المرصد

ويلسون إدواردز.. هل هو حقيقي

تتصاعد معركة حامية بين الصين ودول ومؤسسات غربية حول حقيقة وجود بروفيسور يدعى، ويلسون إدواردز، يقدم نفسه كعالم بيولوجي كبير، لديه معرفة واسعة بقصة فيروس «كوفيد-19»، حيث تتبنى جهات إعلامية صينية رواية أنه شخص حقيقي، بينما تصر جهات رسمية وإعلامية غربية على أنه «مجرّد اشتغالة».

ويلسون إدواردز المزعوم بالمناسبة، ليس صينياً، وإنما طبقاً لما يقدم به نفسه، هو سويسري، لكن «قيمته الصينية» سببها أنه يقدم «الإفادات العلمية»، التي تؤكد الروايات الصينية حول نشأة «كوفيد-19»، وتنفي عن الصين أية تهمة توجهها لها الميديا الغربية في القصة، ومنحه للصحافة الصينية فرصة لنشر وجهة النظر التي تحبذها، على لسان مصدر غربي وأكاديمي محايد.

باحثو «ميتا فيرس»، «فيس بوك» سابقاً، تحرّوا عن الاسم، وانتهوا إلى أن الحساب مزور، وأغلقوا 500 حساب آخر مرتبطة بالحساب الأصلي.

سفارة سويسرا في الصين، بوصف الرجل يحمل جنسية بلادها، أصدرت بياناً قالت فيه إنها «بحثت عن البيولوجي المزعوم فلم تجده»، ووجهت إليه نداءً قالت فيه: «لو كنت موجوداً يا ويلسون إدواردز، فنحن نريد أن نقابلك وإلى أن يتم ذلك، فإن الأخبار المتعلقة بك مزيفة، وندعو الصحافة الصينية، ومواطني النت العالميين الـ(نتزنز) أن يزيلوا من على صفحاتهم البوستات المنسوبة لك».

السفارة السويسرية عادت لتذكر في إفادة تفصيلية أنه «ليس هناك أي سجل رسمي في بلادها بهذا الاسم، ولا توجد مقالات أو دراسات علمية موثقة في جامعاتها لهذا الشخص، وأن حساب الشخص المزعوم على (فيس بوك) أنشئ في 24 يوليو 2021، وكتب بوستاً واحداً، ولديه ثلاثة أصدقاء فقط».

«ميتا فيرس»، «فيس بوك» سابقاً، مضت خطوة أبعد من ذلك، وقالت حسب إفادة نشرتها «تيك نيوز» إن «لدى المؤسسة دليلاً على أن ويلسون إدواردز من اختراع شركة أمن سيبرانية صينية، وإن الحساب الذي فُتح على صفحاتها من صنع (سيشوان سايلنس انفورميشن تكنولوجي)، وإنها بعثت برسالة للحساب فردّ عليها (غير قابل للاستلام)».

وسائل الإعلام الصينية، والمناصرة للخط الصيني، لم تلق بالاً للعاصفة، واستمر بعضها في نشر تقارير إدواردز (المزعوم)، وأبقت صحيفة «الشعب تقاريره على موقعها الالكتروني، بينما حذفت صحيفة «غلوبال تايمز» التقارير من على الموقع وأبقتها في أرشيفها.

التجاذب لايزال مستمراً، والعالم يتفرج ويتساءل: هل وصلت السياسة إلى حد أن تقارير علمية منسوبة لأكاديمي متخصص في أمر حساس، مثل «كوفيد-19»، تصبح مادة تحتمل التصديق والتكذيب والقبول والرفض حسب الأهواء.

لاشك أنه منحنى خطر.

تويتر