الاضطرابات والوباء أثّرا في حياة الناس

«طبقان وأرز».. وجبة تلقى رواجاً واسعاً في هونغ كونغ

صورة

تبدأ الطوابير في هونغ كونغ بالتشكل قبل وقت الغداء، وتنتشر روائح الطعام في كل مكان، ويشاهد الزبائن الوجبات المعروضة من خلال النوافذ خارج المطاعم. واشتهرت في الآونة الأخيرة علبة طعام متواضعة من الأرز الأبيض، واثنان من الأطباق الرئيسة المطبوخة مسبقاً، وسعرها نحو أربعة دولارات فقط.

وأصبحت مطاعم «بير بونز»، التي تقدم هذه الوجبات البسيطة، نمطاً جديداً غير متوقع في هونغ كونغ، ما أدى إلى تزايد كبير في عدد الباعة ومدوني الطعام، وحتى مجموعة معجبين على «فيس بوك» تضم 77 ألف عضو.

ويبدو أن الطعام نفسه بالكاد يستحق الاهتمام. والعروض تتضمن خيارات مثل الطماطم والبيض المقلي، واللحم الحلو والحامض، أو المطهو، واللفت. ويتم وضع الطعام في العلبة المخصصة بإشارة من الزبون أو الطلب من العاملة التي تنتظر حاملة مغرفة. وحتى الاسم الذي يطلق على هذه المطاعم لا يقل جودة عن قوائمها «مطاعم الطبقين والأرز». ولكن هذا الوضوح هو الهدف.

لمدة عامين، تعرّضت المدينة للاضطرابات السياسية والانكماش الاقتصادي، وضوابط الوباء التي لا نهاية لها على ما يبدو، بما في ذلك حظر تناول الطعام بعد الساعة 6 مساءً. ورفعت هونغ كونغ القيود في أواخر الشهر الماضي، وأصبحت مطاعم «الطبقين والأرز» شريان الحياة.

وبالنسبة لأصحاب المطاعم الذين يكافحون من أجل الاستمرار، يعتبر نموذج العمل هذا طريقة نادرة لزيادة الطلب. وبالنسبة للرواد، يعد الطعام عنصراً أساسياً رخيصاً ومريحاً، إذ يقدم الطبقان النكهات المريحة والتنوع الذي يميز الطبخ المنزلي الصيني.

ويوجد الآن ما لا يقل عن 353 شركة تبيع وجبة الطبقين والأرز في جميع أنحاء المدينة، وفقاً لخريطة التعهيد الجماعي. ولا يوجد تعداد لعدد ما كان موجوداً من قبل، لكن خبراء الطعام ورواد الطعام في هونغ كونغ اتفقوا على أنه كان هناك عدد أقل بكثير قبل الوباء.

وقالت كيتي هو، وهي ممرّضة تتناول الغداء مع زميلها جاك فونغ: «يمكنك التأكد من أنه عندما تذهب إلى هذا النوع من المطاعم، يمكنك الحصول على شيء ليس سيئاً». وقال العاملان، وكلاهما في العشرينات من العمر، إنهما اشتريا علب الغداء مرات عدة خلال الأسبوع، طوال الأشهر الأخيرة، خصوصاً بعد أن وجدت كيتي، التي تتابع العديد من الصفحات المتعلقة بالطعام على وسائل التواصل الاجتماعي، مجموعة المعجبين بوجبة الطبقين والأرز، على «فيس بوك».

والمكان الذي اختاره الزميلان، في ذلك اليوم، هو كافيتريا «كاي كي». وفي حين أن العديد من مطاعم الطبقين والأرز يقدم وجبات سريعة، فقط، فإن بعضها، مثل هذه الكافيتريا، يوفر مساحات للجلوس. وتم تكديس صناديق من الورق المقوى، في المطعم الصغير، كل منها يحتوي على 500 علبة. وتم عرض أكثر من 20 طبقاً اليوم، على طراز البوفيه، في مجموعة على شكل حرف «إل» من أواني الفولاذ المقاوم للصدأ. ويكلف طبقان نحو أربعة دولارات فقط؛ وكل طبق إضافي بدولار إضافي. وكل الخيارات، من الباذنجان الحار واللحم والقرنبيط المقلي؛ كانت معروضة بألوان زاهية، ويمكن رؤيتها بوضوح من خلال النوافذ الكبيرة.

طعام للعامّة

وجبة «الطبقين والأرز» ليست جديدة في هونغ كونغ، ولكن تم تجاهلها لفترة طويلة، أو تجنبها باعتبارها وجبة الطلاب أو الطبقة العاملة. ومن حيث الشكل والجودة، فهي تشبه مطاعم «باندا إكسبرس»، في الولايات المتحدة. وفي هونغ كونغ، يشير إليها البعض مازحين على أنها «وجبة الأرز السريعة»، ليعكس توقعاتهم المنخفضة.

وفي ذلك، يقول المُحاضر الذي يدرّس ثقافة الطعام في المدينة بجامعة هونغ كونغ، سيو يان هو: «كان يُنظر إليه على أنه طعام للعامة وذوي الدخل المنخفض». وعندما ضرب الوباء، استفحلت البطالة وكافحت المطاعم المشهورة عالمياً، في هونغ كونغ. واستمر الحظر الأخير على تناول الطعام في المطاعم مساءً، نحو أربعة أشهر. وعلى الرغم من رفع الحظر، لايزال الناس غير قادرين على التجمع في مجموعات أكبر من أربعة.

• بينما يقدّم العديد من مطاعم الطبقين والأرز وجبات سريعة فقط، فإن بعضها يوفر مساحات للجلوس.

• 353 شركة تبيع وجبة الطبقين والأرز في جميع أنحاء مدينة هونغ كونغ.

تويتر