتعلت فيه النيران، ربما نتيجة القصف.

وقال ستيخون لصحيفة «إيل باييس» الإسبانية «سمعت أصواتاً غريبة، وعندما خرجت لأرى ما يجري كان البيت يحترق، وحاول الجيران مساعدتنا، وأمضينا الليل ونحن نرش الماء على النار، ولكن دون جدوى، وهذه هي النتيجة»، مشيراً إلى منزله المحترق والمهدم، ويضيف ستيخون أنه «بعد أن نجا من حادثة تشيرنوبل عام 1986، تعرض الآن لكارثة أخرى للمرة الثانية».

وبعد احتراق المنزل، انتقل تسيخون وزوجته وطفلاه إلى منزل مجاور، يملكه والده، الذي توفي قبل بدء الحرب. وبعد نحو عام من انفجار تشيرنوبل، عاد جد وجدة ستيخون إلى لاديجتشي القديمة، حيث اعتاد زيارتهما حتى وفاتهما في عام 2010. وهو يقول «أحببت زيارتهما لأن ذلك يذكرني بطفولتي».

وهناك أيضاً ناجية أخرى من تشيرنوبل، وهي الأوكرانية ناتاليا ريباشوك (44 عاماً)، التي أصابت قذيفة سطح منزلها في لاديجتشي القديمة، حيث تسكن مع طفليها، في شهر نوفمبر الماضي، ولم يتدمر المنزل، ولكنه أصيب بأضرار جسيمة. وتحدثت «إيل باييس» مع فالنتينا التي خرجت من تشيرنوبل عام 1986 مع زوجها وبقرتين. وتتذكر يوم حدوث الانفجار النووي، قائلة «كان السكان يتحدثون عن وقوع حدث مدمر، ولكن لم يكن هناك سوى القليل من المعلومات في حينه».

وتمكنت فالنتينا من التأقلم مع لاديجتشي القديمة، وأصبح لديها الكثير من الأصدقاء، وهي الآن في سن الـ58.

تويتر