يشعرون بالقلق على أحفادهم

مُسنون يحتجون ضد التغير المناخي ويتعرضون للاعتقال

صورة

يمشي أرنولد بيس وسط المتظاهرين من أجل المناخ، بمساعدة عصا، ويحمل كرسياً قابلاً للطي عندما يحتاج إلى الجلوس. والرجل البالغ من العمر 93 عاماً مصمم على مواصلة الاحتجاج من أجل مستقبل الأرض، قائلاً: «من المهم للغاية اتخاذ إجراءات جادة ضد تغير المناخ».

وفي الأسبوع الماضي تم اعتقاله بعد رفضه إخلاء الشارع العام. وتميل حركة ناشطي المناخ إلى الارتباط بالشباب. وكانت غريتا ثونبرغ، وهي مراهقة سويدية، هي التي دفعت مئات الآلاف من الطلاب إلى ترك المدرسة للمطالبة بإجراءات بيئية عاجلة.

ولكن هناك مؤشرات إلى أن عدداً متزايداً من كبار السن ينخرطون في المظاهرات المناخية، ويهتمون بما يحدث لكوكب الأرض. وخلال الاحتجاجات في لندن على مدار الأسابيع الماضية، كان هناك عدد غير قليل من ذوي الشعر الرمادي ضمن الحشود. وقال هؤلاء المسنون إنهم على استعداد للذهاب إلى السجن بسبب معتقداتهم. وتم اعتقال أكثر من 500 شخص، ثم أطلق سراحهم على مدار التظاهرات التي نظمتها جماعة «تمرد ضد الانقراض» البيئية.

وقال المتظاهرون الأكبر سناً، الذين تحدثوا مع صحيفة «واشنطن بوست»، إنهم شعروا بإحساس بالمسؤولية الجماعية، وهذا الشعور لا يقتصر على أوروبا، إذ أعلن ناشط المناخ الأميركي بيل ماكيبين، الأسبوع الماضي، أنه سيطلق مجموعة جديدة تسمى «القانون الثالث»، وتهدف إلى إشراك كبار السن في النشاط المناخي. وكتب على «تويتر» قائلاً: «سنحاول تنظيم الأميركيين ذوي الخبرة»، أي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً مثلي، حول قضايا العدالة المناخية والعرقية والاقتصادية. وتابع ماكيبين: «لقد تسبب جيلنا في نصيب من الضرر، ونحن على وشك ترك العالم مكاناً أسوأ مما وجدناه».

وقال عدد من كبار السن الذين احتجوا في لندن، مطالبين الحكومات بالتخلي عن الوقود الأحفوري، إنهم «قلقون على أحفادهم». وأولئك الذين قادوا مسيرة يوم الخميس، متسللين من متحف «تيت مودرن»، فوق جسر الألفية إلى الحي المالي، رفعوا لافتات كتب عليها «سوف يتم اعتقالي بسبب مستقبل أحفادي»، و«أجداد ضد تغير المناخ».

وقالت شارميان كينر (67 سنة)، وهي أكاديمية متقاعدة: «سأفعل أي شيء لحماية أحفادي»، متابعة: «لن أعيش طويلاً بما يكفي لأعرف ما إذا كانت جهودنا أثمرت أم لا، بالنسبة لهم، لكني هنا أفعل ما بوسعي».

وأضافت كينر، أنه «في بعض الأحيان يتساءل المتظاهرون عما يفعل الأكبر سناً هنا، يجب أن تكوني في المنزل»، ولكنها قالت إن الأجيال الأكبر سناً «كان ينبغي أن تتحرك في وقت سابق، لذلك نحن بحاجة إلى أن نكون هنا، لأننا بطريقة ما، سواء قصدنا ذلك أم لا، نحن مسؤولون عما حدث».

من جهته قال جون لينز (93 سنة)، وهو جد ومهندس متقاعد: «بكل صراحة، نحن مسؤولون ولا شك في ذلك»، متابعاً: «في الوقت الحاضر، يتزايد مشاركة كبار السن، وهذا صحيح من تجربتي. بالنسبة لي، ما الذي يهمني إذا تم اعتقالي؟ إذ ليس لدي وظيفة أخسرها، ولست بحاجة إلى رهن عقاري ولا أعتني بأطفال صغار».

وانضمت الأخصائية الاجتماعية المتقاعدة، سو ويليامسون، إلى مئات المتظاهرين، الذين عرقلوا حركة المرور خارج بنك إنجلترا، يوم الخميس. وقالت ويليامسون، (68 عاماً)، إنها كانت على استعداد للاعتقال من قبل أحد ضباط الشرطة الذين كانوا موجودين في مكان الحدث. وقالت عن نشاطها: «عليك أن تحقق أقصى استفادة من السنوات المتبقية لك».

نتائج متناقضة

قال الباحث بجامعة أكسفورد، ستيفن فيشر، إن الاستطلاع الجديد يتناقض مع النتائج التي تفيد بأن الشباب يميلون إلى أن يكونوا أكثر قلقاً بشأن تغير المناخ، من كبار السن، والذي كان «متسقاً إلى حد كبير في الاستطلاعات على المستوى الدولي لعقود». وأضاف أنه في الوقت نفسه، يميل كبار السن إلى السلوك الموفر للطاقة، ربما لأسباب تتعلق بالكلفة، وليس لأسباب مناخية.

وساعد فيشر في أكبر استطلاع مناخي على الإطلاق نُشر في يناير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ووجد فجوة عمرية في كل دولة من 50 دولة شملها الاستطلاع، حيث يكون الشباب أكثر وعياً بالمناخ من كبار السن. ووجد هذا الاستطلاع أيضاً أن الاعتقاد العام بوجود «حالة طوارئ عالمية» كان الأعلى في بريطانيا، والذي قال فيشر إنه ربما يكون متأثراً بالمكانة البارزة لحركة «تمرد ضد الانقراض».

مجموعة جديدة ستنطلق بمسمّى «القانون الثالث»، هدفها إشراك كبار السن في النشاط المناخي.

تويتر