صحافة عالمية..إنترفيو.. كريستوف هويسن: سياسة ميركل الخارجية جلبت سمعة جيدة لألمانيا حول العالم

كريستوف هويسن. أرشيفية

تحدث السياسي الألماني كريستوف هويسن الذي عمل مستشاراً سياسياً للمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، عن رأيه في المستشارة، وقال لصحيفة «ديرشبيغل» إنه يعتقد أنها أدارت أزمات صعبة بصورة متوازنة وصحيحة، وجلبت سمعة جيدة لبلادها. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:

• ماذا تستطيع القول عن حالة الذهول التي أصابت برلين نتيجة ما حدث في أفغانستان؟

•• الحقيقة المفاجأة لم تكن في برلين وإنما الجميع كان مصدوماً لما حدث في أفغانستان.

• هل تعتقد أن الغرب كان سيحقق النجاح في أفغانستان لو أنه تعامل بشكل مختلف مع الأمور؟

•• شخصياً أعتقد أنه كان يجب أن نبقى فترة أطول في أفغانستان، تماماً كما فعل الأميركيون في اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا. والخلاف الرئيس هناك هو أن الحكومات في تلك البلاد ساعدت على بناء الديمقراطية والمؤسسات.

• هل تعتقد أن أفغانستان كانت هزيمة للغرب؟

•• في الواقع ألغيت كلمة «الغرب» من قاموسي؟

• لماذا؟

•• من وجهة نظري المسألة لم تعد مجرد خلاف بين الغرب والشرق هذه الأيام، ولكن بين الدول الملتزمة بالقانون والنظام الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتلك التي لا تلتزم بذلك. وهذه المبادئ ليست غربية، وإنما عالمية.

• ما هو تقييمك للسياسة الخارجية لفترة ميركل؟

•• خلال السنوات الأربع الماضية (كان هويسن سفير ألمانيا في الأمم المتحدة) لاحظت أن ألمانيا كانت تتمتع بسمعة ممتازة، بفضل المستشارة ميركل. وكانت الشعوب تحسدنا دائماً في نيويورك، باعتبارنا دولة تعمل بصورة جيدة وتقودها المستشارة التي تتميز بنفاذ البصيرة، والتي ظلت على مدى 16 عاماً تضمن الاستقرار، والثقة في البلاد وإدارة الأزمات بصورة متوازنة، مثل أزمة اليورو، والأزمات المالية، وأزمة أوكرانيا، وأزمة اللاجئين. وخلال أزمة اللاجئين قال لي زملائي في الأمم المتحدة إن سياسة ألمانيا إزاء اللاجئين غيرت وجهة نظرهم نحو ألمانيا إلى الأبد. لقد كانت عملية فتح الحدود أمام اللاجئين عام 2015 عملاً عظيماً بالنسبة لسمعة ألمانيا.

• إدارة الأزمات تعتبر إرث ميركل. ولكن أليس هدف السياسة الخارجية الناجحة هو تجنب الأزمات؟ فأزمة اللاجئين كان من الممكن تجنبها لو أن الدول المجاورة لألمانيا تعاملت معها في مرحلة مبكرة.

•• ربما كان بالإمكان تجنبها، ولكن نحن تعلمنا كثيراً من هذه الأزمة. واليوم أصبحت ألمانيا ثاني أكبر مساهم مالي للأمم المتحدة، ونحن نقدم دعماً كبيراً لبرنامج الغذاء العالمي وصندوق الطفولة.

• هل هناك قضايا تنظر إليها اليوم وتقول لنفسك كان يجب أن أكون أكثر إصراراً حتى مع المستشارة؟

•• في الحقيقة كان دوري في المستشارية العمل مستشاراً للسياسة الخارجية، ولكن ثمة قرارات كثيرة لها أبعاد اقتصادية أو محلية كان يجب أن تأخذها المستشارة بعين الاعتبار، فاذا اتخذت المستشارة قراراً ما، فعليّ قبوله، فهي السياسية، وأما أنا فموظف مدني، وإذا لم أتمكن من التعامل مع ذلك فيجب عليّ البحث عن عمل آخر أو أدخل السياسة.

• قبل أن تدخلك ميركل إلى المستشارية، عملت كرئيس موظفي الممثل الأعلى للسياسة الأمنية والخارجية الأوروبية السابق خافيير سولانا. هل تشعر بالإحباط لعدم إنجاز الكثير في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خلال العشرين عاماً الماضية؟

•• لقد كانت تلك الأيام الذهبية للسياسة الخارجية الأوروبية. وقد شغل سولانا سابقاً منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، ويستطيع التحدث على قدم المساواة مع قادة الدول ورؤساء الحكومات. ولم يتم تعيين أحد في هذا المنصب بثقل ومكانة سولانا منذ ذلك الوقت. ومعظم الدول غير مستعدة لتسليم مزيد من الكفاءات إلى بروكسل. وستكون الخطوة الأولى من نوعها إذا تم تعيين رئيس دولة أو رئيس حكومة سابق أخيراً في هذا المنصب.

• ما رأيك بأنغيلا ميركل.. هل يمكن أن تقوم بذلك؟

•• لا أعتقد أنها يمكن أن تذهب إلى منصب مثل هذا بعد إنهاء فترتها كمستشارة.

أزمة اللاجئين كان من الممكن تجنبها لو أن الدول المجاورة لألمانيا تعاملت معها في مرحلة مبكرة.

 

تويتر