730 وحدة استيطانية ستقام في المرحلة الأولى لتقييد التوسع العمراني للفلسطينيين

«غرب أريئيل».. حي استيطاني يوسّع دائرة ابتلاع أراضي سلفيت

صورة

على بُعد مسافة كيلومترين من مستوطنة «أريئيل»، كبرى مستوطنات الضفة الغربية الجاثمة على أراضي الفلسطينيين في محافظة سلفيت شمال الضفة، تعمل الآليات والجرافات الإسرائيلية على مدار الساعة، من أجل إقامة حي استيطاني جديد، يوسّع دائرة ابتلاع «أريئيل» لمزيد من الأراضي الفلسطينية.

ويقيم الاحتلال الحي الاستيطاني الجديد «غرب أريئيل» في منطقة الرأس غرب سلفيت، حيث يتكون المخطط في مرحلته الأولى من إقامة 730 وحدة استيطانية داخل الحي الجديد، ليرتفع عدد المستوطنات الجاثمة على أراضي الفلسطينيين في محافظة سلفيت إلى 25 مستوطنة.

وفي عددها الصادر صباح الثلاثاء 16 نوفمبر الجاري، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن الحي السكني الجديد يوجد في منطقة معزولة، ويبعد عن مستوطنة «أريئيل» نحو كيلومترين، وستقام وحدات الحي الاستيطاني باتجاه المناطق السكنية الفلسطينية، ما سيمنع التوسع العمراني للفلسطينيين بالمنطقة.

ووفقاً للصحيفة، فإن مخطط الحي الاستيطاني تم التحضير له في تسعينات القرن الماضي، وفي أكتوبر الماضي، أي بعد 30 عاماً، تم إخراجه من الدرج والشروع في تنفيذه من قبل وزارة الإسكان الإسرائيلية التي أعلنت عن مناقصات لبناء الحي.

منع التوسع العمراني

أعمال التجريف التي تقودها آليات الاحتلال غرب سلفيت، تحد من توسع بلدات وقرى المحافظة، حيث التهمت مساحات شاسعة من أراضي ومزارع الفلسطينيين.

وهذا ما حدث مع المزارع الفلسطيني فايز عبدالدايم من سلفيت، حيث جرفت آليات الاحتلال أرضه الزراعية، وأزالت 250 شجرة زيتون، تعد مصدر رزقه الوحيد.

من جهته، يقول الباحث في شؤون الاستيطان بمحافظة سلفيت، خالد معالي، لـ«الإمارات اليوم» في حوار خاص: «في صباح الإثنين 15 نوفمبر الجاري، اقتحمت 20 مركبة عسكرية إسرائيلية، وجرافتان ضخمتان منطقة المحاجر، غرب سلفيت، لتشرع في أعمال التجريف، من أجل حي سكني بالقرب من مستوطنة (أريئيل)».

ويشير إلى أن حي «غرب سلفيت» الاستيطاني الجديد، سيقام بجانب البؤرة الاستيطانية «نوف آفي»، الجاثمة على أراضٍ ذات ملكية خاصة للفلسطينيين، في منطقة التل غرب محافظة سلفيت.

ويواصل معالي: «منذ أكثر من عام، يمهد الاحتلال لتنفيذ مخطط الحي الاستيطاني، بإقامة بؤرة (نوف آفي)، التي تعد بوابة المستوطنين، من أجل شن الاعتداء على أراضي المواطنين، وحرق المحاصيل الزراعية، وقطع الأشجار».

وبحسب الباحث في شؤون الاستيطان، فإن الحي الاستيطاني، يهدد أراضي مدينة سلفيت بخطر الابتلاع والمصادرة، كما يحد من التوسع العمراني للفلسطينيين، كون المساحات المصادرة لإقامة وحدات وبؤر غرب سلفيت، تعد المتنفس الوحيد للبناء والإعمار.

ويوضح معالي أن إقامة حي «غرب سلفيت»، يمنع إقامة دولة فلسطينية، بسبب تقسيم بلدات وقرى سلفيت إلى مناطق محاصرة ومعزولة، كبقية محافظات الضفة الغربية.

ابتلاع استيطاني

من جهة ثانية، يقول رئيس بلدية سلفيت، عبدالكريم زبيدي: «إن عدد سكان مستوطنة (أريئيل)، التي ينوي الاحتلال بناء حي (غرب سلفيت) الاستيطاني في نطاقها، 200 ألف مستوطن، وتبلغ مساحة نفوذها 14 ألف دونم، من ضمنها أراضٍ فلسطينية ذات ملكية خاصة، كما أن الحي الاستيطاني يبتلع 4000 دونم من أراضي المواطنين الفلسطينيين».

ويضيف أن «الحي الاستيطاني الجديد سيقام في منطقة منعزلة عن مستوطنة (أريئيل)، على بُعد كيلومترين منها، الأمر الذي يتسبب في سلب جميع مساحات الأراضي الواقعة بين (أريئيل) ومنطقة الرأس في سلفيت، البالغة آلاف الدونمات».

ويشير رئيس بلدية سلفيت إلى أن الشارع الرئيس المؤدي إلى محافظة سلفيت، سيغلق أمام حركة تنقل المواطنين الفلسطينيين، حيث سيصبح بعد إقامة المخطط الاستيطاني الجديد، ضمن الطرق الواصلة بين مستوطنة «أريئيل» وحي «غرب أريئيل».

ويمضي زبيدي بالقول: «إن مساحات الأراضي المصادرة، لتنفيذ المخطط الاستيطاني الجديد، خُصصت لها مخططات من أجل توسعتها عمرانياً، وتوفير مشروعات خدمية لسكان سلفيت، إلى جانب بناء جامعة لخدمة 10 آلاف طالب وطالبة، بينما يقع حي (غرب أريئيل) في المنطقة التي سيبنى عليها الصرح التعليمي».

وتجري آليات الاحتلال أعمال حفر وتجريف في منطقة حاجز زعترة، وامتداد شارع «عابر السامرة» الرئيس في محافظة سلفيت، ضمن مخطط إقامة الحي الاستيطاني.

• الحي الاستيطاني يهدد أراضي مدينة سلفيت بخطر الابتلاع والمصادرة، كما يحدّ من التوسع العمراني للفلسطينيين، كون المساحات المصادرة لإقامة وحدات وبؤر «غرب سلفيت»، تعد المتنفس الوحيد للبناء والإعمار.

• مخطط الحي الاستيطاني تم التحضير له في تسعينات القرن الماضي، وبعد 30 عاماً تم إخراجه من الدرج، والشروع في تنفيذه من قبل وزارة الإسكان الإسرائيلية، التي أعلنت عن مناقصات لبناء الحي.

تويتر