العالم يفتقر إلى رادار عالمي للكشف عن الأمراض

تبقى الحاجة إلى تسريع اللقاحات لمكافحة تحوّرات «كورونا». أرشيفية

على الرغم من حالة انعدام اليقين الذي يحوم حول سلالة «أوميكرون» إلا أنه ثمة نقطة مضيئة يجب أن لا نتجاهلها. فقد تم اكتشاف هذه السلالة الجديدة وسلسلتها الوراثية بسرعة في دولة جنوب إفريقيا، التي قامت في الحال بإنذار بقية العالم بأنه يحمل عدداً كبيراً من التحورات وربما تكون أسرع انتقالاً وأكثر مراوغة للمناعة من التحورات السابقة.

وما فعله العلماء في جنوب إفريقيا هو تقديم لمحة عن المستقبل الذي نحتاجه، وهو نظام إنذار عالمي مبكر، يستخدم مراقبة النظام الجيني لاكتشاف ومراقبة تغيرات وانتشار الأمراض استناداً إلى سلاسل النظام الجيني برمته، والتي تنتج مخططاً جينياً مؤلفاً من أصغر لبنات الحياة. ويمكن نقل هذه المعلومات سريعاً واستخدامها لتطوير العلاجات واللقاحات. ولكن هذه المراقبة غير موجودة حتى الآن على نطاق عالمي، بيد أن دولة جنوب إفريقيا وبريطانيا أظهرتا أهمية ذلك.

وعلم رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوسا، عن السلالة الجديدة من مدير مركز مقاومة الأوبئة والابتكار، توليو دو اوليفيرا، الذي يتحدث منذ بدء الجائحة عن الحاجة إلى أدوات المنظومة الجينية للفيروس من أجل الإنذار المبكر والمراقبة. وعندما بدأت تظهر سلالة «أوميكرون» في حالات جديدة في 11 نوفمبر، كانت جنوب إفريقيا مستعدة، اذ إنها قامت في يونيو 2020 بإنشاء شبكة مراقبة النظام الجيني، حيث عملت على ربط المختبرات والمعاهد البحثية التابعة لها. وقارنت شبكة جنوب إفريقيا بسرعة النظام الجيني للسلالة الجديدة مع السلالات الأخرى، واكتشفت أكبر عدد من التحورات، بما فيها البروتين الشائك الذي يمكن الفيروس من دخول الخلايا البشرية، ومن ثم نقلت هذه المعلومات إلى منظمة الصحة العالمية والعلماء حول العالم.

ومن الناحية المثالية، يجب أن تكون هذه الشبكات على أهبة الاستعداد في كل مكان وفي كل الأوقات. وتعمل الولايات المتحدة على تطوير استخدامها للنظام الجيني من أجل الرقابة وتتبع السلالات خلال الجائحة، ولكنها لاتزال متأخرة عن بعض الدول الأخرى. ولطالما تمت إعاقة الحاجة إلى التعاون العالمي في مجال الصحة العامة، وهي فكرة الجلسة الخاصة لهذا الأسبوع في منظمة الصحة العالمية، نتيجة رفض الدول تشارك العينات والمعلومات، والتمويل من أجل المراقبة، ونتيجة المعلومات الوبائية والسريرية المتفرقة والمنفصلة عن الأنظمة الجينية، الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان ربط النقاط مع بعضها. وأعلنت مؤسسة روكفلر أنها ستستثمر مليار دولار للمساعدة على إنشاء منصة عريضة للتغلب على هذه العقبات.

ويبقى الأمر الأكثر أهمية هو الحاجة إلى تسريع أخذ اللقاحات في شتى أنحاء العالم. وسيحدد العلماء في الأسابيع المقبلة ما إذا كانت سلالة أوميكرون مؤشراً إلى مخاطر جديدة، حتى مع أن متحور دلتا لايزال يعصف بالولايات المتحدة والعالم. وقد حان الوقت للاستفادة من النظام الجيني، وتبادل المعلومات لإنشاء رادار قوي عالمي نشط لمراقبة الأمراض، وإلّا فإننا سنطير كالعمي في مواجهة عاصفة خطرة أخرى.

• ما فعله العلماء في جنوب إفريقيا هو تقديم لمحة عن المستقبل الذي نحتاجه، وهو نظام إنذار عالمي مبكر، يستخدم مراقبة النظام الجيني لاكتشاف ومراقبة تغيرات وانتشار الأمراض استناداً إلى سلاسل النظام الجيني برمّته.

تويتر