في حوار مع «تايمز ناو» خلال زيارته للهند

بوريس جونسون: بريطانيا تسعى إلى التعاون مع الهند لاستغلال طاقة الرياح

جونسون: «الاتفاقية الأمنية الثلاثية بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة (أوكوس) هي مثال على الطريقة التي تريد بها المملكة المتحدة العمل مع الأصدقاء والشركاء في المحيطين الهندي والهادئ، لكنني أؤكد أنه ليس حلفاً اقتصادياً».

خلال زيارته للهند تحدّث رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، لصحيفة «تايمز ناو» الهندية عن العلاقات الجيدة بين بلاده والهند، بوصفها أكبر ديمقراطية في العالم، والأحلاف المشكّلة لمواجهة طموحات الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وعن التعاون البريطاني والهندي في ما يتعلق باستغلال طاقة الرياح، في مواجهة أسعار الطاقة المرتفعة، وفي ما يلي مقتطفات من هذا الحوار:

• وصفت العلاقات بين الهند والمملكة المتحدة على أنها متينة، تؤذن بربيع جديد من نوع ما، ما الذي يجعل مقاربتك مختلفة عن أسلافك؟

••  هذه لحظة مهمة حقاً في هذه العلاقة. إنها علاقة تاريخية بالطبع، لكنها الآن في وضع أفضل بكثير، وهي غير مثقلة بالماضي. ويتعلق الأمر بالأصدقاء والشركاء، والمساواة، والديمقراطيات. نحن نعيش الآن في عصر يتعين على الدول أن تعتمد فيه على نفسها بشكل أكبر، ولذا فإنني أؤيد نهج «صُنع في الهند» الذي وضعه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ونحاول أن نفعل الشيء نفسه في المملكة المتحدة. ولكن في عالم نريد أن نتعاون فيه، سيكون من المنطقي بالنسبة لنا العمل معاً كي نتمكن من الاعتماد على الذات كشركاء موثوقين.

• في الآونة الأخيرة، شكك البعض، بمن فيهم أعضاء البرلمان في بريطانيا، في جودة الديمقراطية في الهند. لقد تحدثوا، نوعاً ما، عن ذلك داخل المنابر، ما رأيك في هذا؟

••  البرلمانيون يقولون لي أيضاً جميع أنواع الأشياء غير اللائقة، لعلك ترى ما يقولونه عني في برلماننا. لا أعتقد أن مهمة بلد ما أن تعظ بلداً آخر. الهند بلد رائع، حيث يبلغ عدد سكانها 1.35 مليار نسمة، وهي أكبر ديمقراطية في العالم. لا أحد يستطيع أن يقول إن الهند ليست دولة ديمقراطية، إنها مكان استثنائي. وفوق كل شيء، تزداد أهميتها في المحيطين الهندي والهادئ، وهو المكان الذي يشكل مستقبل النمو في العالم، وهذا هو سبب ميل المملكة المتحدة نحو المحيطين الهندي والهادئ، لذلك يبدو دور الهند كوصي على القيم الديمقراطية في هذا المجال أكثر أهمية. ولهذا السبب نريد تطوير صداقتنا وشراكتنا معها. هناك ثلاثة مجالات تمثل المشكلة التي يواجهها العالم الآن؟ وهي كلفة الطاقة، وارتفاع أسعار الوقود. وتعمل المملكة المتحدة والهند معاً لتقديم حلول الطاقة الخضراء. ما فعله رئيس الوزراء مودي بشأن الطاقة الشمسية رائع. نريد العمل معاً في مجال الهيدروجين، ونقوم اليوم بعمل مذكرة تفاهم حول طاقة الرياح. لذا، لديّ رؤية للتعاون بين المملكة المتحدة والهند، لاستغلال طاقة الرياح من بحر سلتيك إلى خليج البنغال، حيث تهب الرياح بقوة هنا في الهند. لذلك، هذا جزء من جدول الأعمال، وهناك أيضاً الجانب الدفاعي والأمني، وهناك أيضاً الكثير الذي يمكننا القيام به.

• تشكل طموحات الصين الإقليمية تحدياً للهند وأنت على دراية بذلك جيداً، وقد شكلتم مع بعض الحلفاء حلف أوكوس. هل تدين الغارات الصينية وسلوكها؟

••  نحن ندين دائماً انتهاكات السلامة الإقليمية، ولهذا السبب أدين بشدة ما حدث في أوكرانيا. أعتقد أننا بحاجة إلى تعلم دروس حول تصرف الأنظمة الاستبدادية. اعتقد ان الاتفاقية الأمنية الثلاثية بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة (أوكوس) هي مثال على الطريقة التي تريد بها المملكة المتحدة العمل مع الأصدقاء والشركاء في المحيطين الهندي والهادئ، لكنني أؤكد أنه ليس حلفاً اقتصادياً. نريد أن نعمل بشكل مكثف أكثر من أي وقت مضى مع الهند.

• هناك أيضاً التحالف الرباعي (كواد). هل تشكل هذه التحالفات سلاحاً مضاداً دائماً للتوسع الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أم أنك ترى أن بعضها يعمل على حساب الآخر؟

••  لا، أعتقد أنها تعمل معاً وبشكل أساسي، فهذه التحالفات تتعلق بالأفكار والقيم. وتشكل نوع المستقبل الذي نريده. إننا نريد مستقبلاً منفتحاً وتعددياً، حيث يمكن لأطفالنا تحقيق طموحاتهم دون سيطرة الدولة عليهم، والتنمر عليهم، وسجنهم دون محاكمة، ونريد ديمقراطية تعمل بشكل سليم في بلادنا؟ والإجابة هي أنه عندما يكون لديك ديمقراطية، في النهاية وعلى المدى الطويل، ستحقق نجاحاً وازدهاراً كبيرين، وهذه هي الرسالة التي يجب أن نستمر في حملها لتحقيق آمالنا.

تويتر