الخبير بمنطقة آسيا مايكل بيكلي:

إنترفيو.. الصين ستظل أقوى دولة في آسيا بالمستقبل المنظور

مايكل بيكلي. أرشيفية

أجرى معهد أميركان إنتربرايز مقابلة مع الزميل الزائر بالمعهد، مايكل بيكلي، وهو أيضاً الأستاذ المشارك بجامعة تافتس، والخبير بمنطقة جنوب شرق آسيا، حيث دارت المقابلة حول المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، والاتجاهات طويلة الأجل في ميزان القوة بين هذين البلدين، والتحالفات الأميركية والاستراتيجية الكبرى، والاقتصاد والدفاع الأميركي. وسياسة أميركا في شرق آسيا. وفي ما يلي مقتطفات من هذه المقابلة:

■ ذكرت في إحدى المناسبات أن التوتر بين الولايات المتحدة والصين سيبلغ ذروته في السنوات العشر المقبلة. ما الذي تتوقع أن يحدث خلال هذه الفترة؟ هل سيكون هناك الكثير من هذا العدوان؟

■■ علينا أن نضع في أذهاننا أن الصين ليست مجرد قوة عظمى، إنها أيضاً ما نسميه قوة عظمى انتقامية. خلال هذه الفترة سيفترض الحزب الشيوعي الصيني أن معظم الصينيين، يعتقدون أن هناك أراضي صينية مفقودة يجب استعادتها في وقت ما، والتي تم انتزاعها من الصين بشكل غير مبرر خلال قرن من الإذلال. هونغ كونغ، وتايوان، وبحر الصين الجنوبي الشرقي، هي في أذهان معظم الصينيين أراضٍ صينية. وما يقلقني أكثر هو أن الحزب الشيوعي الصيني يتطلع إلى الأمام ويقول، حسناً، الآن اكتسبنا جيشاً إقليمياً هائلاً جداً، وفي المستقبل لن يكون لدينا الكثير من المال لأن سكاننا يتقدمون في السن، ويبدو بالفعل أن منافسينا قد بدأوا في العمل ضدنا.

عندما تنظر الصين إلى بحر الصين الشرقي، ترى أن اليابان تخطط لمضاعفة إنفاقها الدفاعي، وتسمح لحاملة الطائرات الأميركية إطلاق طائراتها طراز «إف 35». وعندما ينظرون إلى بحر الصين الجنوبي، يجدون أن تلك البلدان أضعف، لكن لا يستهان بها، حيث إن لفيتنام تاريخاً طويلاً في قتال العمالقة، وتقوم فيتنام ببناء نظام دفاع ساحلي هائل جداً باستخدام الصواريخ والغواصات الروسية، وزادت إندونيسيا إنفاقها الدفاعي بنسبة 20٪ في السنوات القليلة الماضية، لبناء أسطول بحري للرد على الصين. لذا أنا قلق لأن الصينيين سيقولون: «علينا استعادة هذه الأراضي المفقودة قبل أن يتم انتزاعها منا إلى الأبد، وعلينا التحرك الآن».

■ أعتقد أن أحد الأشياء التي ستثير قلق الصين هو التغير الديموغرافي للسكان: شيخوخة هائلة إزاء عدد قليل من العاملين الأصغر سناً. كيف تتوقع أن تتكيف الصين مع هذا؟

■■ لا أعتقد أنهم سيسمحون بتجنيس مهاجرين، لأن ذلك سيكون مزعزعاً للغاية للمجتمع، والصين بالفعل تتبنى مفهوماً عرقياً أكثر بكثير لما يعنيه أن تكون صينياً. ثانياً، سيتحولون إلى الأتمتة. هذا هو أحد الأسباب العديدة التي تجعلهم ينغمسون بشدة في أشياء مثل روبوتات الذكاء الاصطناعي، لأنهم سيحتاجون إلى جيش من الآلات للقيام بالعمل الذي لن يتمكن السكان المتقدمون في السن القيام به. أعتقد أن هذين الخيارين الرئيسين مناسبان للصين حقاً.

■ الكثير من السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه الصين تدور حول اعتبار الصين تهديداً لهيمنتها. ولكن إذا بلغت الصين ذروتها، فكيف تعتقد أن سياسة الولايات المتحدة ستتغير للتعامل مع صين هابطة بدلاً من صين صاعدة؟

■■ لا تهتم أميركا حول ما إذا كانت الصين ستنهض أم لا على مدار السنوات الـ10 المقبلة على الأقل. ولا يتعلق الأمر كثيراً بمن هو أكبر من حيث الناتج المحلي الإجمالي في هذه المرحلة، بل يتعلق الأمر بما إذا كان بإمكان الصين الاستيلاء على تايوان أم لا، وهل ستحاول إنشاء شبكات الجيل الخامس عبر أوراسيا، حتى تتمكن من الوصول إلى بيانات جميع سكان هذه الدول، وأن تجعل تلك الدول تعتمد على التكنولوجيا الصينية بدلاً من الأميركية؟ هذه هي حقاً الأسئلة الرئيسة.

■ في غضون السنوات الـ10 المقبلة أو نحو ذلك، إذا استمرت الصين في الركود والانهيار، فهل تتوقع أن تحتل دول آسيوية أخرى المكانة التي خلفتها الصين المنهارة؟ إذا كان الأمر كذلك فمن هي تلك الدول؟

■■ بادئ ذي بدء، لا أعتقد أن الصين ستسقط أو تختفي، ولا أعتقد أن الصين قوة متدهورة. أعتقد أنها قوة ذروة وستظل أقوى دولة في آسيا في المستقبل المنظور، حتى لو كان اقتصادها راكداً. كل هذه البلدان الواقعة في جنوب شرق آسيا لا أعتقد أن أي واحدة منها تتمتع بالقوة الكافية لتصبح مهيمنة، لكن يمكنني رؤية نظام متعدد الأقطاب أكثر تنافسية بكثير في شرق آسيا.

• لا أعتقد أن الصين ستسقط أو تختفي، ولا أعتقد أن الصين قوة متدهورة. 

تويتر