الكثير من الأطفال تعرّضوا لسوء المعاملة في المدارس.. وعشرات الآلاف اختفى أثرهم

تحقيق أميركي يكشف عن مواقع دفن في 53 مدرسة داخلية للسكان الأصليين

ديب هالاند قالت إن السياسات الاتحادية التي حاولت سحق هوية ولغة وثقافة السكان الأصليين مازالت ظاهرة في الألم الذي تواجهه المجتمعات القبلية اليوم. À أ.ب

قالت وزيرة الداخلية الأميركية ديب هالاند، أول من أمس، إن تحقيقاً أجرته الوزارة في التاريخ المظلم للمدارس الداخلية للأميركيين الأصليين خلص إلى وجود «مواقع دفن محددة أو غير محددة» في نحو 53 مدرسة.

كانت هالاند، أول وزير من الأميركيين الأصليين، قد أعلنت عن التحقيق العام الماضي. وكشفت النتائج الأولية في مؤتمر صحافي الأربعاء في واشنطن غلبتها خلاله الدموع.

وقالت هالاند: «السياسات الاتحادية التي حاولت سحق هوية ولغة وثقافة السكان الأصليين مازالت ظاهرة في الألم الذي تواجهه المجتمعات القبلية اليوم». وأضافت «يجب أن نلقي الضوء على صدمات الماضي غير المعلنة».

وحتى قبل يوم الأربعاء، لم تقدم الحكومة الأميركية أي رواية حقيقية بشأن تاريخ المدارس، التي استخدمت التعليم لتغيير الثقافة، حتى يمكن الاستيلاء على أراضي القبائل. وأُجبرت العائلات على إرسال أطفالها إلى المدارس.

ومن أجل إعداد التقرير، حدد الباحثون سجلات 408 مدارس تلقت تمويلاً اتحادياً من عام 1819 إلى عام 1969، و89 مدرسة أخرى لم تتلقَّ أموالاً من الحكومة. وكان نحو نصف المدارس تديرها كنائس لصالح الحكومة أو تدعمها كنائس من طوائف مختلفة. وقال نشطاء وباحثون إن الكثير من الأطفال تعرضوا لسوء المعاملة في المدارس، وإن عشرات الآلاف اختفى أثرهم.

وأشار التقرير إلى أن «الانتهاكات الجسدية والجنسية والعاطفية كانت متفشية» في المدارس، وهي موثقة جيداً، وأن التحقيق توصل حتى الآن إلى وفاة أكثر من 500 طفل أثناء وجودهم تحت وصاية المدرسة. وقال المحققون إنهم يتوقعون الكشف عن المزيد من الوفيات.

وذكرت هالاند أنها ستبدأ جولة «طريق الشفاء» لمدة عام للاستماع إلى الناجين من نظام المدارس الداخلية. وتتمثل الأهداف التالية للتحقيق في تقدير عدد الأطفال الذين التحقوا بالمدارس، والعثور على المزيد من مواقع الدفن، وتحديد مقدار الأموال الاتحادية التي ذهبت إلى الكنائس التي شاركت في النظام المدرسي، فضلاً عن أمور أخرى.

وقالت ديبورا باركر، وهي رئيسة تحالف للسكان الأصليين الأميركيين يساعد وزارة الداخلية في تحقيقاتها، إن التقرير خدش بالكاد سطح الصدمة.

وأضافت في المؤتمر الصحافي: «أطفالنا كانت لهم أسماء. أطفالنا كانت لهم عائلات. أطفالنا لهم لغاتهم الخاصة،أطفالنا كانت لهم شعاراتهم الخاصة، وصلواتهم ودينهم قبل أن تنتزعهم المدارس الداخلية الهندية بكل قسوة».

وفحص الباحثون السجلات الحكومية، وتحدثوا إلى الأميركيين الأصليين لإعداد التقرير. وتوضح النتائج بالتفصيل تاريخاً يرجع إلى عام 1801 على الأقل، عندما تم افتتاح أولى المدارس من هذا القبيل، وهو تاريخ استخدم فيه التعليم كسلاح.

وأشار التقرير إلى أن شؤون الأميركيين الأصليين، بما في ذلك التعليم، كانت من مسؤولية وزارة الحرب حتى عام 1849، وظل الجيش معنياً حتى بعد تولي المدنيين زمام الأمور.

ووُصفت المدارس بأنها تشبه الأكاديميات العسكرية في تنظيمها وتشددها وتأكيدها على المهارات المهنية. وكان يتم استدعاء الشرطة لإجبار العائلات على إرسال أطفالها إلى المدارس. كما كان يتم حرمان العائلات من الطعام كطريقة أخرى لإجبارها على تسليم الأطفال.

واشنطن À رويترز حدّد الباحثون سجلات 408 مدارس تلقت تمويلاً اتحادياً من عام 1819 إلى عام 1969، و89 مدرسة أخرى لم تتلقَّ أموالاً من الحكومة.

تويتر