بايدن سارع في الخروج من أفغانستان خوفاً من هجمات «طالبان» بعد 31 أغسطس

القوات الأميركية انسحبت من أفغانستان لأن بقاءها سيضع الرئيس بايدن أمام خيارات صعبة. أرشيفية

خلال جلسة الاستماع التي تمت، يوم الثلاثاء الماضي، في الكونغرس حول الانسحاب من أفغانستان، أصبح من الواضح الأسباب التي دفعت الرئيس الأميركي، جو بايدن، ليقرر سحب جنوده من أفغانستان بسرعة غير عادية.

وجاء ذلك عندما شرح رئيس هيئة الأركان المشتركة في الولايات المتحدة، الجنرال مارك ميللي، الأسباب التي جعلته وبقية قادة الجيوش الأميركية يتفقون على الحاجة إلى الانسحاب في تاريخ 31 أغسطس، ولقد كان الاتفاق الذي وقّعه الرئيس السابق دونالد ترامب، بداية 2020، من دون مشاركة الحكومة الأفغانية، يتطلب انسحاباً كاملاً للقوات الأجنبية. وقال ميللي: «لو أن القوات الأميركية بقيت هناك بعد تاريخ 31 أغسطس، فإن (طالبان) ستستأنف القتال، ولدرء هذه الهجمات كنا بحاجة إلى 30 ألف جندي، وكنا سنتعرض للعديد من الخسائر البشرية».

وخلال شهادته في جلسة الكونغرس، قال ميللي إنه ووزير الدفاع، ليود أوستن، ومسؤولين عسكريين آخرين، نصحوا بايدن الحفاظ على 2500 جندي أميركي في أفغانستان بعد 31 أغسطس، لكن بشرط أن يكون هؤلاء الجنود غير تابعين لأي مهمة عسكرية، ويمكن أن يكونوا عبارة عن مرحلة انتقالية إلى «مهمة دبلوماسية».

لكن من غير المرجح أن تراعي «طالبان» التسمية التي تحملها هذه القوة العسكرية، ففي نظرهم فإن وجود 2500 مقاتل أميركي، بغض النظر عن مهمتهم، يعتبرون عسكريين بالنسبة لـ«طالبان» وسيستأنفون القتال، كما قال ميللي، وعندها فإن بايدن سيواجه خيارات خطيرة في الانسحاب، بينما قواته تتعرض للهجوم، أو سيضطر إلى إرسال 30 ألف جندي آخرين.

وتجدر الإشارة إلى وجهة نظر تاريخية، ففي الأشهر التسعة الأولى من رئاسة الرئيس، باراك أوباما، كان الجنرالات يدفعون باتجاه تصعيد واسع للحرب في أفغانستان، ويطالبون بزيادة 40 ألف جندي، وتغيير في استراتيجية مواجهة المتمردين، لكن بايدن الذين كان نائباً للرئيس في حينه، كان الوحيد الذي يكافح من أجل زيادة 10 آلاف جندي فقط، يتم استخدامهم من أجل تدريب الجيش الأفغاني، ولمحاربة الإرهابيين على طول الحدود الأفغانية - الباكستانية.

ويتذكر أوباما في مذكراته أن بايدن حثّ الرئيس الجديد أوباما، الذي كان قليل الخبرة نسبياً، «ألا يحاصر» نفسه بالجنرالات، فإذا أعطيتهم 40 ألف جندي الآن فبعد 18 شهراً سيطالبون بـ40 ألفاً آخرين من أجل كسب الحرب، ويعترف أوباما بأن بايدن كان على حق.

• خلال شهادته في جلسة الكونغرس، قال ميللي إنه ووزير الدفاع، ليود أوستن، ومسؤولين عسكريين آخرين، نصحوا بايدن بالحفاظ على 2500 جندي أميركي في أفغانستان بعد 31 أغسطس.

تويتر