الحرب في أوكرانيا حوّلت الاتحاد الأوروبي لاعباً عسكرياً جاداً

الجنرال كلاوديو غرازيانو: الجيش الأوروبي قادم

الجنرال كلاوديو غرازيانو: أعادت روسيا الحرب إلى أوروبا.. وهذا أمر خطير لم يكن حتى ليصدقه أحد. أ.ف.ب

الدور العسكري للاتحاد الأوروبي غير واضح حتى الآن، لأن لدى الدول الأعضاء آراء مختلفة حول هذه المسألة، وبالطبع يهتم حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الوقت الراهن بالأمن الأوروبي. والسؤال الذي يبحث عن إجابة هو: ما الذي ينبغي أن يفعله الاتحاد الأوروبي لتقوية عضلاته العسكرية دون التسبب في إهانة لـ«الناتو»؟ الأزمات الشديدة التي لا يستطيع فيها «الناتو» فعل أي شيء مثل أزمة أوكرانيا شكلت فرصة للاتحاد الأوروبي، لتقديم مساهمة عسكرية حقيقية.

وتضطلع لجنة الاتحاد العسكرية، المؤلفة من رؤساء دفاع الدول الأعضاء، بمهمة شاقة تتمثل في رسم خريطة لهذا المسار. وعلى رأس هذه اللجنة يجلس القائد السابق للجيش الإيطالي، الجنرال كلاوديو غرازيانو، الذي أدلى بحديث عن إمكانية تشكيل جيش أوروبي موحد:

• برز الاتحاد الأوروبي فجأة لاعباً جاداً في أمن أوروبا، وتعمل حكومات الاتحاد الأوروبي على زيادة الإنفاق الدفاعي. هل الاتحاد الأوروبي أقوى عسكرياً الآن مما كان عليه قبل شهرين؟

••  نعم بالتأكيد، لقد أعادت روسيا الحرب إلى أوروبا، وهذا أمر خطير لم يكن حتى ليصدقه أحد، حتى الذين كانوا يتحدثون عن مثل هذا الخطر، لم يتوقعوا حدوثه أبداً. وعندما حدث شكّل لهم صدمة هائلة أثارت شعوراً بأهمية توحيد الاتحاد الأوروبي لجهوده الدفاعية.

في اجتماع فرساي في 10-11 مارس، ناقش رؤساء الدول والحكومات كيفية وفاء الاتحاد الأوروبي بمسؤولياته في هذا الواقع الجديد. ويتطلب القيام بذلك إرادة سياسية واضحة، والآن أصبح الاتحاد الأوروبي أكثر اتحاداً من أي وقت مضى. وهذا يصب في جهود بناء اتحاد دفاع أوروبي أكثر صلابة وصدقية.

• لكن لدى الاتحاد الأوروبي بالفعل مجموعات قتالية لم يتم نشرها من قبل، كيف يمكنك أن تضمن أن هذه القوة القابلة للانتشار ستنجح في الوقت الذي لم تنجح فيه المجموعات القتالية لدرء مثل هذه الأخطار؟

••  تم تصميم مجموعات القتال في الاتحاد الأوروبي لاستخدامها في إدارة الاستقرار (الأزمات الأقل حدة من الحرب)، وصحيح أنها لم تستخدم مطلقاً، ذلك لأننا لم نتوصل أبداً إلى اتفاق بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا معينة، مثل الكلفة ومن يقود الجهود. كان التعقيد الآخر هو أنه لا ينبغي على هذه المجموعات التنافس مع «الناتو». قدرتنا الجديدة على الانتشار السريع في الاتحاد الأوروبي هي محاولة لتلبية الحاجة الأمنية، دون التنافس مع «الناتو». ولكن لكي تكون هناك استجابة حقيقية، يجب أيضاً استخدام قدرة النشر في التدريبات. ووجودها في القائمة سيرسل رسالة الوحدة الأوروبية إلى روسيا وغيرها.

• في ما يتعلق بالحديث عن الوحدة الأوروبية، تريد بولندا أن تمنح أوكرانيا مقاتلاتها من طراز ميغ-29، لكنها لا تريد أن تكون هذه مجرد مبادرة بولندية. ورفضت الولايات المتحدة إرسال الطائرات، لأنها لا تريد الانجرار إلى الحرب بالطريقة التي يعنيها إرسال طائرات من قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا. هل يستطيع الاتحاد الأوروبي التدخل لمساعدة أوكرانيا الآن؟

••  توفير الطائرات المقاتلة ليس على جدول الأعمال حالياً. لكن عليك أن تتذكر أنه في 27 فبراير، أي بعد 72 ساعة فقط من الغزو الروسي لأوكرانيا، تبنى الاتحاد الأوروبي حزمة مساعدات غير مسبوقة لمساعدة القوات المسلحة الأوكرانية في الدفاع عن أراضيها وسكانها. وتضمنت حزمة المساعدات هذه أسلحة فتاكة. هذه علامة فارقة! إنها أكثر من مجرد لحظة تاريخية. تذكر أنه في عام 2013 لم نتمكن من تقديم أي شيء إلى دولة مالي.

• ما دوركم كلجنة في هذا الدور العسكري المتنامي الذي يضطلع به الاتحاد الأوروبي؟ هل تطلب منكم الحكومة الأوكرانية مباشرة المساعدة العسكرية؟

••  الأمر مختلف قليلاً، يوافينا الأوكرانيون بما يحتاجون إليه، وتتحقق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مما لديها، وما يمكن أن تقدمه للأوكرانيين، ونحن من خلال الطاقم العسكري في الاتحاد الأوروبي نعمل كمركز لتبادل المعلومات.

• قدرتنا الجديدة على الانتشار السريع في الاتحاد الأوروبي هي محاولة لتلبية الحاجة الأمنية، دون التنافس مع «الناتو».

تويتر