تحاكي تاريخ المدينة المقدسة وتضفي أجواء مختلفة على سكانها

أمسيات فنية تزيّن ليالي القدس الرمضانية.. رغم القمع

صورة

بينما كانت قوات الاحتلال تمنع سكان مدينة القدس الشريف، من الطائفة المسيحية، من الوصول إلى كنيسة القيامة داخل أسوار البلدة القديمة، إحياءً لعيد الفصح المسيحي، وتنصب الحواجز العسكرية في طريق المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك، للصلاة داخل باحاته، كان المعهد الفرنسي الثقافي في المدينة المقدسة يمتلئ صخباً فنياً، يجدد آمال المقدسيين، رغم ما يتعرضون له من ممارسات تعسفية، تعكر صفو حياتهم اليومية.

وليس ذلك فحسب، فالقادم متجولاً من باب العمود أهم أبواب البلدة القديمة، متنقلاً بين أزقتها الضيقة وحاراتها العتيقة، وصولاً إلى حارة باب حطة، تجذبه أصوات موسيقية متنوعة الأذواق، تنثر أنغام ألحانها في أرجاء البلدة التاريخية، والتي لم يعهدها السكان، الذين اعتادوا أن يقضوا يومهم على وقع إطلاق النار على المصلين، والزج بشباب القدس داخل المعتقلات والزنازين.

أجواء مغايرة

الفنان والعازف الموسيقي المقدسي، رائد سعيد، من سكان باب حطة في البلدة القديمة بالقدس، حمل على عاتقه تقديم صورة مغايرة تماماً لما يعيشه المقدسيون ليل نهار، وبث روح الأمل والحياة، رغم بشاعة ما يتعرضون له على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين.

فعلى مدار أيام متتالية، ينظّم الفنان المقدسي الشاب أمسيات رمضانية فنية موسيقية في رحاب الأزقة الضيقة، وداخل مراكز القدس الثقافية، من بينها عروض صوفية دينية منوعة بتاريخ القدس.

«الإمارات اليوم» التقت الفنان المقدسي رائد سعيد، عقب الانتهاء من تقديم عروض دينية صوفية، من فكرته، وإدارته الفنية والموسيقية، خلال أمسية «ليالي رمضان»، داخل المعهد الفرنسي الثقافي في المدينة المقدسة «شاتوبريون»، إذ خطت على وجهه ملامح الرضا والسرور، نتيجة حضور وتفاعل السكان مع الأمسيات الفنية التي يحييها في ليالي القدس الرمضانية.

ويقول الشاب سعيد، والابتسامة تعلو محياه، «إن فكرة الأمسيات الرمضانية الفنية تتركز على هدف واحد، هو نثر أجواء مغايرة بين السكان المقدسيين، في جميع الأزقة والأحياء، لتبعدهم عن واقع بؤس الممارسات الإسرائيلية، وتنعش أرواحهم بعروض صوفية دينية في ليالي الأمسيات الرمضانية.

ويشير إلى أن الأمسيات الرمضانية الفنية داخل أسوار البلدة العتيقة، لاقت إعجاب وتشجيع السكان في أحياء البلدة القديمة، خصوصاً الأطفال الذين يرافقون عائلاتهم، للاستمتاع بالاستماع إلى الألحان الموسيقية، التي تتسلل بين أزقة حاراتهم العريقة.

تاريخ القدس

وتحاكي العروض الصوفية التي لم تشهد المدينة المقدسة مثيلاً لها، تاريخ القدس التليد، وواقع سكانها المرير، لتذكير أجيال فلسطين المتلاحقة بحضارة مدينتهم المقدسة، وأرضهم المسلوبة، وذلك بحسب سعيد.

ويقول الفنان المقدسي، «لأول مرة في تاريخ مدينة القدس يتم إحياء أمسيات العروض الدينية الصوفية المنوعة بتاريخ القدس، حيث مزجنا الأناشيد الصوفية مع الموسيقى الروحانية، والرقص الصوفي، الذي يأخذنا إلى عالم السماء والتأمل».

ويضيف «عزفنا داخل أسوار القدس، والمراكز الثقافية، عروضاً فنية موسيقية دينية عدة، لإحياء الموروث القيم الذي نمتلكه كمقدسيين، والتذكير به، بعيداً عن الأوضاع التي تسود مدينة القدس، لرسم البسمة والبهجة على وجوه سكان المدينة المقدسة».

• الأمسيات الرمضانية الفنية داخل أسوار البلدة العتيقة، لاقت إعجاب وتشجيع السكان في أحياء البلدة القديمة، خصوصاً الأطفال الذين يرافقون عائلاتهم، للاستمتاع بالاستماع إلى الألحان الموسيقية، التي تتسلل بين أزقة حاراتهم العريقة.

• العروض الصوفية التي لم تشهد المدينة المقدسة مثيلاً لها، تحاكي تاريخ القدس التليد، وواقع سكانها المرير، لتذكير أجيال فلسطين المتلاحقة بحضارة مدينتهم المقدسة، وأرضهم المسلوبة، وذلك بحسب سعيد.

تويتر