دافعت عن رفاهية الفئات الضعيفة

الرئيسة السنغافورية عاشت أياماً صعبة من الفاقة وضيق المعيشة في طفولتها

صورة

عندما كانت طفلة ترعرعت في منزل يعاني صعوبات معيشية، لكن على الرغم من ذلك خططت الرئيسة السنغافورية، حليمة يعقوب لكي تصبح محامية لتحقيق العدالة للضعفاء والمحرومين. غرقت عائلتها في المزيد من المصاعب عندما توفي والدها، وأمضت الكثير من سنوات طفولتها في مساعدة والدتها في إدارة كشك للطعام المطبوخ. وتقول حليمة في مقابلة نُشرت في عدد ديسمبر 2021 من مجلة خريجي كلية الحقوق بجامعة سنغافورة الوطنية: «لقد شاهدت مدى الضعف والعجز عن التعبير الذي يعتري أولئك الذين ليس لديهم موارد».

وهذا ما دفعها لدراسة القانون، حيث انضمت لاحقاً إلى المؤتمر الوطني للنقابات العمالية بوصفها محامية داخلية تقدم المشورة للنقابات والعمال بشأن العلاقات الصناعية وحقوق التوظيف. لم يكن هذا عملاً ذا عائد مجزٍ في تلك الأيام، ولم تكن الحركة العمالية مصدراً جيداً لكسب الأموال. لكن بالنسبة إلى السيدة حليمة، التي انتهى بها الأمر لقضاء 33 عاماً في المؤتمر الوطني للنقابات العمالية، فإن الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لها هو اكتساب القدرة على الكفاح من أجل مكان عمل أكثر عدلاً. ورأت أن دورها يساعد في خلق موازنة لقوة التفاوض بين النقابات وأصحاب العمل ذوي الموارد الجيدة.

وتقول لمجلة «لو لينك»: «لقد كانت فترة مُرضية للغاية حيث شعرت أنني أعطي صوتاً للعمال، وأناضل من أجل حقوقهم وأضمن مكان عمل أكثر إنصافاً». حتى بعد دخولها عالم السياسة في عام 2001، كان الدفاع عن رفاهية الفئات الضعيفة محور تركيز رئيس بالنسبة لها.

وبصفتها نائباً في البرلمان من 2001 إلى 2011 - قبل تعيينها وزيرة دولة في وزارة تنمية المجتمع والشباب والرياضة آنذاك من 2011 إلى 2013 ثم رئيسة البرلمان من 2013 إلى 2017 - غالباً ما كانت تتحدث عن كلفة المعيشة وتقديم الرعاية الصحية بأسعار معقولة والتوظيف العادل. وعندما انضمت حليمة إلى السياسة، كانت أول نائبة في البلاد منذ الاستقلال.

وتحدثت لوسائل إعلامية أنها تريد المساهمة في المجتمع الأوسع، وليس فقط الحركة العمالية، وشعرت أيضاً بمسؤولية أن تكون قدوة للنساء الأخريات. وتضيف: «كانت إحدى مهامي في المؤتمر الوطني للنقابات العمالية إقناع الشابات بتولي مناصب قيادية في نقاباتهن أو في المؤتمر الوطني للنقابات العمالية. لقد كانت مهمة شاقة لأن الكثير منهن أشرن إلى صعوبة الموازنة بين العمل والأسرة كتحدٍ كبير». وتسترسل «بعد أن أمضيت وقتاً في إقناع النساء بالتقدم والاستعداد للتضحية من أجل غاية أعلى، شعرت أنه يجب أن أتدرب على ذلك بنفسي، وأعتقد أنه من المهم أن تشارك النساء في صنع السياسات وأن يجعلن أصواتهن مسموعة».

ظلت حليمة تتقدم للأمام بخطى ثابتة عندما تم انتخابها أول امرأة رئيسة للبرلمان في عام 2013 وفيما بعد تم انتخابها أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في عام 2017. وفي خطابها الافتتاحي بعد اختيارها رئيسة للبلاد، ركزت السيدة حليمة على القيم الأساسية للتعددية الثقافية والجدارة والإشراف، والتي حددتها على أنها أساسية لنجاح سنغافورة المستمر. وفي هذا السياق، طرحت فكرة المؤتمر الدولي للمجتمعات المتماسكة، الذي يجمع مشاركين من جميع أنحاء العالم لتعزيز التفاهم بين المجتمعات المختلفة.

وعُقد المؤتمر الافتتاحي في عام 2019، وتقول حليمة إن هناك خططاً لعقد مؤتمر متابعة هذا العام. وفي حين أنها تعتقد أن هناك خطوات كبيرة قطعتها سنغافورة لتحقيق المساواة بين الجنسين، تأمل في أنها قد مهدت الطريق أمام نساء أخريات. وأشارت إلى أنه «ربما لا تزال هناك توقعات بأن تتحمل المرأة المزيد من مسؤوليات تقديم الرعاية، ومفاهيم مسبقة للأدوار التي ينبغي للمرأة أن تلعبها وكيف ينبغي أن تتصرف المرأة».

• ظلت تتقدم للأمام بخطى ثابتة عندما تم انتخابها أول امرأة رئيسة للبرلمان في عام 2013 وفيما بعد تم انتخابها أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في عام 2017.

تويتر