راية الشمس المشرقة

تشهد العلاقات اليابانية-الكورية الجنوبية تدهوراً إلى أدنى المستويات في سنوات، وتشمل مروحة النزاعات كل جوانب العلاقات الثنائية للبلدين المنبثقة من تباين في تصوّر المسائل التاريخية كتلك المتعلقة بالعمالة الإجبارية خلال فترة الاحتلال الياباني.

وقد ازدادت سوءاً مع فرض الحكومة اليابانية قيوداً على الصادرات، وامتدت لتطال مشكلات تتعلق بالتعاون على الصعيد الأمني القومي والإقليمي.

وفي خضم التوترات، برزت مشكلة محددة تتعلق براية الشمس المشرقة، حيث أرسلت حكومة كوريا الجنوبية في 12 سبتمبر من عام 2019 طلباً رسمياً إلى اللجنة الأولمبية الدولية لمنع الناس من حمل راية الشمس المشرقة إلى طوكيو خلال دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية الجارية حالياً، وتبنت الجمعية الوطنية لكوريا الجنوبية قراراً بهذا الشأن.

ويعود أصل المشكلة في الأساس إلى أن الكوريين الجنوبيين يعتبرون راية الشمس المشرقة التي استخدمها الجيش الياباني الإمبريالي رمزاً للإمبريالية اليابانية، ويرون ضرورة استئصاله تماماً، كما العلم النازي، من دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية التي ترادف الاحتفال بالسلام. وبناءً على هذا الاعتقاد، صارت راية الشمس المشرقة في كوريا الجنوبية الحديثة تعادل «راية الحرب المجرمة».

ويشير البعض إلى أنه لو كان الأمر كذلك، فلماذا لم تتم إزالة الراية من دورة الألعاب الأولمبية وسواها من الفعاليات من قبل؟ ولماذا لم تعمد كوريا الجنوبية إلى إثارة المسألة قبل اليوم وبعد 70 عاماً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؟

السبب بسيط ويكمن في أنه عقب السنوات الـ10 الأُولى من الألفية الثانية أخذت راية الشمس المشرقة كرمز للإمبريالية تكتسب اهتمام كوريا الجنوبية. وتكشف معاينة مقاربة صحف البلاد للمسألة أنه لم يسبق أن أثيرت مسألة الراية أو كانت مثار جدل قبل الألفية الثانية.

تويتر