الرئيس الأميركي يمكنه ضمان اجتماع ناجح لو تجنب أخطاء ترامب

توقعات بشأن القمة المرتقبة بين بايدن وبوتين

قمة بايدن وبوتين يمكن أن تؤدي إلى فك عزلة روسيا. أرشيفية

يبدو أن لقاء الرئيسين الأميركي جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، في جنيف، سيثير الكثير من التكهنات والتحليلات، وسيطرح الكثيرون أسئلة بشأن من «فاز» بهذه القمة؟ وللإجابة عن هذا السؤال، من المرجح أن يعتمد الخبراء وصانعو السياسة أربعة معايير، هي: كيفية مقارنة اللقاء مع لقاءات الرئيس السابق دونالد ترامب مع بوتين، وما إذا كانت إدارة بايدن تقبل التغيير، والمدى الذي وصلت إليه أي اتفاقات، وما يمكن أن تتمخض عنه القمة.

معيار ترامب

يمكن أن يذهب بايدن بعيداً باتجاه قمة ناجحة، بمجرد تجنبه للأخطاء التي ارتكبها ترامب، ولم يفهم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، أنه عن طريق عدم مواجهة بوتين بحقيقة تدخله في الانتخابات الأميركية والقضايا الأخرى، فإنه صنع معارضة حزبية من الكونغرس، وباتت «العقوبات الجديدة ضد روسيا» مؤكدة، وعلى النقيض من ذلك يبدو بايدن حريصاً على طرح جميع شكاوى الدول الغربية، على الرغم من أنه يحاول تحسين العلاقات مع الكرملين، ويدرك مستشارو بايدن أنه بعد الاجتماع بين الزعيمين، يتعين عليهم وصف التأرجح في الموقف الأميركي من روسيا حول استمرار احتلالها شرق أوكرانيا، والسجن والتضييق المستمر على الخصوم السياسيين، ودعم الكرملين لسياسات قاسية في بيلاروسيا.

تغيير آخر

يرى فريق الرئيس بايدن للسياسة الخارجية أنه يريد علاقة بين الولايات المتحدة وروسيا ليست مختلفة فقط عن إدارة ترامب، وإنما عن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما أيضاً، ورغم أن ذلك غير عادل فإن التغيير الذي تم في بداية إدارة الرئيس أوباما يجري التعامل معه الآن بصورة روتينية باعتباره «تفكيراً رغائبياً» بشأن روسيا. ويصر موظفو البيت الأبيض على أنه ليس لديهم أي وهم بأنه سيكون من السهل تغيير مسار موسكو، وهم يتخيلون عملية يتم تنفيذها على المستويات العملية، من قبل خبراء دبلوماسيين فطنين، ويستكشفون بحذر مناطق يمكن أن تعد أرضية مشتركة بين الطرفين بدءاً من البرنامج النووي الإيراني، وصولاً إلى تغير المناخ، وبهذه الطريقة فإن نتيجة قمة ناجحة - التي من الواضح للغاية أنها لن تكون تغيراً في السياسة الأميركية - يجب أن تتضمن اتفاقات على استمرار المفاوضات.

اتفاقات صغيرة الحجم

حتى اللقاء لفترة قصيرة بين بايدن وبوتين، يمكن أن ينجم عنه ما يسميه البيروقراطيون «المخرجات»، وهي قائمة صغيرة من البنود التي تجاوز فيها الرئيسان خلافاتهما القديمة وقلبا صفحتها، ومن الأمور التي يرجح تحققها خلال هذه القمة عودة سفيري البلدين إلى منصبيهما (وهما الآن في بلديهما من أجل التشاور)، وتخفيف القيود على سفارات وقنصليات البلدين، وإطلاق سراح أميركي أو اثنين معتقلين الآن في السجون الروسية، وإيجاد إطار مريح لاستئناف المناقشات حول الحد من الأسلحة النووية، وتلميحات غامضة حول إمكانية التقدم بشأن القضايا الأخرى، ويبدو أن فريق بايدن حريص بصورة خاصة على جعل الكرملين يوافق على حل مشكلة المجرمين السيبرانيين الذين يعملون وهم يتمتعون بالحصانة في روسيا.

بقية رحلة بايدن

على الرغم من أن التغطية الإعلامية لأول رحلة رسمية خارجية لبايدن تركز على اللقاء مع بوتين، إلا أن ما تقوله الإدارة عن بقية الرحلة مختلف عن ذلك، فهناك العديد من القمم الأخرى التي سيعقدها بايدن، وأولها اللقاء الذي تم مع رئيس الحكومة البريطانية، بوريس جونسون، ومن ثم عقد جلسات منفصلة مع كبار قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وإذا تمكن بايدن من تعزيز الخطوط التي توحد العالم الغربي، خصوصاً في ما يتعلق بالقضايا الصعبة مثل أنابيب الغاز المعروفة باسم «نورد ستريم»، وإنفاق حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وأوكرانيا وبيلاروسيا، فإنه سيجلس مع بوتين ويضع شروطاً أفضل.

وستحدد هذه المؤشرات الأربعة الكثير من المناقشات العامة في قمة جنيف، وإضافة إلى ذلك فإن بايدن وفريقه سيجرون تقييماً خاصاً حول مدى اهتمام بوتين بإعادة صياغة علاقات روسيا مع الغرب، فهل هو مستعد لتعديل سياسة روسيا، سواء في الداخل أو في الخارج، بصورة يمكن أن تبدأ في تخفيف عزلة روسيا؟ أم أنه يجد صورة روسيا تحت الحصار صعبة للغاية بحيث لا يمكن تغييرها، ومرتبطة جداً بفكرة دوره التاريخي، ومفيدة للغاية بالنسبة لسياسته الداخلية؟

ولن يحصل المسؤولون الأميركيون على الجواب النهائي لكل هذه الأسئلة، لكن تقييمهم لوجهة نظر بوتين ستؤثر في الزمن والطاقة، والالتزام الذي يستثمرونه في العلاقات مع روسيا بعد القمة.

• فريق بايدن حريص بصورة خاصة على جعل الكرملين يوافق على حلّ مشكلة المجرمين السيبرانيين، الذين يعملون وهم يتمتعون بالحصانة في روسيا.

ستيفن سيستانوفيتش - متخصص في الشؤون الروسية.

تويتر