شيفشانكار مينون مستشار الأمن القومي الهندي السابق:

أسباب تمنع الهند من الانضمام للحملة الغربية المناهضة لروسيا

شيفشانكار مينون. أرشيفية

تتعرض أكبر ديمقراطية في العالم لضغوط للانضمام إلى الغرب لمعاقبة موسكو، فعلى مدى أسابيع ماضية عدة، استقبلت نيودلهي مبعوثين رفيعي المستوى من دول عبر الطيف السياسي العالمي: من روسيا والصين، وأيضاً من النمسا وألمانيا والمكسيك، وبريطانيا والولايات المتحدة، وغيرها، في محاولة للتأثير على موقف نيودلهي.

لكن الهند تريد إبقاء خياراتها مفتوحة. فقد ظلت الهند أكثر قرباً من الولايات المتحدة على مدى العقدين الماضيين، لكنها ارتبطت بعلاقات مع روسيا تعود الى العهد السوفيتي، ومازالت تعتمد على موسكو في ما يتعلق بأسلحتها وقطع غيارها، كما أنها تعتمد على النفط الروسي وبأسعار مخفضة للغاية. ومع ظهور الفظائع التي ارتكبتها روسيا في مجال حقوق الإنسان في أوكرانيا، هل ستتعرض الهند لمزيد من الضغط للتخلي عن حيادها؟ هذا ما سيجيب عنه مستشار الأمن القومي الهندي السابق ووزير الخارجية السابق، شيفشانكار مينون، في مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي»:

■ بالنسبة للكثيرين في الغرب، تبدو الهند وكأنها في موقف متناقض. فمن ناحية، فهي أكبر ديمقراطية في العالم، ومن ناحية أخرى اختارت أن تقف موقف الصين نفسه وبعض الدول غير الديمقراطية الأخرى، في عدم توجيه اللوم إلى روسيا. ماذا نفهم من ذلك؟

■■  أعتقد أن هذا فهماً خاطئاً لموقف الهند. إذا نظرت إلى الذين امتنعوا عن التصويت على قرارات تدين روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو الذين لم يفرضوا على روسيا عقوبات اقتصادية كالتي فرضها الغرب، نجد أن من بينها دول من الديمقراطيات الكبيرة - البرازيل، على سبيل المثال. وأعتقد أن مبررات موقف الصين مختلفة جداً عن مبررات الهند. ستلاحظ أنه عندما زار وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الهند، لم يكن هناك بيان مشترك بشأن الأزمة الأوكرانية.

■ لكن يبدو أن موقف الهند يختلف قليلاً عن موقف البرازيل أو جنوب إفريقيا، على سبيل المثال. في الأسابيع الأخيرة، زارت الهند وفوداً من القادة الأجانب، وصفها وزير الخارجية الهندي، س. جايشانكار، بأنها حملة لمحاولة التأثير على الهند. لهذا السبب تفاجأ الغرب بالتزام الهند بموقف الحياد. هل الهند محبطة من تلك الزيارات؟

■■  يجب ألا نشعر بالإحباط، بل علينا أن نشعر بالإطراء لأن الناس يعتقدون أنه من المجدي زيارتنا، والتحدث إلينا، في وقت الأزمات. ولكن عندما ننظر اليها على أنها مسألة معايير ومبادئ، أو على أنها أنظمة استبدادية مقابل ديمقراطيات، فإن مثل هذا التأطير يعيق في الواقع طريق الحل السلمي، وإيجاد وضع أفضل من الوضع الراهن. نحتاج إلى أن ننظر إلى النتائج بدلاً من النظر على من كان على حق، أو من كان على باطل.

■ هل تشعر أن موقف الهند سيتغير؟ بالنظر إلى ما تم الكشف عنه من فظائع في مدينة بوشا الأوكرانية، على سبيل المثال، هل تعتقد أن الشعب قد يضغط على الحكومة لتغيير موقفها؟

■■  لا أعتقد أن الحكومة تتعرض لضغوط من الشعب الهندي لتغيير موقفها. نشهد الكثير من الدعم الشعبي للحكومة لأسباب مختلفة، الكثير من الهنود يوافقون على ما تفعله الحكومة، ولايزال البعض متمسكاً بشدة بفكرة الشراكة التاريخية والتقليدية مع روسيا. لقد هبت روسيا لمساعدة الهند في المجال الدولي ووفرت الحماية للهند. الحكومة لن تغير موقفها. فقد عقد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، مؤتمراً صحافياً في نيودلهي، وتحدث بوضوح شديد عما تفعله الهند وروسيا في المجالات السياسية والاقتصادية. حتى إنه التقى برئيس الوزراء، ناريندرا مودي، الذي لم يلتقِ بأي من المبعوثين من دول أخرى.

■ هناك لحظات مشهودة عندما هبت روسيا لمساعدة الهند، وهناك علاقة عسكرية. إلى أي مدى تلعب العلاقات التاريخية بين موسكو ونيودلهي دوراً في بعض عمليات صنع القرار في الهند، وتعكس موقف الهند على المسرح العالمي؟

■■   أعتقد أن هذه الحكومة تشعر بارتياح تجاه روسيا، ولا تريد التنازل عن موقفها هذا. 60% من المعدات الدفاعية الهندية، و85% من قطع الغيار، جميعها تأتي من روسيا. وبغض النظر عن الاتفاق النووي المدني بين الهند والولايات المتحدة، فإن روسيا وحدها هي التي تدير محطات الطاقة النووية. وفي مجال الاستثمار النفطي، تمتلك الشركات الهندية نحو 16 مليار دولار في استثمارات النفط في روسيا. وتمتلك روسيا مصفاة كاملة على الساحل الغربي الهندي.

• الحكومة الهندية تشعر بارتياح تجاه روسيا، ولا تريد التنازل عن موقفها هذا.

تويتر