شهدت استقالة عدد منهم

استضافة اليابان للألعاب الأولمبية تعتبر فألاً سيئاً لرؤساء الوزراء

صورة

كلما تم تنظيم ألعاب أولمبية في اليابان، استقال بعدها رئيس الوزراء الذي تتزامن ولايته مع تلك الألعاب، هكذا ظلت الألعاب الأولمبية تشكل فألاً سيئاً لرؤساء الوزراء في هذه البلاد. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل سيتمكن رئيس الوزراء، يوشيهيدي سوغا، من التغلب على هذا النحس، والاستمرار في منصبه بعد انتهاء فترته رئيساً للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، وبالتالي رئيساً للوزراء؟

مع انطلاق الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو، يحاول سوغا تهيئة الظروف لتعزيز شعبية إدارته، استعداداً لكل من انتخابات مجلس النواب المقبلة، والتي ستتم الدعوة إليها بحلول الخريف، والانتخابات الرئاسية للحزب الديمقراطي الليبرالي، المقرر إجراؤها أيضاً في الخريف.

وفي الماضي كانت هناك قصة استقالة مختلفة لرؤساء الوزراء خلال الألعاب الأولمبية التي استضافتها اليابان في طوكيو عام 1964 بين 10- 24 أكتوبر، وفي سابورو عام 1972 بين 3-13 فبراير، وفي ناغانو عام 1998 من 7 إلى 22 فبراير.

وأقيمت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو عام 1964 - وهي أول دورة أولمبية تُقام في آسيا - عندما كان رئيس الوزراء هاياتو إيكيدا في منصبه، وبعد فترة وجيزة من توليه المنصب في عام 1960، بدأ خطة مضاعفة الدخل، وقرر استخدام الألعاب الأولمبية كأداة لتحفيز النمو الاقتصادي. وروج لمشروعات البنية التحتية الضخمة مثل خط قطار توكايدو شينكانسن السريع، وطريق ميتروبوليتان السريع في طوكيو. وجاءت دورة الألعاب الأولمبية لعام 1964 لترمز إلى فترة النمو الاقتصادي المتصاعد في اليابان.

ولكن في سبتمبر 1964، قبل شهر واحد فقط من حفل افتتاح الألعاب، تم نقل إيكيدا إلى المستشفى، وتم تشخيص إصابته بالسرطان، لكن لم يتم إخباره أو إخبار الجمهور بذلك في البداية، وغادر إيكيدا المستشفى مؤقتاً لحضور حفل الافتتاح بإذن من أطبائه. ولحاجته للمزيد من العلاج، استقال في اليوم التالي للحفل الختامي، في 25 أكتوبر، وتوفي في العام التالي.

وخلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سابورو عام 1972، كان إيساكو ساتو رئيساً للوزراء، وفي شهر مايو من ذاك العام تحقق هدفه الذي كرس حياته السياسية بالكامل من أجله: عودة جزيرة أوكيناوا من سيطرة الولايات المتحدة، وفي اليوم التالي لانتهاء الجلسة العادية لمجلس الدايت في يونيو أعلن عن استقالته. وأصبحت عودة أوكيناوا إلى اليابان الإنجاز العظيم الذي أنهى به فترة ولايته الطويلة - سبع سنوات وثمانية أشهر - كرئيس للوزراء.

استقالة

وفي دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في ناغانو عام 1998 كان رئيس الوزراء آنذاك، ريوتارو هاشيموتو، الذي كان لديه توقعات كبيرة بأن الألعاب «ستساعد على انتعاش الاقتصاد الياباني»، وبالتالي ترفع معدلات شعبية الإدارة. لكن الحزب الليبرالي تعرض لخسارة فادحة في انتخابات مجلس المستشارين بعد خمسة أشهر، ولكي يتحمل مسؤولية الخسارة، اضطر هاشيموتو إلى الاستقالة.

اقتران استقالة رئيس الوزراء بالألعاب الأولمبية تزامن أيضاً مع السنوات التي كان من المقرر أن تقام فيها الألعاب الأولمبية في اليابان، قبل أن يضرب وباء «كورونا» العالم، ولايزال في أذهاننا استقالة رئيس الوزراء السابق، شينزو آبي، الذي ترك منصبه في أغسطس 2020 بسبب تدهور حالته الصحية، وتزامن ذلك مع تأجيل دورة الألعاب الصيفية في طوكيو 2020 لمدة عام بسبب جائحة فيروس كورونا.

تغير رئاسة الوزراء

في عام 1940، عندما ألغيت ألعاب طوكيو والألعاب الشتوية في سابورو بسبب الحرب العالمية الثانية، تغير رئيس الوزراء مرتين.

وتنتهي ولاية سوغا الحالية كرئيس للحزب الديمقراطي الليبرالي في نهاية سبتمبر. وأشار إلى أنه يعتزم حل مجلس النواب خلال فترة ولايته والسعي لإعادة انتخابه كرئيس للحزب الديمقراطي الليبرالي. ولم تكن هناك تحركات لإسقاط سوغا داخل الحزب، ولم يظهر أي منافس داخلي له حتى الآن. لكن الإصابات بفيروس كورونا آخذة في الازدياد، وانتقد جزء من الجمهور إقامة الألعاب الأولمبية في الوقت الذي دخلت فيه طوكيو في حالة طوارئ بسبب فيروس كورونا. وأظهرت استطلاعات الرأي العام، التي أجراها العديد من وسائل الإعلام في يوليو أن نسبة التأييد لمجلس وزراء سوغا عند أدنى مستوياتها على الإطلاق. ويبدو المستقبل غير مؤكد بالنسبة له.

وفي مقابلة أجريت في عدد 20 يوليو من صحيفة سبورتس هوتشي، قال سوغا: «أريد أن أجعل الألعاب حديث الناس من أجل المضي قدماً». ويبدو أن رئيس الوزراء يهدف إلى تحقيق انفراج ناجح من أزمة «كورونا» مع أولمبياد طوكيو، لكن مصدراً مقرباً من الحزب الديمقراطي الليبرالي قال قبل افتتاح الأولمبياد، «أتساءل عما إذا كنا سنتمكن من الوصول إلى نهاية الألعاب مع عدد أقل مما توقعنا من الإصابات بفيروس كورونا». إذا وصل عدد الإصابات اليومية إلى 3000 أو 4000 في طوكيو، فسيتعين على رئيس الوزراء التنحي».

وفي طوكيو، تم تأكيد إصابة 4058 شخصاً بفيروس كورونا المستجد في 31 يوليو، وتجاوز عددهم 4000 لأول مرة. وارتفع الرقم مرة أخرى إلى 4166 في 4 أغسطس.

خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في ناغانو عام 1998 كان رئيس الوزراء آنذاك، ريوتارو هاشيموتو، الذي كان لديه توقعات كبيرة بأن الألعاب «ستساعد على انتعاش الاقتصاد الياباني»، وبالتالي ترفع معدلات شعبية الإدارة. لكن الحزب الليبرالي تعرض لخسارة فادحة في انتخابات مجلس المستشارين بعد خمسة أشهر، ولكي يتحمل مسؤولية الخسارة، اضطر هاشيموتو إلى الاستقالة.

خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سابورو عام 1972، كان إيساكو ساتو رئيساً للوزراء، وفي شهر مايو من ذاك العام تحقق هدفه الذي كرس حياته السياسية بالكامل من أجله: عودة جزيرة أوكيناوا من سيطرة الولايات المتحدة، وفي اليوم التالي لانتهاء الجلسة العادية لمجلس الدايت في يونيو أعلن عن استقالته.

• تزامناً مع انطلاق الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو، يحاول سوغا تهيئة الظروف لتعزيز شعبية إدارته استعداداً للانتخابات.

تويتر