رئيس الوزراء البريطاني أهداه صورة فوتوغرافية في المقابل

بايدن يهدي جونسون دراجة بقيمة 6000 دولار

صورة

راجت تقارير بأن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أهدى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، دراجة مصنوعة خصيصاً بقيمة 6000 دولار، في قمة مجموعة السبعة، لكنه تلقى في المقابل هدية عبارة عن صورة للمصلح الاجتماعي الأميركي، فريدريك دوغلاس، تمت طباعتها من «ويكيميديا»، وبدا الأمر كأنه لحظة محرجة بشكل خاص في الدبلوماسية الدولية، وكتب نجل الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب جونيور، على تويتر: «عدم احترام تام لبايدن تعرض له في تبادل هدايا».

دفعت وزارة الخارجية 1800 دولار لشراء الدراجة، إلا أن المصنع الذي تم شراء الدراجة منه، الذي يتخذ من فيلادلفيا مقراً، طالب بـ6000 دولار لهذا النوع الخفيف الوزن من الدراجات، وكان من المفترض أن يكلف هذا النوع من الدراجات مع ترتيبات أخرى، مثل صورة الاتحاد البريطاني، والخوذة، والشارة البرونزية والفضية التي تعكس العلمين البريطاني والأميركي، 10 آلاف دولار في ظل الظروف العادية.

بريد غامض

ويقول مالك المصنع، ستيفن بيلينكي، إن وزارة الخارجية اقترحت عليه في البداية ميزانية قدرها 1500 دولار للدراجة، وقال في موقعه على الإنترنت إنه اعتقد في البداية أنه استُهدف بعملية احتيال، عندما تلقى بريداً إلكترونياً «غامضاً»، يسأل عما إذا كان بإمكانه إنتاج دراجة مصنوعة يدوياً لشخص أجنبي، لم يذكر اسمه، في أقل من أسبوعين، وهو إنجاز يتطلب العمل 14 ساعة في اليوم، وتلقى بعض التلميحات، مثل: الزعيم الأجنبي يراوح طوله بين خمس وثماني أقدام، ومن بلد يتكون علمها من الأحمر والأبيض والأزرق، لكنه لم يعلم أن الهدية ستكون لجونسون، إلى أن وافق بالفعل على بناء الدراجة بسعر مخفض بشكل كبير.

وقال البيت الأبيض إن الهدية إيماءة لهواية ركوب الدراجات المشتركة بين بايدن وجونسون، لكن إذا أراد جونسون استخدام الدراجة فسيتعين عليه، على الأرجح، أن يدفع في المقابل، إذ يسمح القانون الوزاري البريطاني لوزراء الحكومة بقبول الهدايا التي تقل قيمتها عن 140 جنيهاً استرلينياً(نحو 200 دولار)، وإذا أرادوا الاحتفاظ بهدية أكثر كلفة، فعليهم دفع الفرق، ما يعني أن جونسون قد ينتهي به الأمر إما إلى دفع ما يقرب من 1600 دولار مقابل دراجة لم يخترها بنفسه، أو أن تصادرها حكومته.

أما عن فكرة تسليم جونسون لبايدن نسخة مطبوعة من «ويكيميديا»، فهذه ليست القصة الكاملة أيضاً، فقد عثر المسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية على صورة ظهرت على صفحة «ويكيبيديا» لفريدريك دوغلاس، على شكل لوحة جدارية تم رسمها على أحد شوارع إدنبرة لهذه الشخصية المشهورة بمطالبتها بإلغاء عقوبة الإعدام، وتقول ميليسا هايتون، التي التقطت الصورة، لصحيفة «واشنطن بوست»، إن وزارة الخارجية اتصلت بها وطلبت الإذن باستخدامها كهدية لبايدن، الذي كثيراً ما أشار إلى دوغلاس في خطاباته.

كلفة الهدية

وكتبت هايتون في رسالة بالبريد إلكتروني: «وافقت على ذلك وأعطيتهم نسخة ذات دقة أعلى من الصورة، لكنني لا أعرف كيف قاموا بطباعتها، وعلى افتراض أنهم استطاعوا طباعتها بشكل عالي الجودة على ورق عالي الجودة أيضاً وإطار جميل، لكنني لم أرَ الناتج النهائي».

قامت هايتون، مديرة خدمات التعلم والويب في جامعة إدنبرة، بتحميل الصورة على «ويكيميديا كومنز»، بموجب ترخيص ينص على أنه يمكن استخدامها مجاناً، ولم تطلب من الحكومة دفع مبلغ مقابلها، لكنها حثت وزارة الخارجية على الاتصال بالفنان، روس بلير، الذي رسم اللوحة الجدارية، وكان متحمساً بالمثل، حيث قال لـ«بي بي سي» إنه يعتبره «شرفاً عظيماً له لأن عمله تم نشره على منصة عالمية ضخمة».

لم ترد 10 داونينغ ستريت فوراً على استفسار حول كلفة الهدية، لكن كلفة الطباعة والتأطير الاحترافية يمكن أن تصل إلى مئات الدولارات، ويُمنع رؤساء الولايات المتحدة من قبول الهدايا الشخصية من قادة العالم التي تقدر قيمتها بأكثر من 415 دولاراً، ويتم عادة إرسال الهدايا التي تتجاوز هذه القيمة مباشرةً إلى الأرشيف الوطني.

وعلى الرغم من أن البعض في الولايات المتحدة قد فسر الهدية الأقل كلفة على أنها هدية بسيطة، إلا أنه لا يوجد ما يشير إلى شعور بايدن بالازدراء، وحصلت السيدة الأميركية الأولى، جيل بايدن، على طبعة أولى من رواية للكاتبة البريطانية دافني دو مورييه، التي تدور أحداثها غالباً في كورنوال، بينما تلقت زوجة جونسون، كاري، من الضيف الزائر وشاحاً حريرياً وحقيبة يد من الجلد من صنع زوجات عسكريين.

وقد يرى البعض أن تبادل الهدايا الأخير يمثل انعكاساً للإحراج الذي حدث عام 2009، عندما أعطى رئيس الوزراء البريطاني السابق، غوردون براون، الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، حامل أقلام مصنوعاً من أخشاب السفينة البريطانية الملكية، التي تم استخدام خشبها لصناعة المكتب البيضاوي، وقدم أوباما لبراون مجموعة من أقراص الفيديو الرقمية.

• يُمنع رؤساء الولايات المتحدة من قبول الهدايا الشخصية من قادة العالم، التي تقدر قيمتها بأكثر من 415 دولاراً، ويتم عادة إرسال الهدايا التي تتجاوز هذه القيمة مباشرةً إلى الأرشيف الوطني.

• قال البيت الأبيض إن الهدية إيماءة إلى هواية ركوب الدراجات المشتركة بين بايدن وجونسون.

تويتر