«عطيرت كوهنيم» تخطط للاستيلاء على 87 منزلاً في الحي المقدسي

750 مقدسياً في «بطن الهوى» يواجهون الترحيل مجدداً

صورة

على خطى مخططات إخلاء حي الشيخ جراح شرق البلدة القديمة في مدينة القدس الشريف، عادت من جديد المخططات الاستيطانية تضرب أركان حي «بطن الهوى»، الحارة الوسطى من الحارات الثلاث لحي سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، لتقضّ مضاجع السكان، وتبث الخوف في قلوب الأطفال والنساء من مصير مجهول يودي بهم إلى حافة التهجير القسري، ويجعلهم أسرى للتشرد على قارعة الطريق.

وبعد صدور قرار إخلاء 87 منزلاً في حي بطن الهوى، وتهجير سكانها المقدسيين البالغ عددهم 750 مقدسياً، تمضي مخططات التهويد الاستيطانية في طريقها داخل أروقة محاكم الاحتلال، حيث الجزء الثاني من معركة الاقتلاع والتهجير التي تتخفى تحت قناع القضاء.

فمع احتدام المواجهة بين السكان وجمعية «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية، واقتراب خطر الاستيلاء على منازلهم، لمصلحة الجمعية، رفعت عائلات «بطن الهوى» دعوى قضائية لمحكمة الاحتلال من أجل وقف طردهم من منازلهم، لكن قرارها في يوم الأربعاء الماضي 26 من شهر مايو الجاري كان إرجاء البت في قضية ترحيل عائلات من حي بطن الهوى في بلدة سلوان بمدينة القدس الشريف.

وكانت محكمة الصلح التابعة للاحتلال، قررت في شهر مارس من العام الجاري 2021، الإخلاء القسري لبنايتين تقطنهما سبع عائلات فلسطينية لمصلحة مستوطنين، لتستأنف العائلتان القرار، الذي مازال في أروقة المحاكم بعد تأجيل النظر في طلب العائلتين المقدسيتين.

ويقول محامي عائلات حي «بطن الهوى» محمد دحلة: «لم تنظر المحكمة بمواد الاستئناف، بل أجلت الجلسة، لتقرر إدخال المستشار القضائي للحكومة إلى الملف لإبداء موقفه، ولحين صدور قرارات من المحكمة العليا في استئنافات مقدمة في قضايا مشابهة».

مصير مجهول

بعد تأجيل استئناف العائلات المقدسية في الحي المقدسي، يبقى مصيرها في يد الاحتلال ومحاكمه مجهولاً، إلى حين تعيين جلسة أخرى، فيما تنتظر بقية عائلات «بطن الهوى» تنفيذ قرار تهجيرها في كل لحظة.

ويقول رئيس لجنة أهالي حي «بطن الهوى»، زهير الرجبي: «إن الاستئناف الذي رفضته المحكمة مقدم فقط من قبل عائلتين تقطن سبعة منازل، بعد صدور أوامر سابقة بإخلاء منازلهم، في نهاية شهر مارس الماضي، في حين لاتزال عشرات العائلات تنتظر البت في القضايا المتعلقة بإخلاء منازلها، وتهجيرها خارج (بطن الهوى)».

«في حي (بطن الهوى) معركة طاحنة لا تتوقف للاستيلاء على منازلنا، وتهجيرنا بشكل قسري، ليكون مصير أطفالنا هو الشارع، وعلى أنقاض منازلنا ستقام مستوطنة كبيرة، سيتم ربطها مباشرة بمستوطنة رأس العامود في القدس، والبؤر الاستيطانية غرب الحي باتجاه حي وادي حلوة المجاور» يصف الرجبي مخاطر قرار إخلاء (87) منزلاً مقدسياً.

ويواصل رئيس لجنة أهالي حي «بطن الهوى» حديثه لـ«الإمارات اليوم» قائلاً: «إن مخططات الاحتلال لتهجير المقدسيين ماضية دون توقف، فبعد قرار إخلاء منازل حي الشيخ جراح، الذي مازال يواجه سكانه خطر التهجير القسري، يتعرض 750 مقدسياً للمصير ذاته، حيث تخطط جمعية «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية للسيطرة على خمسة دونمات و200 متر مربع من حي الحارة الوسطى في «بطن الهوى»، والتي يقام عليها (87) منزلاً مقدسياً، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881.

وبحسب نتائج دراسة ميدانية لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان (بتسيلم)، فقد قُسم حي «بطن الهوى» إلى نحو 50 قسماً، تسعة منها نقلت إلى «عطيرت كوهنيم»، وخمسة أخرى يسكنها المستوطنون بشكل فعلي، فيما قدمت الجمعية الاستيطانية دعاوى إخلاء ضد 81 أسرة، وفرضت بلدية الاحتلال في القدس على عائلتين فلسطينيتين غرامات مالية، وأصدرت أوامر هدم لقسم من مساكنهما، بحجة دخول أراضٍ تملكها «عطيرت كوهنيم».

صراع أزلي

سكان الحي المقدسي الذي يبعد عن المسجد الأقصى المبارك 400 متر، يخوضون معركة قانونية وسياسية مفتوحة، داخل أروقة محاكم الاحتلال، ضد «عطيرت كوهنيم»، التي تستهدف إخلاءهم وتهجيرهم من حيهم الأصلي الذي يقيمون فيه منذ عشرات السنين.

ويبين رئيس لجنة أهالي حي «بطن الهوى» أن حكاية الصراع بين سكان الحي المقدسيين الأصليين، و«عطيرت كوهنيم» الاستيطانية، بدأت عندما وضعت الجمعية الاستيطانية أول موطئ قدم لها في الحي عام 2004، باستيلائها على منزل يعود لعائلته (الرجبي).

ويذكر أن الجمعية الاستيطانية في عام 2014، سلمت السكان المقدسيين قرارات بإخلاء منازلهم، بادعاء أنهم يعيشون على أرض تعود ملكيتها ليهود اليمن قبل عام 1948، ليتم الاستيلاء على منزل تمتلكه عائلة «أبوناب»، بدعوى إنشاء مركز ثقافي ليهود اليمن.

ويواصل الرجبي حديثه قائلاً: «إن سكان حي بطن الهوى يمتلكون أوراقاً ثبوتية تؤكد أن اليهود اليمنيين غادروا الحي قبل قيام إسرائيل عام 1948، وأن الأرض التي بنيت عليها المنازل تعود ملكيتها للعائلات المقدسية منذ عام 1892، في زمن العهد العثماني، ولديهم ما يثبت ذلك».

اقتلاع وتهجير

ويخوض زهير الرجبي (51 عاماً)، رئيس لجنة أهالي «بطن الهوى»، وأحد السكان المقدسيين الذين أخطرتهم «عطيرت كوهنيم» بالاستيلاء على منازلهم، والذي يعيش فيه منذ عشرات السنين، معركة قانونية داخل أروقة المحاكم منذ شهر مايو من عام 2015، عندما تسلم دعوى قضائية رفعت عليه من ممثلين عن الأوقاف الإسرائيلية، لتزداد حدتها حالياً مع تجديد تلك الدعوى ضده.

ويمتلك الرجبي أوراقاً ثبوتية، تؤكد أن والده اشترى 150 متراً مربعاً من أرض تبلغ مساحتها الإجمالية خمسة دونمات و200 متر مربع في عهد الوصاية الأردنية على مدينة القدس الشريف، قبل احتلالها في عام 1967، وبعد أن ورثه عن والده أصبح المنزل مكوناً من طوابق عدة، جميعها في قبضة أنياب الاستيلاء الاستيطاني.

وبمثول قرار إخلاء منزل زهير الرجبي أمام المحكمة، فإنه سيصبح عرضة للتشرد والتهجير، هو وعائلته المكونة من سبعة أفراد، ضمن قرارات الإخلاء للجمعية الاستيطانية، والتي تعد من كبرى عمليات التهجير التي تشهدها المدينة المقدسة منذ (53 عاماً)، بعد الذي شهدته «حارة الشرف» في البلدة القديمة في مدينة القدس الشريف في عام 1967.

• بحسب نتائج دراسة ميدانية للمنظمة الحقوقية الاسرائيليية «بتسيلم»، فقد قُسم حي «بطن الهوى» إلى 50 قسماً، تسعة منها نقلت إلى «عطيرت كوهنيم»، وخمسة أخرى يسكنها المستوطنون بشكل فعلي، فيما قدمت الجمعية الاستيطانية دعاوى إخلاء ضد 81 أسرة.

تويتر