يدفعون للمهربين 1000 دولار مقابل الرحلة من كابول إلى فان

بعد استضافتها ملايين السوريين.. جحافل من اللاجئين الأفغان يطرقون باب تركيا

صورة

بينما تستضيف تركيا عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين، وهو ما يضغط على بنيتها التحتية ومواردها، فإنها، على ما يبدو، على موعد مع موجة جديدة من تدفق اللاجئين، وهذه المرة من أفغانستان، بعد أن سيطرت حركة «طالبان» عليها.

وقال المحلل التركي البارز والزميل في منتدى الشرق الأوسط بالولايات المتحدة، بوراك بكديل، في تقرير نشره معهد جيتستون الأميركي، إن السكان المحليين في إسطنبول، أصيبوا بالصدمة، أخيراً، لرؤية جحافل من الشبان الأفغان يرتدون الملابس التقليدية البالية، ويتجولون بلا هدف في الأحياء التي كانت بالفعل موطناً لآلاف اللاجئين السوريين.

وفي وقت لاحق، اعتقلت الشرطة التركية وطردت تسعة من الرجال.

تواصل

ويتواصل مئات آخرون مع أقاربهم وأصدقائهم في أفغانستان وإيران، ومن المرجح أنهم يطلعونهم على طرق الهجرة غير الشرعية إلى تركيا. وعادة ما يدفع الأفغان للمهربين 1000 دولار مقابل الرحلة من كابول إلى فان في شرق تركيا. ومع انتصار «طالبان» وانهيار الحكومة الأفغانية، قد يعبر مئات الآلاف عبر إيران إلى شرق تركيا، بحثاً عن الطريق الأقل خطورة (والأقل كلفة) إلى أراضي الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف.

وبعد انسحاب الولايات المتحدة بالكامل من أفغانستان، ستكون الحدود التركية مع إيران مكتظة بالأشخاص الذين يحاولون الدخول إلى تركيا.

ولكن بمجرد الوصول إلى تركيا، لا يوجد طريق واضح لإقرار الوضع القانوني، ولا منظمات على الإطلاق لدعم الأسر المحتاجة إلى الغذاء والمأوى. ولم تعد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تبحث طلبات اللجوء في تركيا، وقد تستغرق الطلبات من خلال المكاتب الحكومية سنوات، حسبما يقول بكديل.

موجة جديدة

وتواجه تركيا هذه الموجة الجديدة من المهاجرين غير الشرعيين في الوقت الذي تستضيف فيه بالفعل 3.6 ملايين مهاجر سوري مسجل، أي بالفعل 4.37% من إجمالي سكان تركيا. واليوم، يلتحق أكثر من مليون طفل سوري تراوح أعمارهم بين خمسة و17 عاماً، أو 63% من المجموع، بالمدارس التركية. وفي السنوات الثلاث الماضية، أصبح 120 ألف سوري مواطنين أتراكاً، بعد حصولهم على الجنسية. وهم يملكون متاجر ويديرون أعمالاً، ويعيشون في أحياء خاصة ذات أغلبية سورية في أنقرة وإسطنبول.

وفي ثلاث ولايات تركية (غازي عنتاب وهاتاي وشانلي أورفا) يمثل السوريون أكثر من 20% من السكان. وفي ولاية كيليس التركية، يشكلون 74.3% من السكان.

ويقول بكديل إن الأتراك، الذين يبلغ متوسط دخل الفرد منهم من إجمالي الناتج المحلي 8000 دولار، سئموا بالفعل من العمالة السورية الرخيصة وغير الشرعية، ممن يأخذون وظائفهم. والآن بعد أن أصبح تهديد المهاجرين الأفغان واضحاً للغاية في الشوارع التركية، يكتشف الأتراك موجة جديدة من النزعة القومية. وهناك بالفعل دلائل على أن هذه النزعة القومية يمكن أن تتحول إلى العنف.

وفي 12 أغسطس، اعتقلت الشرطة في أنقرة 76 شخصاً على صلة بهجمات على منازل وشركات يعتقد أن السوريين يملكونها، بعد مقتل مراهق تركي في شجار مع مجموعة من المهاجرين من سورية. وخرج حشد من الأشخاص، يبلغ عددهم مئات، إلى شوارع حي ألتينداج. وكانوا يرشقون منازل المهاجرين السوريين بالحجارة، وينهبون بعض المتاجر ويرددون شعارات معادية للسوريين، وبدا المشهد وكأنه مذبحة بين فصيلين.

يواجه الأفغان ربما أكثر جيش في العالم وحشية من المتطرفين، الذين نصبوا أنفسهم الآن في كابول، وهم مسلحون بما وصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بـ«كل الأدوات ومعدات أي جيش حديث. لقد قدمنا أسلحة متطورة»، واستولت «طالبان» على تلك الأسلحة من الجيش الوطني الأفغاني المتفكك. والواقع أن بايدن منح «أسلحة متقدمة»، مجاملة من دافعي الضرائب في الولايات المتحدة، ليس فقط لـ«طالبان» و«القاعدة» و«داعش»، بل أيضاً لروسيا والصين وإيران.

ويضيف بكديل أن لدى الأفغان أسباباً وجيهة للفرار من بلادهم بالملايين. وإيران هي محطتهم الأولى النموذجية.

وبمجرد وصولهم إلى إيران، يتم منحهم ممراً سهلاً وآمناً إلى تركيا، وهذه هي هدية إيران للرئيس رجب طيب أردوغان. وتضم تركيا بالفعل ما يقرب من خمسة ملايين مهاجر. ومن شأن وصول خمسة ملايين آخرين على مدى سنوات أن يشل تركيا واقتصادها وسياستها وسلامتها النسبية. ولكن المهاجرين الأفغان لن يكونوا مشكلة تركيا وحدها. وفي ذروة الأزمة السورية، طلب 1.3 مليون سوري اللجوء في أوروبا. وحسب الجنسية، في عام 2015، كانوا أكبر مجموعة بين المهاجرين من جنسيات مختلفة من القادمين من تركيا إلى الأراضي اليونانية. وبعد خمس سنوات، كان الأفغان هم المجموعة الأكبر، وهذا قبل أن تبدأ أكبر موجة أفغانية.

في عام 2020، هدد أردوغان بإغراق دول الاتحاد الأوروبي بملايين السوريين. ونقلت حكومته آلاف السوريين إلى الحدود التركية مع اليونان في تراقيا، وفتحت البوابات ودفعتهم إلى الأرض القاحلة. وفي غضون الأسبوع الأول، قالت الحكومة التركية إن ما يقرب من 200 ألف سوري دخلوا اليونان.

ويختتم بكديل تقريره بأنه على الرغم من ذلك، فإنه إذا كانت وكالات الحدود اليونانية والاتحاد الأوروبي لا تريد أن تعيش من جديد أزمة مهاجرين عام 2015، فعليها مراجعة مخططاتها لحماية الأراضي اليونانية من المهاجرين، والاستعداد لتدفق آخر هذا العام.

• السكان المحليون في إسطنبول أصيبوا بالصدمة، أخيراً، لرؤية جحافل من الشبان الأفغان يرتدون الملابس التقليدية البالية، ويتجولون بلا هدف في الأحياء التي كانت بالفعل موطناً لآلاف اللاجئين السوريين.

• مع انتصار «طالبان» وانهيار الحكومة الأفغانية، قد يعبر مئات الآلاف عبر إيران إلى شرق تركيا، بحثاً عن الطريق الأقل خطورة «والأقل كلفة» إلى أراضي الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف.

• خلال السنوات الثلاث الماضية، أصبح 120 ألف سوري مواطنين أتراكاً، بعد حصولهم على الجنسية، وهم يملكون متاجر ويديرون أعمالاً، ويعيشون في أحياء خاصة ذات أغلبية سورية في أنقرة وإسطنبول.

تويتر