بنجامين أوجي أكد أن الدول الأكثر مساهمة تفرض وجهة نظرها

إنترفيو.. خبير فرنسي: منظمة الوحدة الإفريقية تحتاج إلى قادة برؤية حقيقية

صورة

سيتولى الرئيس السنغالي ماكي سال رئاسة الاتحاد الإفريقي قريباً لمدة عام، بينما تخضع هذه المؤسسة للإصلاح. وفي هذا السياق، ناقش الباحث والخبير الفرنسي في الشؤون الإفريقية، بنجامين أوجي، التحديات التي تواجه المنظمة. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «لوموند»:

■ كثيراً ما يوصف الاتحاد الإفريقي بأنه «اتحاد رؤساء دول» معني بالدرجة الأولى بالتستر على انتهاكات بعضهم بعضاً. هل تغيّر هذا؟

■■ تعاني هذه المنظمة نقص القادة ذوي الرؤية الإفريقية الحقيقية. وفي أوائل العقد الأول من القرن الـ21، كان هناك النيجيري أولوسيغون أوباسانجو، أو الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، أو الجنوب إفريقي ثابو مبيكي- خليفة مانديلا. وكان لدى هؤلاء الرؤساء الوسائل، فقد كانوا يمثلون أكبر المساهمين وحافظوا على خطاب إفريقي متوازن.

أمّا اليوم، فإن من يتبنى خطاباً إفريقياً حقيقياً هم رؤساء الدول الأصغر. لكن معظم الدول الإفريقية تشهد تحولات داخلية.

■ ما هدف رئاسة الاتحاد الإفريقي؟

■■ يعتمد الأمر كثيراً على من هو في هذا الموقف، وعلى مدى السنوات الـ10 الماضية، كان الرواندي بول كاغامي واحداً من القلائل، الذين شغلوا رئاسة الاتحاد، لمدة 12 شهراً، وعمل مع فريق متكامل، مصمماً على إظهار أن هناك بعض الكفاءة في هذا التفويض، وقد أرسى الأساس للإصلاح المؤسسي والهيكلي والمالي، الذي لايزال قيد التنفيذ، حتى اليوم.

والعديد من الرئاسات يعوقها الضعف الدبلوماسي.

■ كيف نحدد «الرئاسة الجيدة»؟

■■ إنها رئاسة تتعامل مع جميع الأعضاء، وتكبح نفوذ الدول الخمس الأكثر مساهمة، وهي المغرب ومصر والجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا.

إن تحريك المؤسسة إذا لم يرغب الخمس في ذلك أمر معقد للغاية.

■ ماذا يمكن أن نتوقع من رئاسة ماكي سال؟ هل سيركز على حل أزمة الساحل؟

■■ منطقة الساحل هي إحدى أولوياتها، دون أن ننسى الأزمات الأخرى، ولا سيما تلك الناجمة عن الانقلابات في غينيا ومالي، وهما بلدان، مثل السنغال، أعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس). ويجب عليه، أيضاً، معالجة القضايا البيئية، خصوصاً في منطقة الساحل، من خلال مشروع الجدار الأخضر العظيم، الذي يتحدث عنه بانتظام.

■ كيف سيتمكن من المضي قدماً في هذه القضايا ذات الأولوية؟

■■ الخروج بخطط مدروسة وأهداف واضحة مهما كانت صغيرة، والدبلوماسية السنغالية موجودة، فهي ليست جديدة على الاتحاد الإفريقي، ولكن سيتعين عليها أن تتعامل مع المتغيرات، في خضم الإصلاح، الذي لايزال في كثير من الأحيان معطلاً.

■ يقول إيمانويل ماكرون إنه يريد التركيز على التعددية.

■■ بدلاً من ذلك، تكمن الفكرة في العمل مع عدد من رؤساء الدول الإفريقية الذين يمارسون نفوذاً في مناطقهم. وكان هناك الكثير من الجهود للخروج من المنطقة الفرنسية التقليدية في القارة، ولكني لا أرى أي جهود خاصة في ما يخص الاتحاد الإفريقي.

■ في السنغال، أعاد الرئيس ماكي سال لتوّه منصب رئيس الوزراء، الذي كان هو نفسه قد ألغاه قبل بضع سنوات، بحجة رغبته في تكريس نفسه لرئاسة الاتحاد الإفريقي. هل هذا مبرر جيد؟

■■ هناك بلا شك عنصر من عناصر الترتيب السياسي المحلي، لكن الرئاسة الناجحة للاتحاد الإفريقي تتطلب أن يمنح الرئيس الوسائل ولا سيما السفر كثيراً في إفريقيا وخارجها، وبالنظر إلى بول كاغامي، فخلال فترة رئاسته عام 2018، قام بأكثر من 30 رحلة إلى الخارج، ولتحقيق نتائج، عليك أن تلتقي رؤساء الدول الإفريقية وليس مجرد الاتصال بهم، إنها، أيضاً، وظيفة تمثيل خارج القارة، ويجب أن تكون قادراً على إدارة كليهما في الوقت نفسه.

• هناك بلا شك عنصر من عناصر الترتيب السياسي المحلي، لكن الرئاسة الناجحة للاتحاد الإفريقي تتطلب أن يمنح الرئيس الوسائل، ولا سيما السفر كثيراً في إفريقيا وخارجها.

تويتر